الانسان

لقد خلق الله سبحانه وتعالى ، الانسان في احسن تقويم ، وميزه عن باقي الكائنات الحية الموجودة على وجه البسيطة ، بالعقل البشري الذي يميز به الانسان بين الخير والشر وبما يحيط به من أمور الحياة الاخرى ، ووهبه الحواس الخمسة كي يكتشف بها نفسه والعالم المحيط به ، والمقصود باحسن تقويم ، هو تقويم
ادراك الانسان ونظره العقلي الصحيح ، كون العقل هو الذي يحرك اعمال الجسد ، والجسد بمثابة آلة تخدم العقل.
فميز الله سبحانه وتعالى الانسان عن بقية
الكائنات الحية ووهبه إمكانية الإدراك الحسي والإدراك العقلي معا ، واعطاه حنجرة ذات مواصفات عالية مكنته من النطق والكلام ..

والإنسان في رأي الفيلسوف أفلاطون هو
( الحيوان العاقل ) ، وظيفته ان يعقل الأمور ، ويظيف أفلاطون قائلا ( ان سعادة الانسان تكمن بالحياة التي يحكمها العقل ) ..
ويعرفه آخرون ، بأنه الكائن الحي القادر على التفكير والكلام والاستدلال بالعقل ، والتعريف الأكثر شيوعا أن الانسان حيوان ناطق ، ومن وجهة نظرنا أن الانسان هو حيوان اجتماعي لديه القدرة على التكيف في جميع الظروف والاحوال ، ويمتلك قدرة الإدراك الحسي والعقلي ..
وبناء عليه فالإنسان هو العاقل الوحيد
الذي يمتلك خلافا عن بقية الحيوانات على الارض دماغا عالي التطور ، قادر على التفكير المجرد واستخدام النطق واللغة ، وهو الكائن الوحيد الذي يستطيع توظيف قدراته العقلية والجسمية واستخدام يديه ( وأهم شيء في يديه أصابعه ) بمهارة لصناعة أدوات التي يحتاجها في حياته اليومية وقادر على تطويرها ، وهو كائن اجتماعي بطبعه وهو الكائن الوحيد الذي يقوم بطهي طعامه وارتداء ملابس وله قدرة على الابتكار والابداع والتجديد ..
وعلى هذا الأساس ، يكون الانسان له قيمة
عليا في الحياة ، وعلينا حمايته ورعايته وضمان حقوقه الانسانية في العيش ، وإعطائه حريته الكاملة ، ليفسح له المجال بالتحكم بعقله وحواسه من أجل مساعدته على الإبداع والابتكار والتطوير والتجديد ..

لقد كان الانسان في المرحلة المشاعية يعيش اعلى درجات السمو الإنساني ، كونه لم يكن لديه أي هموم ، سوى هم واحد فقط ، هو صراعه مع الطبيعة ، من أجل الحصول على الغذاء والمأوى الآمن ومن أجل البقاء واستمرار حياته.
ففي هذه المرحلة بالذات لم يعرف الانسان معنى الحقد والكراهية ، ولا يعرف الانانية في تصرفه ، ولا يعرف معنى الكذب والدجل والمراوغة والسرقة .. هذه المرحلة الوحيدة من حياة البشرية لا وجود للملكية إلا بحدود الاستخدامات الشخصية ، ولا وجود للصراع الطبقي بسبب غياب التشكيلات الطبقية ، ولا يعرف معنى قتل الانسان لاخيه الانسان ، ولا معنى استغلال الانسان لاخيه الانسان
بل على العكس كان الانسان يعيش بحرية تامة ومحافظ على انسانيته ، فلا وجود للدولة وممارساتها ولا وجود للقانون وقيوده ، ولا وجود للاستعمار ونهب الثروات ، الخ .. كانت البشرية تعيش بشكل جماعي وتتعاون مع بعضها البعض
وكانوا يتقاسمون لقمة العيش .. في هذه الحقبة من حياة الانسان .. كل شيء فيها مشاعي .. الارض ملك للجميع والمياه
وبمعنى آخر الطبيعة كلها ملك للجميع.

اما اليوم فالإنسان يعيش وسط عالم ، طغى عليه الجانب المادي على حساب الجانب المعنوي ( الاعتباري والروحي ) الضروري لحياة الانسان ، ففقد الانسان
الكثير من كرامته وإنسانيته ، بسبب تسلط طبقة راسمالية امتلكت وسائل الانتاج وأستحوذت على رأس المال والإعلام وعلى ثلثي الثروة العالمية ، والأكثرية من البشرية لا يمتلكون سوى قوة عملهم.. وبسبب ذلك تعمق الصراع الطبقي وزاد الاستغلال والاضطهاد ، وزاد الفقر والجوع والمرض وزاد الغني غنا والفقير فقرا ، وتم سلب حرية الانسان وانتهكت حقوقه …
فكيف لنا أن نصنف هذا النوع من البشر الذين يمارسون القتل والتدمير وانتهاك حقوق الانسان ويتلاعبون بمقدراته ، وهم المسؤولين عن كل ما يجري في عالمنا ، وكيف نصف حكومات الاحتلال في العراق
والذين يمارسون ابشع انواع القتل والتهجير وإهانة الشعب وترسيخ الطائفية واشاعة الفساد المالي والاداري
الذي قل نظيره وتحطيم النسيج الاجتماعي للشعب العراقي ونشر الفساد الاخلاقي بكل اشكاله ..!!
فالتصنيف الوحيد الذي ينطبق عليهم ، إنهم ليس من فصيلة البشر ، كونهم فاقدي الإدراك الحسي والإدراك العقلي
وليس من فصيلة الكائنات الاخرى ..
فصنفوهم كما تشاؤون ..!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى