الاتفاق الايراني النووي الجديد مع الغرب على الابواب وسيرفع الحصار الاقتصادي على ايران الملالي كما صرح وزير خارجيةُ امريكا بلينكن هذا الاسبوع وتعاد الاموال المحجوزة لها وسيسمح لها وباسرع وقت ببيع النفط والدخول بقوة للسوق النفطية، وهذا مهم للغرب لان الاسعار ستنخفض بوجود فائض نفطي كبير يقدر بأربع ملاين برميل. أضاف الوزير بلينكن أيضاً، الى أن امريكا ستتعامل مع ايران بقوة إذا ما اعتدت على حلفائها، بغض النظر عن توقيع الاتفاق أو لا. مصادر خاصة تقول ان ايران وافقت على أن الاتفاق النووي الجديد يشمل ايضاً؛ الانسحاب من العراق والدول المجاورة وعدم التدخل بشؤونها الداخلية والسياسية. إيران طبعاً تعتقد انها ذكية وتتعامل مع الغرب بنفس العقلية التي تتعامل بها مع عملائها من العرب. قيادات الشيعة العرب المحيطين بإيران اكثر جهلاً وغباءً منها فلهذا هم مغلوبين على أمرهم دائماً “بإسم المذهب سرقونا الحرامية”. إيران مخطئة جداً في ذلك لان الغرب له من يخطط ويتجسس له وليس تابع لولي اللا فقيه، وفي حالة توقيعها فسيبدأ المفتشين بزيارة كل شبر في إيران وفي حالة عدم تجاوبها مع هذه الطلبات سيتوقف انتاج النفط والتعاملات المصرفيه بينها والعالم كما حدث لانظمة اخرى قبلها.
الغرب وامريكا من ناحيتهم يعتقدون ان بيع النفط الايراني وتأثيره على سعر النفط العالمي سيؤثر وبشكل كبير على النفقات الحربية الروسية الداعمة حالياً للحرب مع اوكرانيا والذي سيزيد من عجز الحكومة الروسية في هذا الحرب. ولكن يبدوا ان الغرب نسى ان في كلا الحالتين، استمرار الحصار على ايران او رفعة هو بالنتيجة لصالح بوتين. بوتين سيستفاد كثيراً من السيولة النفطية الايرانية للحكومة لاعادة بناء البنى التحتية الايرانية المدمرة وخاصة في مجال الطاقة ( النووي السلمي والنفط والغاز والكهرباء) والتي تم الاتفاق على تطويرها وبناء الجديد منها عند زيارة ابراهيم رئيسي رئيس ايران الحالي في ١٩ /٣/ ٢٢ الى موسكو. بوتن سوف لن يوافق على رفع الحصار بدون حصوله على الموافقات الاممية لانجاز هذه الاتفاقيات ( باختصار دولة ولي الفقيه محصورة حصرة الجلب بالجامع).
الغرب خطئ في دعمه وتشجيعه لاوكرانيا في تحد روسيا خلال الثمانية سنوات الماضية، ومن ثم تشجيعها في الحرب ضدها، لأن الروس طلبوا شئً يعتبر مقبولاً ضمن الضوابط الدولية الحالية وهو بأختصار ؛ ان اوكرانيا تبقى خارج حلف الناتو، وعلى حلف الاطلسي عدم وضع صواريخ في ارضيها موجهة لهم وألا سيحتلون أوكرانيا من اجل حماية أمنهم القومي. الروس قالوا ذلك من ٢٠١٤ ويبدوا ان الغرب تجاهل ذلك أو بدء يتصرف بعقلية الكابوي وليس بالعقلية الكسنجرية (كسنجر) التي فتحت الصين للغرب بدون قتال في السبعينات، والريكنيه ( ريكن) التي انهت الاتحاد السوفيتي في الثمانينات بدون اطلاق طلقة واحدة. الحروب او استخدام القوة ليس دائماً هي الطريق الامثل لكل مشكلة دولية، وعلى امريكا ان تتعلم من حروبها العسكرية خلال السبعين سنة الماضية(من الخمسينيات) التي لم تجني من معظمها شيء.
التأخير باختيار رئيس للجمهورية العراقية ومن ثم رئيس للوزراء وتشكيل وزارة التكنوقراط من الفائزين او اصدقائهم مع توفر هذه الثروه الضخمة القادمة من اسعار النفط المتزايدة بالايام وتأخير الاتفاق على ميزانية ٢٠٢٢، لهو حقاً جريمة تشم منها رائحة الخيانة والجهل وتضاف الى جرائم الطغمة الحاكمة منذ ٢٠٠٣. حقاً ان الشعب في وادي وحفنة من عملاء ايران الحاكمين في واداً اخر. العاطلين عن العمل يتكاثرون كل دقيقة، بالاضافة لتراجع العراق الى أسفل قائمة دول العالم بالخدمات السيئة كلها. العراق اليوم ومع كل هذه العائدات الضخمة، لا يزال هو الإفسد والأفقر في ما يسمى ألعالم الثالث. أكثر قادة العراق من الجهلة والجواسيس والمليشيات والمافيات والعتاكة، واولادهم ماشاء الله أسوء منهم؛ رؤوساء لعصابات المخدرات والقتل والتصفيات والاختطاف والعهارة. العراق لا يمكن ان ينهض الا بحكومة تكنوقراط ( شبيه بحكومة علاوي او احسن منها) تحمى من قبل الفائزين بالانتخابات الاخيرة وبدعم ومراقبة دولية قوية.
على الصدر والحلبوسي ان يعرفوا جيداً انهم اما ان ينتصروا بوعودهم للشعب ويضمنوا دعمه لهم واما سيكونون من الراحلين عنا وباسرع مما يتصورون، عليهم ان ينهضوا من سباتهم ويتحركوا بأتجاه المحكمة العليا ويستخدموا كل الطرق الدستورية والضغط السياسي والجماهيري لجعلها تنقض قرارها الاخير بحق هوشيار زيباري وانتخابه رئيساً للجمهورية ( العراق اليوم يحتاج لدعم مسعود البرزاني، الرجل الذكي والقوي والجريء)، وانتخاب رئيس وزراء بيرقراط، وطني وقوي ومحترم وجريء بعده وبأسرع وقت وممكن؛ أما الكاظمي مع نائبين له وطنيين وأقوياء ويفضل ان يكونوا من الجيش القديم، او ينتخب عسكري برتبة عالية خريجي دورات العراق قبل ٢٠٠٣، وطني وغير طائفي، وقائد ناجح أثناء خدمته في الجيش، ويفضل ان يكون من الذين حققوا انتصارات سابقة في الحروب التي خاضها العراق. السرعة في اخذ القرارات الحاسمة هي نصف الحل، والانتظار الطويل هو بداية النهاية لحكومة الاغلبية والانتصار لحكومة العتاكة التوافقية.
الكاظمي الذي كتبنا عليه الكثير خلال الشهرين الماضيين ودعينا لدعمه من قبل الصدر والفائزين لأربع سنوات اخرى واستبشرنا به خيراً ، فاجئنا بتصرف غريب وضعيف أثناء لقائه بنائب الرئيس الايراني خلال زيارته الاخيرة للعراق ودعمه لمنح قتلى وجرحى الحرب مع ايران من الايرانيين تعويضات؟ “ورواتب تقاعدية” ؟؟ من ميزانية العراق وهذا ما لم يسمع به من قبل على أن الدول المتقاتلة تدفع تقاعد لجيش عدوها من القتلى او الجرحى نتيجة حربها معهم الا في دول الجواسيس والطابور الخامس ودول الواق واق.
كان الاجدر به ان يحل مشكلة عشرات الالاف من الشهداء والمعاقين والجرحى والاسرى في هذه الحرب من العراقيين الابطال الوطنيين النشامى الذين دافعوا عن وطنهم العراق ومن كل القوميات والاديان والطوائف ويجري لهم الراتب الذي يدعمهم في حياتهم ما بعد الحرب الوطنية الكبرى ضد ايران الملالي وكلابها الجواسيس العراقيين.
شعب العراق البطل؛ التغير يبدء بكم، والتغاضي على جماعة العتاكة، جواسيس ايران الملالي اصبح جريمة تدمر البلد وتدمر حاضركم ومستقبلكم. الحراك العراقي مع الانتفاضات الكبرى الشبيه بانتفاضة تشرين لانها تخيف الاعداء الداخليين والخارجيين وتسرع من اخذ القرارات الوطنية والدولية التي ينتظرها الشعب. ان الخنوع والسكوت عن بلاوي وخيانة وفساد النظام هي جريمة تضاف الى هذا الوطن الجريح. على الشعب ان يعرف ان عملاء ايران سوف لن يتركوا العراق الغني الكبير الا بالقوة والقوة فقط وخروجكم الى الشوارع والسيطرة على مؤسسات الدولة كما حصل سابقاً هو الطريق الاسرع والامثل للتغير. توكلوا على الله وتذكروا انه دائماً معنا.
د. أيهم السامرائي
الحراك العراقي