كثير من النخب الوطنية الخيرة التي تسعى للمساهمة في اصلاح الوطن على ما أفسدته الطبقة السياسية الحاكمة التي لم تقدم للبلد الا الخراب والدمار وايثار النفس والمصالح الفئوية والشخصية على مصالح الشعب والوطن طيلة ما يقارب عقدين من الزمن، لذلك للاسف لا احد من تلك النخب قادر على اصلاح حال العراق من خلال المشاركه في الانتخابات العراقية القادمة لغرض ازاحة الطبقة الفاسدة واقامة العدل الالهي وتحقيق العيش الرغيد للشعب العراقي، لانه مهما حاول اقناع الناس في دعايته الانتخابية لا يستطيع ان يغيير ما ترسخ من حقائق ثابته أكدتها التجارب السابقة وهي ان المنظومة السياسية في العراق لا يمكن اصلاحها من الداخل، لان النظام السياسي الذي اسسه المحتل الامريكي وقام بأسناد قيادة البلد الى مجموعة من العملاء واللصوص مقابل ثمن تخريب العراق لا يمكن اصلاحه بمشاركة هكذا طبقة سياسية او ازاحتهم في انتخابات هزيلة معروفة النتائج، لان ما قامت به امريكا عمل ممنهج لإبقاء العراق دولة فاشلة من خلال تدوير نفس الوجوه الفاشلة في كل دورة برلمانية .. فما بالك اليوم العراق يرضخ تحت احتلالين امريكي وايراني ولكل منهم مجموعة من العملاء الماسكين للسلطة والمهيمنين على مفاصل الدولة العراقية .. مما يعني ان النظام السياسي مفروض على الجميع من خلال تفاهمات ايرانية امريكية ومتفقين على عدم تغيير النظام وإبقاء نفس الوجوه لانهم ادوات تدمير حسب اجندات دولتي الاحتلال، لهذا السبب الشعب فقد الثقة بازاحة هكذا طبقة حاكمة بانتخابات غير مضمونة النتائج لان من يعتقد ان الانتخابات ستكون نزيهة ومن غير مساومات علية الاخذ بالمثل الإنكليزي الذي يقول ( اذا خدعتني مرة فالعيب فيك واذا خدعتني مرتين فالعيب بي ) بمعنى اذا انخدعنا مرة باسم الدين او تحرير العراق وصدقنا ذلك فالعيب بمن خدعنا ولكن اذا نجحوا في تكرار الخديعة بوجوه جديدة بحجة الاصلاح فالعيب فينا، لذلك من حق المواطن الشك بأي شخص يريد مشاركة هؤلاء بحجة العمل من اجل ايقاف عجلة الانهيار لان الكثير من ادعى ذلك في الانتخابات السابقة وبعد الفوز تحولوا من مدافعين عن الوطن الى مدافعين عن اولياء النعم بعدما صدعوا رؤوس الناس بالكذب والخداع لان الاصلاح لا يتحقق بمشاركة المجرب الذي أفسد البلاد والعباد على مدى سنين .. وانما الاصلاح يتحقق من خلال كنس العملاء واللصوص ورميهم في مزابل التأريخ كما تفعل الشعوب الحرة التي طردت الغزاة المحتلين وتركت ذيولهم معلقين في اجنحة الطائرات للهروب من يوم الحساب والمصير المحتوم .
880