سألني صديق عن أسباب الغرب والشرق في اختيار إيران وتفضيلها على سائر العرب والمسلمين فكان هذا الموضوع جوابا عن سؤاله.
إيران اجادت لعبة الغرب كما ينبغي منذ قيام الدولة الصفوية عندما تحالفت مع الدول المسيحية ضد الدولة العثمانية عندما كانت الجيوش العثمانية تحاصر فيينا، ففتح الصفويون جبهة حرب للعثمانيين على حدودهم الجنوبية الشرقية مما اضطر العثمانيين إلى سحب جيوشهم من أوربا لمواجهة الخطر الصفوي فنشبت معركة جالديران التي كانت حدا فاصلا بين حقبتين.
وما أكثر الأوربيين – بمن فيهم باباوات الفاتيكان – الذين يشعرون بالامتنان لفارس، حتى أن أحدهم قال (لولا فارس لكان القرآن يُدّرس في مدارس أوربا اليوم).
إيران لا تستحي أبدا من الحديث عن علاقاتها مع الغرب واليهود، ألا تذكر تصريحات روحاني الرئيس الإيراني والتي قال فيها إن (إيران صاحبة فضل على اليهود عندما انقذتهم من السبي البابلي قبل 2500 سنة).
في ذلك الوقت لا وجود لإيران بل كانت إمبراطورية قورش الفارسية الذي دمر بابل واحرقها نتيجة حقد تاريخي على العراقيين.
إيران بعد وصول خميني للسلطة لعبت على أعصاب الغرب لعبة الارهاب فأرادت بها تحقيق هدفين في وقت واحد.

إظهار السنة كمكون إرهابي وذلك عن طريق تشكيل منظمات إرهابية محسوبة عل السنة حصرا مثل القاعدة وداعش، ترفع شعارات زائفة بمعاداة الشيعة ومعتقداتهم، باقسى العبارات والبيانات النارية التي تهددهم بالويل والثبور، ولكن سجل القاعدة وداعش لم يذكر أي استهداف لإيران على الإطلاق بل كان على البسطاء من الشيعة في العراق.
2 . تنظيم عمليات إرهابية في أوربا وأمريكا بهدف تكوين رأي عام رسميا وشعبيا مضاد للسنة باعتبارهم إرهابيين، ولنتذكر مجالس النواح واللطم التي إقامتها إيران بعد أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر 2001 وكيف تصرفت بنفاق رخيص وادانت وشجبت جريمة القاعدة باستهداف أمريكا حتى تندر بعض الصحفيين الاوربيين والامريكان بأن إيران أكثر حزنا من الشعب الأمريكي بما حصل له.
ونشطت عمليات إرهابية ضربت مدن أوربا وكان داعش يسارع لإعلان مسؤوليته عن أية جريمة إرهابية حتى لو كانت من فعل متطرف مسيحي أو مختل عقليا.
هل سمعنا ان ايران تبنت عملية مما خططت له؟ كلا بل تُلقي بتبعات ما يحصل على منظمات إرهابية موصوفة بأنها سنية ولا يمكن أن تكون شيعية، ذلك بأنها ترفع شعارات عالية ضد إيران وضد الشيعة ومعتقداتهم، وفعلا العالم يتعامل مع الحالة على هذا الأساس.
هل تذكّر بأن المسؤولين الأمريكان عندما استقبلوا ما يسمى بوفد المعارضة العراقية قبل الاحتلال سمعوا من أكثر من معمم بأن التشيع يقف بقوة ضد الإرهاب السني؟
هكذا تطرح إيران نفسها بثوب العرس هذا للعالم ولأن العالم يريد أن يصدق، فعلينا ألا نتوقع أن العالم سيحب العرب.
لنأخذ مثلا ما تقوم به المليشيات ضد بعض المنشآت العراقية التي تتواجد فيها قوات أمريكية، إيران لا تريد أن يمتلك العراق أية قوة ولهذا تأمر عملاءها بتدمير ما بقي من أسلحة وليس استهداف الأمريكان كما يزعمون، ولهذا لن يحصل رد أمريكي.
ومع كل ذلك فإن أمريكا لم تتخذ أي إجراء رادع ضد تلك الميليشيات لأنها واثقة أنها رصيدها الاحتياطي في لحظة ستأتي ذات يوم.
كما أن إيران تزعم بأنها تدعم حماس، وقد تفعل ذلك بحسابات مدروسة تخدم مشروعها التوسعي وأمنها القومي، ولكنها في الوقت نفسه تدعم حركة الجهاد الإسلامي، فلو كانت إيران تدعم المقاومة الفلسطينية من أجل إنجاز هدف التحرير لركزت دعمها على جهة واحدة، فهل تفعل ذلك عن فراغ؟
كلا أبدا

ايران تريد تحقيق عدة أهداف سياسية.
إيجاد موطئ قدم لها في غزة تلوح بتأثيرها على القرار الفلسطيني من أجل تقوية مركزها التفاوضي مع الولايات المتحدة.
2 . شق المقاومة الفلسطينية عموديا وتقوية جناح على حساب جناح أو اجنحة أخرى.
3 . تأكيد أن الإرهاب الدولي هو سني فقط.
هكذا تتحرك إيران من أجل تحقيق أهدافها وصيانة أمنها القومي.
فمتى يعي العرب الذين ما زالوا مفتونين بالدور الإيراني ويدافعون عنها بطريقة تستفز مشاعر كل الشرفاء في هذه الأمة.