اعلنت الولايات المتحدة الاميركية التزامها بمواصلة الجهود من أجل دحر تنظيم “داعش” في سوريا والعراق، مشددة على ضرورة انسحاب القوات الإيرانية والفصائل التي تدعمها من سوريا.
وبعد ساعات من تجديد الرئيس الأميركي دونالد ترمب التأكيد على سحب القوات الأميركية من شرق الفرات، اكدت طهران أن سوريا من أولويات السياسة الخارجية الإيرانية، وان على القوات الأميركية الانسحاب من هناك “سواء أرادوا ذلك أم لا”.
وفي أول اجتماع لوزراء خارجية التحالف الدولي لمحاربة “داعش” بعد قرار ترمب سحب 2000 مقاتل اميركي من سوريا.
وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن بلاده لا تزال مصرة على بذل الجهود من أجل هزيمة “داعش”، مشيرا إلى أن “سحب القوات تغيير تكتيكي بصورة أساسية، وليس تغييراً في المهمة. إنه يمثل ببساطة مرحلة جديدة في معركة قديمة”.
وشدد بومبيو على ضرورة “سحب القوات الإيرانية وكل القوات المدعومة من طهران من سورية والتوصل إلى حل سياسي”، كما حض بومبيو على أن تكون إحدى دول التحالف جاهزة من أجل استقبال مسلحي “داعش” الذين ألقي القبض عليهم في المعارك لمحاكمتهم ومعاقبتهم.
وفي محاولة لطمأنة ممثلي 79 بلداً حضروا الاجتماع قال بومبيو إن انسحاب قوات بلاده من سوريا “ليس نهاية معركة أميركا… سنواصل خوض المعركة إلى جانبكم”، وحضهم على تجديد الالتزام بهدف إلحاق الهزيمة النهائية بـ “داعش”.
وقبلها بساعات، جدد ترمب في خطاب له أمام الكونغرس، التأكيد على قراره سحب القوات الأميركية من سوريا، واصفا التحديات التي تواجه إدارته فى الشرق الأوسط بـ “المعقدة”، مشيراً إلى أنه حين تولى الرئاسة “كان داعش يسيطر على 20 ألف ميل مربع في سوريا والعراق، ومعظم هذه الأراضي حررناها الآن من أولئك القتلة المتعطشين للدماء”، وزاد: “عندما نعمل مع حلفائنا على تصفية فلول التنظيم، يحين الوقت لدعوة جنودنا البواسل للعودة إلى الوطن”.
وفي طهران، واثناء استقباله وزير الخارجية السوري وليد المعلم، قال علي أكبر ولايتي مستشار المرشد علي خامنئي، إنه “سواء أرادوا ذلك أم لا، يجب أن يغادر الأميركيون سوريا”.
ونقلت وكالة “تسنيم” الإيرانية عن ولايتي قوله أثناء الاجتماع “الان 90 في المئة من الأراضي السورية تحت سيطرة الحكومة وسيحرر الجيش السوري الباقي قريباً”.
وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني للمعلم إن “أحد الأهداف المهمة للسياسة الإقليمية والخارجية لايران هو الاستقرار والأمن التام في سوريا… وتهيئة الظروف الطبيعية في سورية وعودة أهل هذا البلد إلى حياتهم الطبيعية”.
وقبل نحو أسبوع على قمة قادة روسيا وتركيا وإيران في سوتشي جنوب روسيا، قال وزير الخارجية الإيراني مجمد جواد ظريف: “سنبحث في قمة سوتشي تشكيل اللجنة الدستورية السورية، والوضع في محافظة إدلب، وانسحاب القوات الأميركية من شرق الفرات”، وفي مؤشر إلى تباعد في مواقف أنقرة وطهران في شأن “المنطقة الآمنة” على الحدود مع شرق الفرات، قال ظريف في لقاء مع “وسائل اعلام روسية”: “تحدثنا كثيرا مع أصدقائنا في تركيا في شأن عملياتهم العسكرية في سوريا، وكانت محادثاتنا ثلاثية وثنائية”، موضحا أن “موقفنا هو أن السبيل الوحيد لاستعادة الأمن والاستقرار في سوري”، وتأمين الحدود مع تركيا وإزالة القلق المشروع لدى أنقرة لحماية أراضيها من الإرهاب، هو أن تنشر دمشق قواتها على الجانب السوري من الحدود”.
وشدد ظريف على أنه “لا يمكن استبدال احتلال باحتلال آخر، بل الحل هو تحرير تلك الأراضي وانتشار القوات السورية صاحبة الأرض، وبسط سيادتها. السوريون هم من يمكنهم توفير الأمن في تلك المناطق”، مبدياً استعداد وإيران وروسيا لـ “مساعدة تركيا وسوريا للتوصل إلى حل”.
وزاد: “نحن نعتقد أن العلاقة بين أنقرة ودمشق تصب في مصلحة المنطقة، وفي حال طلب منا الطرفان ذلك، نحن مستعدون للعب دور الوسيط”.