
انتفاضة تشرين ٢٠١٩ عادت في ٢٠٢٣ وستستمر رغم استعداد قم وذيولها لقمعها في ساعاتها الاولى بتوجيه من خامنئي وبقوة اكبر مما يقمع بها شعب ايران البطل في ثورته المستمرة لعام تقريباً، وذلك لحقده على ثوار العراق ولخبثه المتأصل بداخله من شعبنا الثري بتاريخه المشرق وشجاعة اهله وعزيمة ابطاله. ارسل السوداني والي بغداد عشرات الالوف من قواته الامنية وارسل ايضاً الطابور الخامس (الحشد الا شعبي) عشرات الالوف، وأغلقوا بغداد بالكامل وعملوها ساحة حرب قبل وصول حتى متظاهر واحد (عاشت ديمقراطية امريكا في عراق اليوم)، رغم اعلان قيادات التظاهرة عن سلمية التظاهرة والغاية الوطنية منها. كان الاجدر بالسوداني المتوجه لطهران قريباً لتقديم الولاء بعد الولاء والتقرير الكامل على كيفية قمع التظاهرة وبطريقة اذكى من سابقه عادل زوية، ان ينفذ وعوده بكشف المتورطين بجريمة قتل وجرح عشرات الالوف من المتظاهرين في ٢٠١٩ وتقديمهم للمحاكم حتى لو كان اخيه المستشار عباس سارق ما لها وما عليها، ولكنه عمل بأصله وقام بقتل اول شهيد لتظاهرات تشرين ٢٣ وجرح العشرات بالساعات الاولى منهم البطل عبدالله جيفارا. رد الفعل سيكون كبير والخطط قد عددت للرد على هكذا اعتدائات من حكومة الذيول وبدأت محافظاتنا الجنوبية بتصفية مقرات حزب الا دعوة العميل والرد على اجهزة القمع الايرانية بالعراق.
الحراك العراقي ومجموعة العمل العراقي مشاركين بفاعلية في هذه التظاهرات وعناصرنا تشارك كلاً من موقعه حتى تحقيق النصر وان الايام القادمة هي حبلى بالمفاجئات وعلى الذيول الاستعداد لها لان يوم الحساب قرب وان يوم النصر لقريب بعون الله وشعبنا الكريم.
على شعب العراق المغلوب على امره والمضحي بحياته حاضراً ان يدعم هذه التظاهرة حتى تحقيق المطالب او اسقاط النظام وعلى سفراء امريكا وبريطانيا المندوبين الساميين في العراق وممثل الامم المتحدة ان يدعموا هذه التظاهرة المسموحة جداً في بلدانهم، اذا ارادوا الديمقراطية والشفافية والمدنية والعدل ان يتحققوا في بلد دمروه بقنابلهم قبل ٢٠ عاماً واستمروا بتدميره بدعم فاسدين وسراق وخونة ومجرمين لحكمه.
رئيس الوزراء “الذيل” ورئيس مجلس النواب “الخركة” ورئيس جمهورية “المضيع” يخافون التحقيق السريع لمذبحة الحمدانية والذي سيوضح حجم خراب العراق بسبب المليشيات وقيادتهم المخربة في تدمير الضوابط والقوانين العراقية. الدولة في خراب من عدم الالتزام بالضوابط الى فقدان المهنية مروراً بفقدان الاخلاق ونشر ثقافة الفساد في المجتع التعبان والخربان أساساً. مجموعة من الشعب بعد ٢٠٠٣ مدفوعة من ايران وامريكا والفقر التي كانت تعانيه سرقت دوائر الدولة (الحواسم) وافرغت مبانيها وهي اموال عامة تعود أصلاً للشعب. قسم من هؤلاء السرقة حينها أمثال الخزعلي والعامري وريان الكلداني اصبحوا الان جزء من الدائرة الضيقة التي تحكم العراق. هؤلاء لا يحترمون الدولة وضوابطها او الضوابط والاخلاق التي تربى عليها شعب العراق بل هم تربوا في عوائل مسحوقة تربي اولادها على ان كل شيء مسموح عمله من اجل المال والقوة. تربوا على الحقد على العراق واهله وجندوا بجيش العدو (إيران) لقتال جيش وطنهم العراق. بعد ٢٠٠٣ وبجزء من مخطط امريكا بعد الاحتلال لتدمير العراق او لغباء من الحاكم باسم واشنطن بريمير قام بتعين هؤلاء على قمة السلطة رغم معرفتهم الكامله بعدم أهليتهم لهكذا منصب كقادة للعراق. فشلت امريكا وسلمته لعدوها ايران،وواشنطن عليها مسؤولية قانونية واخلاقية باعادة ترتيب العراق داخلياً ليصبح فاعلاً وناجحاً في بناء المجتمع القادر المتطور وخارجياً كدولة تشارك المجتمع الدولي في تقدمه وبنائه.
مذبحة الحمدانية دليل اخر يضاف الى كمية الفساد والغباء في ادارة الدولة وفقدا المهنية في اداء الواجب وسيطرة العصابات المسلحة على اجهزة الدولة ومؤسساتها والتي اصبحت واضحة يعرفها الشخص البسيط والشرطي والضابط والمدير والوزير والنائب وطبعاً رئيس الوزراء المعين من قبل الاطار الغير منتخب اساساً. وعلى ما تبقى من حياء لدى المدعي العام او وزير الداخلية تقديم المسؤلين على هذه الجريمة البشعة بحق شعبنا الى القضاء وتنفيذ القانون بشأنهم.
كل المؤشرات الدولية تؤكد على ان ألعالم ومرة اخرى بدء يقدم العراق في اولويات عمله لاعتباره مفتاحاً لاستقرار الشرق الاوسط الذي باستقراره يستقر اسعار الطاقة والتي بدوره يستقر السوق العالمي بالاضافة لاهمية العراق بالنسبة للامن القومي الامريكي الذي يعاني من مشكلة اقتصادية كبيرة بسبب الطاقة والسيطرة على السوق الدولية. امريكا والصين وروسيا واوربا طبعاً يحتاجون عراق قوي وناجح وهذا لا يتم الا بتغير من يحكم العراق اليوم وما انتصار تظاهرات تشرين ٢٣ الا أحدى أسس هذا التغير وان هذا اليوم لقريب وتذكروا دائماً ان الله معنا اذا سعينا ومن سعى وجد.