أخذت عناوين أغلب الصحف الإيرانية طابع الشعارات الثورية والحماسية، حيث بدأت بتخفيض مستوى تعهداتها النووية ، والحديث عن مكالمة هاتفية بين الرئيس حسن روحا ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث نقلت الصحف الإصلاحية أن المحادثة كانت بناءة، كما أن روحاني أكد لماكرون أن إيران ستوقف تدابيرها إذا ما التزمت أوروبا بتعهداتها في الاتفاق النووي. لكن تصريحات وزير الخارجية، محمد جواد ظريف، ومساعده عباس عراقجي، حول خفض مستوى التعهدات الإيرانية، لم تعجب الصحف المحافظة ، حيث انتقدت موقف وزارة الخارجية بعد انتهاء المهلة، لا سيما تأكيد ظريف وعراقجي على أن إيران يمكن أن توقف تدابيرها الانتقامية في حال التزم الطرف الأوروبي بتعهداته في الاتفاق النووي. واصفة هذا الموقف بالضعف ، حيث تذمرت مما وصفته بـ”البطء في المرحلة الثانية من تخفيض التعهدات النووية متهمة حكومة روحاني بأنها بعد الدخول في الاتفاق النووي، “دمرت 10 آلاف كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بمستوى 5 في المائة وملأت مفاعل أراك النووي بالإسمنت، والآن لو أرادت إيران العودة إلى ما قبل الاتفاق النووي فستحتاج إلى وقت طويل”
الصحافة الإيرانية تتخوف من عودة الملف النووي الإيراني إلى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والخشية من سعي أوروبا وأميركا إلى جعل التدابير الإيرانية الأخيرة حجة وتطالبان بإصدار قرار ضد ايران ، متوقعة أن بعض دول عدم الانحياز الموجودة في الوكالة الدولية، ستعارض إصدار قرار ضد طهران.
في حين فإن بعض الصحف الإيرانية قد أكدت على أهمية أن تأخذ طهران الحيطة والحذر بعد بدء المرحلة الثانية من خفضها للتعهدات في الاتفاق النووي، وأن لا تغامر حتى لا تثير أوروبا على الرد الشديد ضدها، وأن تتخذ تدابير محددة في مفاعل أراك النووي، وأن لا يزيد مستوى التخصيب عن مستوى 5 في المائة.
بدورها تعتقد بعض الأصوات في إيران وكرد على دول الاتحاد الأوروبي ، حيث يجب عليها أن تستغل فرص التفاوض مع الولايات المتحدة ، حيث فقدت سابقا فرًصا كثيرًة للتفاوض مع الولايات المتحدة، والنتيجة الآن هي أن طهران وصلت إلى طريق مسدود ، حيث كان لديها فرصة كبيرة للتفاوض .
بموازاة ذلك استمرت الصحافة المحافظة في تذمرها من الحكومة حول قضية احتجاز ناقلة النفط الإيرانية ، وأهمية الرد على وقاحة بريطانيا هو المعاملة بالمثل وليس استدعاء السفير وكتابة التغريدات، و أنه يمكن لإيران أن تحتجز السفن البريطانية التي تعبر مضيق هرمز، وتهديد مصالحها في المنطقة ، وتلقينها درساً حتى تكون عبرة لدول الاتحاد الأوروبي التي أصبحت حلقة في سلسلة التأمر على إيران .