اضراب المعلمين والعمال ينذر بانفجار الوضع الداخلي في ايران

في خطوة تعكس حجم المأزق الاقتصادي والاجتماعي الايراني مما يرجح أن يزيد من حالة الاحتقان الداخلي المتصاعدة، افادت تقارير اعلامية ايرانية باتساع نطاق الاضرابات الخاصة بالمعلمين والعمال لتطال قطاع النفط والبتروكيماويات احتجاجا على التأخر في صرف رواتبهم وعدم زيادتها خاصة مع زيادة وتيرة التضخم وغلاء الاسعار الى مستويات غير مسبوقة .
وقد اظهرت مقاطع الفيديو المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي اضراب عمال شركة بتروكيماويات :لامر ومصفاة عبادان ومصفاتي المرحلتين ٢٢ و٢٤ من حقل بارس احتجاجا على عدم تسلم رواتبهم منذ ٦ اشهر، هذه الاحداث تزامنت بعد ايام معدودة من كلمة المرشد خامنئي التي وجه رسالة الى الايرانيبن بمناسبة عيد الفطر والتي رد فيها على منتقدي سياسات النظام الإيراني وتفنيد الادعاءات بمسؤوليته عن تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد.
الى جانب تصاعد وتيرة خطاب النظام بقدرته على مواجهة الضغوط الأمريكية من خلال ادعاء أن العقوبات الأمريكية فشلت وستفشل في تحقيق أهدافها ،وأنها ماضية في تحقيق طفرة الانتاج وتعزيز استراتيجية المقاومة البطولية التي اثبتت فشلها بشكل ذريع على وقع انهيار الوضع الاقتصادي والاجتماعي ، مدعيا بوجود تكاتف وانسجام شعبي مع النظام لمواجهتها ، وهو الامر الذي اثبت فشله .
اضافة ان كل هذه الاحداث تزامنت مع التضارب والفجوة بين خطاب النظام والشعب الايراني، خاصة بعد اتهام المضربين والمحتجين بمثيري الفتنة والشغب وانهم ادوات لتنفيذ مخططات قوى الاستكبار ومخططاتهم مهددين بمقضاتهم ومحاكمتهم .

فيما تشير التطورات الجارية الى احتمالية امتداد الغضب العمالي لشركات وقطاعات اخرى مما يؤكد ربما الى فصل جديد من المواجهات بين العمال والحكومة واللذين يناهز عددهم ٢٦ مليون عامل في قطاعات مختلفة لا يبدو أنه سيكون للنظام أثر كبير في احتواء عوامل الاحتقان الداخلي المُعاشة في إيران والتي أشار لها خامنئي في خطابة نفسه مدعيا إمكانية تجاوزها وهو ما لايبدو في الافق القريب على الاطلاق .

يمثل حديث السلطات الايرانية للمحتجين تهديدا ضمنيا لقوى المعارضة داخل إيران لمواجهة حملة قمع وتخوين في حال امتدت التظاهرات لتشمل قطاعات اخرى ، تلك الانتقادات التي وصفتها السلطات بالمؤامرات التي تحركها ايادي خارجية وداخلية ؛وانها ليست ذات طابع عمالي فقط خاصة انه بات يتخللها ترديد شعارات مناوئه للنظام ولشخص خامنئي تحديدا ما يرجح وجود اشخاص مندسين من استخبارات الحرس لتشويه المطالب العمالية وتسهيل مهمة الزج بقادة الاضرابات في السجون بحجة اثارة الفتنة ومعارضة النظام ،مما يرجح لجوء النظام الى التوسل مجددا بالحرس الثوري الإيراني لقمعها خاصة مع انطلاق مظاهرات واحتجاجات في محافظة الاحواز، مع احتمالية اتساع نطاقها لتصل الى محافظات الاقليات لاسيما في بلوشستان  .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى