تأكيدا لحرص إيران على استباق أي ترتيبات لتقاسم النفوذ في أفغانستان ، وتأسيس ركائز اعتماد متبادل هيكلي وراسخ بين إيران وأفغانستان، أعلن اْلسفير الإيراني في أفغانستان، بهادر أمينيان، إعداد مسودة وثيقة تعاون شاملة بين إيران وأفغانستان بعد نحو شهر من إخفاق اجتماع مسؤولي البلدبن في طهران في صياغة نهائية لهذه المسودة خلال زيارة وزير الخارجية بالإنة محمد حنيف لطهران في شهر يونيو
الماضي.
يرتبط هذا الحرص الإيراني في تعزيز التعاون مع أفغانستان بالأهداف الثلاثة التالية:
١- تصاعد أهمية أفعانستان لوجستيا بالنسبة لأي مشروع تعاون إيراني_صيني.
٢- تنامي أهمية أفعانستان الاقتصادية في إطار رهان إيران على تعزيز تجارتها مع دول المنطقة لمكافحة العقوبات الأمريكية .
٣- احتواء المخاطر النابعة من داخل أفغانستان وأبرزها موجات الهجرة غير المشروعة وتشكل تكتل إرهابي يضم تنظيم
لشكر طيبة وولاية خراسان(داعش) وجيش محمد.
في ظل تنامي التنافس الأمريكي-الإيراني، يرجح أن تعمل واشنطن على عرقلة أي اتفاق تعاون بين طهران وكابول ،بينما يحتل تعزيز ارتباط أفغانستان بإيران لوجستيا سواء عبر محور ميناء تشابهار جنوبا وربط شبكة السكك الحديدية بين البلدين، يرجح أن تستغل إيران تنامي نفوذها داخل أفغانستان لتشكيل محاور تضم باكستان والصين وروسيا لاحتواء النفوذ الأمريكي، فيما سترفع سقف مساومتها مع الهند لتسريع معدلات تنفيذ ميناء تشابهار.
في ظل سيولة المشهد في السياسة الأفغانية حاليا، يرجح أن تسعى إيران لتعزيز علاقتها مع حركة طالبان. لكن ذلك الرهان لا يبدو مضمونا في ظل احتمال استغلال واشنطن لطالبان وللتمايز المذهبي لإثارة الجماعات الجهادية ضد أي تمدد للنفوذ الإيراني.