إيران تصعد من دبلوماسية حافة الهاوية والأجهزة الأمنية الإيرانية تحذر: قراءة في الإعلام الإيراني

تتجه الأنظار في إيران نحو  رئيس وزراء اليابان، شينزو آبي ،  تحاول طوكيو  الدخول على الخط لجهة خفض التوتر وإقناع الطرف الإيراني  بالجلوس للتفاوض  مع الولايات المتحدة، من أجل التوصل إلى اتفاق جديد، حسب المواصفات الأميركية.

قدمت الصحف الإيرانية  رؤية بدأت تتساوق  تحليلاتها مع توجيهات من المخابرات الإيرانية  ، وفق كتاب رسمي تم توجيهه إلى الاعلام توصي

بالتزامن مع زیارة رئيس الوزراء اليابا إلى إيران، وجهت الأجهزة الأمنية في إيران، رسالة إلى وسائل الإعلام، أوصتهم فيها بعدم الفرح والتفاؤل  بهذه الزیارة. ، وتحدثت بأن  اجتماع رئيس الوزراء الياباني  مع مرشد الجمهورية الإسلامية أمر عادي، وليس “استثناء” في العلاقات الخارجية الإيرانية. وتنص توصية الأجهزة الأمنية  للإعلام الإيراني  بالتركيز  على أنه إذا كان لدى رئيس الوزراء الياباني رسالة، فهو “مهتم بمصالح بلاده أكثر  من اهتمامه بالعلاقات بين  إيران والولايات المتحدة ، وأن هذه الزيارة تستهدف إلى تطوير العلاقات الثنائية بين طهران وطوكيو  ، . وقد أكدت التوصية  الأمنية التي أرسلت هذه التعلیمات إلى وسائل الإعلام الإيرانية أن رئيس الوزراء الياباني  ليست لديه رسالة من الولايات المتحدة، لأن واشنطن تحاول خداع إيران، وأن على اليابان أن تدرك أن 80% من مصالحها مرتبطة بالخليج .

بناء على ذلك  رضخت  الصحف المحسوبة على الجناح المحافظ  والحرس الثوري   للتعليمات الأمنية ، بطرق مختلفة، و عنونت على صدر صفحاتها و أسهبت في الحديث  حول أن رئيس الوزراء الياباني لم يأت إلى طهران من أجل الوساطة ،

أما صحيفة ” خراسان” فقد تساءلت حول  هل هناك أمل في زيارة رئيس الوزراء  الياباني ؟و ماذا تتوقعون من زيارة شينزو آ لطهران؟ بهذا السؤال توجهت صحيفة “خراسان” لقرائها، ثم أجابت بنفسها كالتالي: “إذا كان هناك من يعتقد بنتائج بناء على وساطة اليابان فهو مخطئ، إذ إن الوسيط يجب أولا أن يقنع الولايات المتحدة بالعودة للاتفاق النووي أولاً ، ثم إزالة العقوبات أحادية الجانب المفروضة على طهران ثانياً ، ومن المستحيل تنفيذ هذين الشرط في ظل الظروف الحالية”. إضافة إلى ذلك، كما تقول الصحيفة المحافظة ، فإن النزاع بين  الولايات المتحدة وإيران ، وصل إلى حيث لا يمكن لأي وسيط إنهاءه بسهولة. وتضيف “خراسان” أن “وسائل الإعلام الداخلية والخارجية، التي تركز على وساطة شينزو آبي ، تريد التأثير على قرارات السلطات الإيرانية.. وعلى المسئول التنبه ونقل رسائل حاسمة وذكية لرئيس وزراء اليابان، وأن لا يكونوا منفعل بالأجواء الإعلامية.

أما صحيفة ” جهان صنعت”: استقبال “مبعوث السلام” اليابا رغم أن العنوان الأول لصحيفة “جهان صنعت” هو: “مبعوث السلام”، مع صورة كبيرة لشينزو آ، لكن مقالها الافتتاحي، يشكك في نتيجة زيارة رئيس الوزراء الياباني  إلى طهران، وتضيف الصحيفة  إنه منذ بدأ الحديث عن وساطة اليابان، بدأ الدبلوماسيون اليابانيون، يحذرون من التفاؤل المبالغ فيه بزيارة رئيس وزراء بلادهم لطهران، مشيرين إلى أن زيارته لطهران “هي فقط من أجل خفض التوتر بين إيران والولايات المتحدة الأميركية”. وأضافت  الصحيفة ، في الوقت نفسه، أنه يجب الانتظار حتى نرى نتيجة محادثات رئيس وزراء اليابان مع المرشد، ورئيس الجمهورية، لكن قبل ذلك ينبغي النظر إلى تصريحات مسؤولي البيت الأبيض، وهل حدث أي تغيير فيها؟  وتضيف صحيفة “خراسان”: “إن الأميركيين ما زالوا على مواقفهم وشروطهم السابقة للتفاوض ولم يحدث أي تغيير على ذلك.

أما صحيفة ” كيهان” فقد صعدت من لهجتها : واعتبرت من خلال مقال الافتتاح أن التفاوض مع أميركا.. إن لم يكن حماقة.. متهمة  الحكومة بأنها تسعى للتفاوض مع ترامب، وأن روحاني  وفريقه لم يتعلما بعد مما جرى جراء الاتفاق النووي. وتقول الصحيفة: “إن ما حرم الولايات المتحدة من الوصول إلى أهدافها هي المقاومة، وليس التفاوض المذل، وإن كان هناك من يقول إنّ التفاوض يبنى على الأخذ والعطاء فهذا كلام زائف، إذ إن إيران لم تحصل على أي شيء من  زیارة “مبعوث السلام” الیاباني..

بموازاة هذا الحراك الدبلوماسي تتوسل طهران بتصعيد دبلوماسية حافة الهاوية باستهداف ناقلات النفط في الخليج العربي ، في الوقت الذي تواصل فيه طهران  تنفيذ برنامج حمقاتها  أيضاً بعد توجيه الحركة الحوثية باستهداف مطار أبها في المملكة العربية السعودية ، مما يضع مصداقية واشنطن على المحك ، والتي أعلنت على لسان ترمب أنها سترد على أية حماقة إيرانية ،و ينبغي أن يضع المجتمع الدولي أمام مسئولياته بحماية ممرات الطاقة ، واتخاذ إجراءات فاعلة لمواجهة هذا الصلف الإيراني  .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى