الادارة الامريكية وعودة البعث والسلم المدني

الحراك العراقي

ايهم السامرائي

يسعد ويشرف الحراك العراقي ان يهنئ شعب العراق بكل مكوناته بحلول عيد الفطر المبارك سائلين المولى عز وجل ان تكونوا جميعاً امنيين وبصحة تامة، كم يرجوا الله ان يرفع عنكم هذه الغمة التي حلت عليكم منذ ٢٠٠٣ ولحد هذا اليوم، ويعيد العراق قوي وناجح وغير طائفي وامن وذو سيادة ومحترم بين دول العالم، والدين والعمائم والمتدينين الجدد في المساجد وليس في الخضراء، أمين يارب العالميين.
احتلال العراق الخاطئ من قبل امريكا في العام ٢٠٠٣ واسقاط النظام وتدمير مؤسساته الوطنية بدون سبب هدد الامن الدولي والاقليمي وخاصةً الامريكي، وبدون اثباتات واضحة وثابتة ضد ذلك النظام، حيث اثبتت الايام والسنيين ان كل ادعائات امريكا بالمطلق غير صحيحة باعتراف معظم الساسة واصحاب القرار في واشنطن والعالم. هذه الحرب التي قادتها امريكا دمرت وقتلت وهجرت الملايين من العراقيين، بالاضافة الى ان امريكا لم توفي باي وعد قطعته لشعب ودولة العراق من ديمقراطية حقيقية وتنمية اقتصادية بل بالعكس غادرت البلاد رسميا في ٢٠١١ في عهد اوباما الديمقراطي “جداً” بعد ان سلمته لجواسيس تابعين “لعدوها” ايران الملالي، فاسدين لحد النخاع ومرضى بالحقد وجياع لايمكن أشباعهم وباعتراف الادارات الامريكية المتلاحقة منذوا ٢٠٠٣.

أحتلال العراق الخاطئ يسبب أرق مستمر للادارات الامريكية لما سببته من فوضى في العراق والمنطقة والعالم الذي اصبح بالنهاية تهديداً للامن القومي الامريكي. الحرب العراقية الامريكية ادت الى الفوضى في المنطقة منها سقوط سوريا ودخول روسيا اليها وسقوط لبنان والعراق لعدوهم إيران ( كما تدعي واشنطن) وظهور الالاف من داعش والقاعدة على غفلة وبسبب مجهول غايته الوحيدة الاستمرار في تدمير المنطقة. أصبحت المنطقة مملؤة بمليشيات/مافيات تعمل بالوكالة لدول خارجية واجندات لا يمكن حصرها بسهولة ولا يمكن السيطرة عليها. المليشيات بدأت تعتدي وتقصف دول في المنطقة من اراضي دول اخرى كانت في حماية امريكا، وامريكا لم تحرك ساكناً او ردها كان هزيلاً. الدول المعتدى عليها بدأت تبحث عن شريك اكثر ثقة واكثر مصداقية من امريكا، وتم هذا بوقت تبحث كلاً من الصين وروسيا عن نظام جديد في العالم فية القوة متوزعة بشكل متساوي بينهم وامريكا.
الصين وروسيا دخلوا منطقة الشرق الاوسط الاغنى بالطاقة بالعالم وبدؤا يثبتون اقدامهم على حساب امريكا وحلفائها الغربيين. الحرب الاوكرانية بدأت لان الروس استنتجوا ان امريكا الديمقراطية ضعفت وحان وقت بروزهم وصعودهم بقوة واذا بهم يدمروا معضم اوكرانيا، وامريكا لا تعرف اين توجه قوتها المحددة جداً هذه الايام بسبب الديمقراطين في واشنطن وضد من. الاعداء هذه الايام كثيرين إبتداءً من الصينين، والروس، والمليشيات والولائين من حكام العراق، وإيران ومليشياتها المنتشرة في كل الشرق الاوسط بالاضافة لدول مهمة في امريكا اللاتينية وافريقيا. الكل بدء بالتسابق بنهش الاسد المريض( أمريكا) بسبب سياسة الادارات الامريكية المتلاحقة الضعيفة، واذا بالاعداء يعلنون الخروج عن التعامل بالدولار الذي اذا ما تم وبدون حل سريع امريكي مضاد سيكون سونامي كبير يهدد الامن القومي الامريكي.

امريكا على ما يبدوا بدأت بالرد ولو بعد حين، وقامت بعدة تحركات دولية مضادة دولياً والذي يهمنا هنا ما فعلته في العراق والمنطقة المحيطة به . اولها الاتفاقية مع ايران من خلال السعودية وبمباركة صينية لاضعاف وتحجيم ايران وادواتها، ودعم اسرائيل في تصفية المليشيات وتنظيفها في المنطقة، والاهم هو تعين سفيرة فوق العادة الينا رومانوسكي، والتي لها صلاحيات واسعة من الرئيس الامريكي وتستطيع ان تأخذ قررات كبيرة ومهمة في العراق بدون الرجوع لواشنطن والتي اعلنت وبمناسبات كثيرة خلال زيارتها اليومية لكل الساسة العراقيين بدون استثناء، ان استقرار العراق وامنه وقوة اقتصاده من اولويات امريكا هذه الايام.
السفيرة وواشنطن والمعاهد المهمة التابعة للخارجية اقتنعوا ان تجنب الملاحقات القانونية ضدهم، وايقاف تتدهور المنطقة ككل، وتحجيم ايران وروسيا والصين هو بتصحيح الخطأ الذي عملوه قبل عشرين عاماً في حربهم العبثية ضد العراق.
السفيرة في مهمة كبرى ونجاحها في العراق أحد اقوى اسباب اعادة الثقة الدولية بامريكا ودولارها المنهار واقتصادها الضعيف، هي وواشنطن عازمين على النجاح في هذه المهمة مهما كلف الامر. السفيرة تعرف جيداً ان عودة العراق لقوته يحتاج الى عودة البعث والقوى الوطنية المعارضة الاخرى المقاومة للنظام الحالي واقناعهم السريع بالاشتراك بالعملية السياسية الحالية والقضاء على الطائفية ومحاربة الفساد والقضاء على المليشيات وعودة الهيبة للجيش والمؤسسات الامنية.
السفيرة تسير في خطتها بكل حزم وقوة حيث اصبحت هذه الايام حقاً الرئيس الفعلي للبلاد من خلال توجيهاتها لكل المسؤليين العراقيين وقوى المعارضة ورؤساء العشائر ورجال الدين ووووو، حيث انها فقط وفي اسبوع واحد قابلت مستشار الامن القومي ووزير النفط ووزير الاتصالات والحلبوسي والحكيم وفائق زيدان ووزير النقل والزراعة وافطار مع رؤوساء عشائر وافطار مع خريجي امريكا وقوباد طلباني والقائمة تطول، نسأل الله ان يعطيها الصحة ما دامت في طريقها لأعادة العراق الى طريقه الصحيح في الديمقراطية والشفافية والامن.
البعث ومشاركته في النظام السياسي اصبح مطلباً جماهيراً قبل ان يكون اقليمياً او امريكياً بعد ان اثبتت الايام والسنين العشرين الماضية ان من يحكمون العراق لا يستطيعوا ان يديروا مدرسة صغير في قرية نائية على الحدود مكونة من صف واحد، وليس لهم لا الخبرة ولا الكريزمة لحكم دولة بحجم العراق واهميتها. حان الوقت ليكون العراق بلد للتسامح واعادة الثقة والالفة بين شعبه ووحدة اراضيه وسيادته الوطنية والعدل بينهم واختيار الاحسن فيهم لادارة البلاد والعباد. البعثيين لهم باع طويل واحتراف متقدم بحكم العراق وًترتيب المنطقة. امريكا وحلفائها الغربيين وخاصةً البريطانيين مندفعين جداً بهذا الاتجاه الان ويعملون على تنفيذه والسفيرة رومانوسكي خير من يقوم بهذا الدور مع مساعدة السفير البريطاني وقيادات البعث او شخصيات محسوبة عليه مثل الاحمد والدبلوماسي المحنك والناجح الدكتور ناجي صبري الحديثي والسيدة رغد صدام حسين وغيرهم من الكفائات المتقدمة والقادرة على التغير السريع للعراق نحو الاحسن.

حكومة السوداني اعطت الكثير القليل، كثير لانها بالمقارنة احسن من كل سابقاتها منذ ٢٠٠٥ ولحد الان وقليل لانه لم ينفذ الوعود الكبيرة لحد هذا اليوم مثل العفو العام عن السجناء السياسيين وحل مشكلة المغيبين واعادة بناء المدن المدمرة “المحررة” وحل المليشيات العميلة وفتح الحدود لكل من هب ودب. ولكن يبقى السوداني يحمل كثير من خصائل البعثي المرتب ( كيف لا وهو البعثي والعضو العامل الى ٢٠٠٣)، هادئ وحازم، وطني ويحب العراق والعرب ويكره ايران والتقرب منها، يتابع وزرائه من اجل تحقيق ما مكلفين به اكثر من اي رئيس وزراء بعد ٢٠٠٥. حان الوقت ليتحرك بسرعة لان قطاره قد مر وهو بعده يمشي ببطء يعرقله الفاسدين من الاطار ومجموعته التي كلها جائت من قم وسترحل قريباً ان شاء الله مع من في قم الى الجحيم وبئس المصير. الحراك العراقي مع السوداني اذا اراد السوداني ان يسير بالخط الوطني من اجل العراق اولاً واخيراً، وتذكروا دائماً اذا ما عزمتم فان الله دائماً معنا.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى