إيران وتغيير استراتيجيها في سوريا والعراق

قال الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني الإيراني إن بلاده حققت 90% من أهدافها في سوريا بهذه الجملة بدأ ” علي شمخاني” حديثه ،  وأضاف ” في حديث له تناقلته وسائل الإعلام الإيرانية ، بخصوص الهجمات الإسرائيلية على القواعد الإيرانية في سوريا “إن الرد على تلك الهجمات سيتم بالتعاون مع الجيش السوري وسائر الحلفاء”،  وقال مشيرًا إلى خروج القوات الأمريكية من سوريا: “سوف نشاهد تحولا مهما في قوة ردع المقاومة في سوريا في القريب العاجل ، وسوف نطور سياساتنا في العراق وسائر المنطقة” .

ولنبدأ في تشريح  ما صرح به شمخاني ؛ فمحور حديثه تركز على مقولة” أن محور المقاومة في سوريا لديه من الخيارات والطرق الجديدة والمبتكرة للرد على الهجمات الإسرائيلية على القواعد الإيرانية هناك”  ، دون أن يتحدث لنا  عن عناصر هذه الإستراتيجية ، ولا عن كيفية  توظيف إيران لترسانتها الصاروخية  التي تتبجح بها طهران ليل نهار للمواجهة المبشرة مع واشنطن وتل أبيب . أما فيما يتعلق بادعاء “شمخاني” بأن إيران حققت جزءاً كبيرًا من  أهدافها في سوريا، فكلامه بعيدا عن الحقيقة تماماً ، فالحلول السياسية لم تتبلور بعد ، وكلها تشي باتجاه رفض الوجود الإيراني والمطالبة برحيله . تقول إيران في إعلامها أنها انتصرت ، ومفهومها للنصر أن بشار الأسد مازال  على رأس  السلطة في دمشق ، و هذا الموضوع يُشكل الهدف الرئيس لإيران، التي استطاع  توسيع  نفوذها هناك ، بالرغم من كل الاعتراضات الدولية، وكان هذا هدفا إيرانيا قاتلت إيران دونه. ومن الأهداف الإيرانية الأخرى التي تحققت حسب زعمها ، هو أن قوات حزب الله والمليشيات الشيعية “متعددة الجنسيات” ما زالت في سوريا أيضا، وهو  نصرا للمحور الذي تتزعمه إيران في المنطقة كما يقول شمخاني.

مقالات ذات صلة

 يمكن التكهن  بفحوى  الإستراتيجية الجديدة التي سوف  تمكنه من التصدي للهجمات الإسرائيلية على سوريا؛ فيمكن القول إن واحدة من النقاط ،  فيبدو أن إيران أقنعت روسيا بالموافقة على أن تقوم طهران بالرد على الهجمات الإسرائيلية المحتملة الوقوع في المستقبل، مع أن إيران لم تقم حتى الآن بالرد على الهجمات الإسرائيلية، لكنها لن تكون مع إيران مباشرة؛ وقد تدار من خلال  أماكن أخرى، نيابة عن إيران. وهذا الاحتمال مطروح الآن من خلال الأزمات الإقليمية  و بشكل قوي.

حديث “شمخاني”، احتوى على نقاط مهمة ولافته .وهو  موضوع  الربط بين ما يجري من تصعيد مع إسرائيل وأميركا  مع الملفين السوري والعراقي جمعاً ، ومن المحتم   أن  “شمخاني” في جزء من حديثه يحاول توظيف ” الورقة النفطية ” وهو ما بدا لاحقاً ، وهذا ما اتضح  من خلال قوله ”  لدينا طرق أخرى غير مضيق هرمز تمكنا من منع مرور تجارة النفط العالمية من المنطقة”. وهذا الكلام يشير بما لا يدع مجالاً للشك إلى أن إيران لا  تهدد  فقط  بإغلاق مضيق هرمز ، خاصة عندما كانت تتعرض لضغوطات اقتصادية أو سياسية . وكانت تهديداتها تلك تزيد من الضغوطات الدولية عليها. والآن عندما يقول “شمخاني” بأن لديه طرقا أخرى لمنع تدفق النفط إلى العالم، ويربط بين الملف السوري والعراقي،  فهو بقوله هذا يرسل رسالة  تهديد خطيرة و مبطنة،  ويلوح بتوظيف الورقة العراقية مجدداً ،وحتماً من خلال توجيه  وكلائها هناك لاستهداف المنشآت النفطية في” البصرة” ،  لإحداث هزة عالمية في أسعار النفط من خلال حرمان الأسواق من الإنتاج العراقي، ما سيُحدث أزمة طاقة دولية ، انسجاما مع دبلوماسية حافة الهاوية التي تبرع طهران  بها  ، هذا عدا عن التلويح  بتوظيف حلفاء إيران “الحوثيين” الذين يسيطرون على البحر الأحمر ومضيق باب المندب ، لمحاولة  منع عبور الناقلات أو استهدافها ، أو حتى لنقل محاولة إعاقة حركتها عن طريق تلغيم المضيق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى