ركزت التحليلات في وسائل الاعلام الإيراني على قرار المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي، القاضي بإجراء إصلاحات هيكلية في الاقتصاد خلال الأشهر الأربعة المقبلة، حيث تناولت العديد من الصحف والتعليقات أنّ قرار خامنئي يعكس بشكل واضح تحميلًا لمسؤولية مشكلات البلاد ، وتحميل ذلك نتيجة لفشل حكومة روحاني الثانية، والخطط التي وضعتها لانقاذ الاقتصاد الإيراني أو لميزانية العام الإيراني المقبل والتي تحمل في طياتها نذر ومخاطر كبيرة على الدولة الإيرانية ، ويهدد بتفككها ، في الوقت الذي تحتفل فيه إيران بمرور أربعين عاماً من الثورة، إلى جانب عدم القدرة، أيضاً، على تجاهل المشكلات الأخرى مثل الفقر والذي وصل إلى مستويات غير مسبوقة ، حيث هناك 40 مليون إيراني تحت خط الفقر ، 12 مليون إيراني يعانون من فقر غذائي مجاعة ” ، إرتفاع السلع الأساسية بنسبة تتراوح بين 40 إلى 50 % ، هذا إلى جانب السقوط الحر للعملة الوطنية ” التومان ” ، مما زرع حالة من اليأس المتفشي بين الفئات الشابة .

أما فيما يتعلق بعلاقات إيران الدولية ، فقد حذرت وسائل الاعلام الإيرانية من خروج طهران من الاتفاق النووي ، لما سوف يترتب على ذلك من نتائج خطيرة مطالبة بضرورة الالتزام والتقييد ب تنفيذ الآلية المالية الأوروبية الخاصة “اينستكس”، وخلاف ذلك معناه عواقب كثيرة، ومن بينها عودة عقوبات مجلس الأمن بصورة أشد ، بما يعني تقديم خدمات لنتنياهو وترامب وللدول العربية الطامحة لتدمير المشروع الإيراني ، لافتة إلى رغبة أوروبا كما هو حال واشنطن في استغلال العقوبات والأوضاع الراهنة لممارسة الضغط على الشعب الإيراني، وتحويل الاتفاق النووي إلى أداة ضغط على طهران خاصة فيما يتعلق بثلاث مواضيع أساسية من أبرزها محاصرة دور إيران الإقليمي ، وبرنامجها الصاروخي ، ومحاولة تحجيم نفوذ إيران في العراق وسوريا واليمن ، وقد طالبت بعض المقالات في الصحف بضرورة رص الصفوف ، وتحييد الصراعات الحزبية ، والعمل أيضًا وفقًا للمصالح الوطنية والأمنية ، وتجنّب و تجنّب التسييس الداخلي للملفات الحساسة لاسيما الاتفاق النووي.

بموازاة ذلك هناك مخاوف إيرانية ركزت عليها وسائل الإعلام الإيراني ، والتي تبدت من خلال الخشية من قيام الرئيس الأميركي دونالد ترمب من تحويل قضية إيران إلى مشكلة دولية ، حيث هناك قلق كبير من نتائج مؤتمر وارسو الذي سيعقد بين 13 و14 فبراير ، واحتمالية تشكيل تحالف إقليمي ودولي لممارسة المزيد من الضغط على إيران ، إضافة إلى أنّ الحكومة الأميركية تحاول التفريق بين أوروبا وإيران ، وفي حال نجاحه سيشكل ذلك منعطفاً خطيراً في علاقات إيران الدولية ، مطالبة حكومة الرئيس روحاني بضرورة بناء مقاربات سياسية لأي طارئ ، ولهذا السبب هناك خشية من أن تفقد إيران دول الاتحاد الأوربي، مع خشيتها من توجيه واشنطن وتل أبيب ضربات عسكرية ضد المصالح الإيرانية في المنطقة .