لا زالت طهران مصرة على أن الغرب وإسرائيل والحركات الوهابية وراء المظاهرات العراقية، معتبرة أن هذه المظاهرات تشبه إلى حد كبير المظاهرات التي جرت في إيران عام 2018، من حيث إدارتها عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي مع الإشارة بشكل مباشر إلى من يدعمها ويؤيدها.
الفرضية الإيرانية عدّدت
أهم الاهداف التي يسعى إليها الداعمين لهذه المظاهرات، وهي العمل على إثارة الخلافات بين طهران وبغداد
لتتحول العلاقة بينهم إلى العداءٍ مجدداً، كما يتم السعي من خلال هذه المظاهرات لإلغاء التهديد الأميركي
، وتصنيف إيران كتهديد مركزي في المنطقة عموماً ، وضد العراق على وجه التحديد .
الأطراف
الداعمة للمظاهرات – حسب الرؤية الإيرانية – تُريد أن تنقل الكرة إلى ملعب إيران،
لتسهيل الطريق أمام قرارهم القاضي بإجراء صفقة مع طهران فيما يخص يتعلق بالأزمتين
السورية و اليمنية.
إلى
جانب ما تم تناوله سابقاً ، تعتقد طهران
إلى أن هناك عدة أهداف أخرى تسعى إلى تحقيقها الأطراف الداعمة للتظاهرات
العراقية من أبرزها تجديد خطاب الفتنة بين السنة والشيعة في المنطقة وتشكيل تحالف
سني عربي ضد ما يسمى بالمشروع الشيعي
الإيراني من خلال دور الحرب الالكترونية
التي يتم شنها عبر الفضائيات المدعومة من الدول المعادية لإيران ، و الحملات التي
يتم شنها بشكل ممنهج عبر مواقع التواصل
الاجتماعي. بالإضافة إلى هدف شيطاني وهو
استغلال البوابة العراقية لتضييق الخناق الاقتصادي على إيران من خلال قطع العلاقات
الاقتصادية مع بغداد، هذا إلى جانب إيجاد
حالة من عدم الاستقرار بسبب خروج أميركا
من العراق والمطالبة شعبياً وحكوميا بعودة القوات الأمريكية لتحقيق الأمن بعد السعي لجعل الساحة العراقية
مجالاً رحباً للفوضى غير المسبوقة ، ونقل العنف والارهاب هناك إلى إيران من خلال
استغلال الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها إيران نتيجة بفعل العقوبات
الاميركية .
في الشان ذاته، جزمت إيران بوجود معلومات أمنية لديها تؤكد وجود جهات غربية وعربية تستغل هذا الحراك الشعبي لهدم العلاقة بين طهران وبغداد، معتبرة أن العلاقة بين طهران وبغداد أكبر من أن يتم إخلالها في ظل الروابط المتينة الحالية، البعيدة عن أية خلافات على جميع المستويات، معتبرة أن مطالب الشعب العراقي هي خدمية ، ورداً على ارتفاع أسعار السلع الأساسية ، مطالباً الحكومة العراقية بتلبية مطالب الشعب العراقي، المتمثلة في تخفيض أسعار السلع، وأن الحكومة الإيرانية ستمارس ضغوطاً على الحكومة العراقية ، لأن طهران ستكون المتضرر الأكبر منها، لحضورها التجاري الكبير في السوق العراقية، ، معتبرة أن الاستقرار الأمني والسياسي في العراق من شأنه تحسن العوائد الإيرانية على المدى المتوسط والطويل
بموازاة ذلك أشار الإعلام الإيراني إلى أهمية أعلن قائد الوحدات الخاصة في الشرطة الإيرانية، حسن كرمي، عن تخصيص نحو 11 ً ألفا من جنود الوحدات الخاصة لمسيرة الأربع في إيران والعراق لهذا العام ولأعوام قادمة ، وأن يكون دور هذه القوات ليس بالتعمق مسافة 15 كيلو متر داخل الأراضي العراقية ، بل التواجد مع الأفواج الإيرانية ومرافقتها حيثما حلت في العراق ، إلى جانب التركيز على الدور المخابراتي للوقوف بوجه أية مخططات يتم نسجها داخل العراق لتهديد الأمن الإيراني .