اثارة ملف السجناء السياسين في المفاوضات النووية

فيما يبدو محاولة ايرانية لاثارة ملف السجناء السياسيين مجددا ؛ وفي اطار ممارسة المزيد من الضغوط على اميركا ودول الاتحاد الاوروبي للتعجيل بصفقة نووية تتناسب مع الطموحات الايرانية ؛ أعلن عدد من محامي السجناء السياسيين عن ابلاغهم بقرار سلطات سجن طهران الكبير نقلهم بذريعة التخفيف من الاكتظاظ في السجون ؛ بعد ان سبق ذلك نقل عدد من المتهمين بارتكاب جرائم غير سياسية ؛وأحيانًا عنيفة إلى جناح السجناء السياسيين في سجن طهران الكبير.

تنبىء هذه الخطوة عزم ايران تحقيق عدة أهداف تتعلق بعملية الضغط على اميركا ودول الاتحاد الاوروبي عبر اثارة موضوع السجناء السياسيين واهمية التوصل الى اتفاق على موضوع السجناء ؛خاصة مزدوجي الجنسية مقابل تحقيق مكاسب تبادل سياسية مع ادارة بايدن ، أو مقابل صفقات ماليه ؛خاصة مع وجود ٢٠ معتقل ايراني مسجون، أو رهن الافراج المشروط في اميركا لوحدها في جرائم متعلقة اما بالتجسس لصالح ايران او محاولة الالتفاف على العقوبات الدولية او تهريب مواد محظورة خاصة بالبرنامج النووي والصاروخي والفضائي وبرامج الطائرات المسيرة؛وهؤلاء عادة يكونوا ليس فقط من الجنسية الايرانية فقد يكونون من اصل عراقي او لبناني ؛خاصة المحسوبين منهم على تنظيم حزب الله اللبناني بجناحه الاستخباري .

مقالات ذات صلة

من المحتمل أن ايران تطمح لاستئناف صفقات التبادل حتى لوكانت فرديه ،فيما سترهن أي صفقة تبادل شاملة مع واشنطن ربما بصفقة نووية هدفها رفع العقوبات الامريكية، أو تجميد بعضها الذي لا يمكن الاتفاق حوله خاصة المتعلق منها ،بدعم ايران للارهاب وموضوع الحرس الثوري وبرامج طهران المثيرة للريبة ، وهذا كله يندرج ضمن اطار ابتزاز واشنطن في اي اتفاق نووي من المزمع ابرامه ؛خصوصا مع تسريبات ايرانية تتحدث عن لقاءات امنية ايرانية امريكية في المانيا جرت مؤخرا لهذا الغرض .
المؤكد ان الامور تسير في اتجاه ابرام مؤقت خلال الايام القليلة القادمة ،اما اكبر سلبياته فهو نجاح طهران في سياسة عزل المسار النووي عن القضايا الثلاث الاساسية ؛والتي تتمثل بمعالجة جذرية للثغرات الموجودة في هذا الاتفاق المفترض لضمان عدم عسكرة ايران لبرنامجها النووي ،اضافة الى الاخفاق في معالجة البرنامج الصاروخي والطائرات المسيرة ودور ايران المزعزع للامن والاستقرار عبر مداخل الازمات الاقليمية..اما الخاسر الاكبر فهي الدول العربية ؛لاسيما حلفاء واشنطن في المنطقة ،والنتيجة المزيد من التطبيع على اعتبار ان تسريع وتيرة التعاون المفترض مع اسرائيل سيضمن الحد الادنى من موازنة الردع مع طهران …وللحديث بقيه .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى