الاتفاق السعودي الايراني ونهاية حكم الملالي في العراق

ايهم السامرائي

فاجئت السعودية العالم باتفاق مدروس وبدراية مع إيران وبضمانة صينية وقبول أمريكي لاحلال الاستقرار بالشرق الاوسط وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة من قبل كلاهما (المعروف ان السعودية لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى مثل إيران الملالي، فلهذا انها ضربة معلم للسعودية في توقيعها والزام الملالي به). بالحقيقة ان هناك أهمية كبيرة لإعلان عودة العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران، وذلك لانعكاساتها على توفير الاستقرار للمنطقة وخاصةً العراق متمثلة في إبعاد العناصر (المليشياوية) المرتبطة بالحرس الثوري الايراني بعد التعامل مع إيران الدولة وليس إيران ولاية الفقيه. ايران اليوم ملزمة أن تحترم ميثاق الأمم المتحدة، وحق الدول والشعوب في تقرير المصير، وعدم تدخلها وأدواتها الخارجية بالشؤون السيادية، أو التهديد باستخدام القوة وتغذية النزاعات، وهذا احدى اولويات هذا الاتفاق المضمون صينياً او لا اتفاق.
تتسارع الاحداث العالمية لدرجة تؤكد ما قلناه مرات عديدة ان الضربة الكبيرة لايران واعوانها اصبحت على الابواب، والاتفاق السعودي الايراني اعلاه، اتفاق يحمي بالنتيجة ايضاً السعودية وحلفائها بالمنطقة من اي رد فعل خاطئ من ايران الملالي واعوانها نتيجة الضربة وبحماية دولية شرقية غربية ( امريكا والصين). إيران لم توقع على اتفاق ينهي كل مكتسباتها التي حصلت عليها بعد احتلال العراق من قبل امريكا قبل عشرين عاماً وتخليها على كل عبيدها الا اذا ادركت ان الضربة القادمة اكبر من ان تتحملها كدولة وكنظام. خوف خامنئي ونظامه المتهاوي من ضربات المجاهدين والثوار من الشعب الايراني البطل خلال الاربعين سنة الماضية مع تعاظمها مرات عدة في خلال الستة اشهر الماضية والتي فيها حزم الشعب الايراني وبكل قواه على اسقاط النظام مع تعاظم الاعترافات بقيادة الثورة للداخل الايراني من قبل المجتمع الدولي والتي اخرها (الاسبوع الماضي) كان القرار 100 من الكونجرس الامريكي والذي يؤيد خطة مريم رجوي المكونة من 10 نقاط لمستقبل إيران والتي فيها تحدد النظام الجديد بجمهورية ديمقراطية على أساس حقوق الإنسان وعدم انتشار الأسلحة النووية.
الزيارات المتلاحقة للعسكريين الكبار الامريكان للمنطقة والعراق مؤخراً من قبل وزير الدفاع الامريكي، تبعه الجنرال ميلي رئيس هيئة الاركان المشتركة الامريكية وغيرهم من الدول الغربية الأخرى والاستعدادات الكبيرة للجيش الاسرائيلي لم تأتي للقاءات الروتينية بل ان كثافتها وفي هذا الوقت الذي بدء يتكلم فيه عن استبدال نظام الملالي في طهران، ليس الا لشرعنة الضربة المتوقعة من قبل الغرب لإيران وحلفائها في المنطقة. زيارة وزير الدفاع اوستن الاخيرة للعراق ورئيس اركانه كان للقاء بقواتهم وحلفائهم في المنطقة وتحديد احتياجاتهم الاخيرة قبل نشوب الحرب وتغير النظام الايراني واستعادتهم بالرد القوي والمدمر للمليشيات التابعة في العراق وسوريا ولبنان واليمن. يبدوا ان طلب وزير الدفاع الامريكي من السوداني بالعودة لمحيطه العربي كانت الرسالة الاخيرة له بالوقوف مع اشقائه العرب او الوقوف على الحياد اذا اراد السوداني ان تعطى له فرصة الهروب من العراق بعد تحريرها من قبل ابنائها ثوار العراق بعد سقوط العم خامنئي في قم وانتصار الثوار في إيران.

على عتاكة بغداد ان يفهموا ان النجاح بالعمل في واشنطن ليس له علاقة بالفلوس فقط وانما بالنشاط السياسي والثقة المتبادله بين الشخص والمشرع او عضو الحكومة وهذه لا تبنى بيوم او يومين حتى لو كان لديك اموال قارون. فلوسكم ليس لها قيمة والوطنيين العراقيين الذين يعملون في امريكا من الستينات والسبعينات لهم علاقات ثقافة ونشاط وتفاهم واعطاء اراء مسموعة على الشأن الداخلي الامريكي والخارجي وهم الان جزء من الماكنة الوطنية وليس من المتسكعين الجدد في شوارع واشنطن. الطارئين على واشنطن قيمتهم ترفيهيه لا اكثر ولا يؤخذون مأخذ الجد، فلا تصرفوا اموالكم عبثاً. لا يمكن ان يساعدكم احد في العالم فأسمائكم على القوائم السوداء واعترافاتكم واعترافات اعدائكم والوثائق المسربة تدينكم وعائلاتكم لسابع ظهر والكل سيحاسب بأذن الله. الكاظمي يفتح النار عليكم بأكبر سرقة في العراق بين 2003 ومنتصف عام 2020 والتي تم فيها سرقت 600 مليار دولار أو 900 تريليون دينار عراقي من أموال المساكين “الآطامة” العراقيين والتي ذهبت إلى أطراف حزبية وتم الاستثمار بها في بناء الدولة العميقة وغيرها من الفساد، وبعهده بعدكم طبعاً تم تنظيف الباقي من اموال الشعب. شعب يسرق عيني عينك ورؤساء حكوماته يعترفون بذلك والمحاكم فاسدة ومشتركة بالجرم، والحركات الوطنية الحقيقية من الشعب وقواته المسلحة القادرة ان تقود ثورة شعبية وتعلن حكومة انقاذ متلكئة وتنتظر من الله ان يرسل لها قائد ليقودها الى بر النجاح. الحركة الوطنية عليها ان ترتقي لمستوى الاحداث لان الايام القادمة حبلى بالتغيرات وتحتاج الوحدة بالقوى والافكار لتمثل الشعب العراقي في المحافل الدولية في الايام والاسابيع القادمة. هناك اليوم بداية ظهور قيادة من ضباط احرار ومدنيين مثقفين وواعيين لما يجري في الساحة الدولية من الداخل والخارج والذي سيحوزون على ثقة العراقيين والمجتمع الدولي ونتمنى من الله لهم النجاح والتوفيق وعلى القوى الوطنية الالتفاف حولهم ودعمهم.

سامراء ونهاية كلاب الحشد الصفوي فيها قد قربت مثلها مثل باقي ارض العراق الاخرى، وان نهايتهم ونهاية الاعتداءات المتكررة على الارض والعشائر هناك ستكون حاسمة وستدرس في مذهب الخميني الولي الا فقيه كعبرة لمن يعتبر في قادم الايام. سامراء تتعرض من ٢٠٠٦، وبعد مؤامرة “كباب” سليماني الطائفية التي يتذكرها العراقيين “كمذبحة طائفية” بسب كلاب الحرس ومليشياتها الحاقدة، والى الان الى تغيير ديموغرافي وتقطيع لأوصال المدينة وشراء اراضي واسعة وعقارات بمليارات الدولارات من عواهر العراق والبحرين وايران والكويت مرتبطين بالحرس الثوري الايراني. فلماذا الان تتحرك العتبة العسكرية والوقف الشيعي الايراني ومليشيا سرايا السلام اللا صدرية ومن ورائهم إيران لوضع اليد على جامع سامراء الكبير والمدرسة الدينية المجاورة له. بالاضافة الى أنهما معلم من معالم سامراء التاريخية، وحافظ عليهما اهل سامراء الكرام لثمانية قرون مضت بدون مساعدة ولا فضل من احد لا من قم ولا من النجف، بعد أن استولوا على الحضرة العسكريه قبلها إثر عملية التفجير المدبر عام ٢٠٠٦ م. إيران وعملائها تعمل منذ سنوات على تحويل سامراء لمحافظة “شيعية”، وقد استولت على آلاف الدونمات حول سامراء العائدة للدولة بدون حق او شرع، كما أن سامراء القديمة التجارية محاصرة ويمنع أهلها من حرية العمل والتصرف فيها لإرغامهم على بيع ممتلكاتهم فيها، وكل ذلك ومقتدى ابن محمد الصدر يسب معاوية رضي الله عنه ويتهمه بأنه رأس الفتنة الطائفية، بينما اليوم وبعملهم هذا اثبت ان الصدر ومرجعية النجف هم رأس الفتنة التي لا تنتهي ابداً الا بتدمير الاسلام وقتل المسلمين.
الحراك العراقي يتحرك في كل الاتجاهات الممكنة داخلياً وخارجياً للتحضير الى ما بعد التغير المنشود ونحن نوعد شعبنا والقوى السياسية الوطنية ان نكون سنداً ومعيناً في تهيئة الدعم الدولي السياسي والمالي لبناء العراق الحر العلماني الديمقراطي وتذكروا دائماً ان الله دائماً معنا.
الحراك العراقي 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى