الصراع الأمريكي الإيراني في العراق وصل نهايته وكل الدولتين يعرف ذلك الان، تبادل الصواريخ والاغتيالات بين الدولتين جعل المعركة تتحول الى المكشوف. ايران ومطالبتها بالعراق ( الجنوبي) بعد ١٤٠٠ سنةً من التحرير العربي الإسلامي لهم وتدمير إمبراطوريتهم على أيدي العرب المسلمين، اغتنمت ايران فرصة التغير الكبرى بعد ٢٠٠٣ واعتبرتها انتصارًا لها وهدية من السماء على اعدائها وجيرانها الخليط من العرب والأكراد والترك والكلداشورين. أوصلت كل جواسيسها لدفة الحكم وأخرجت الجيش الأمريكي من العراق في ٢٠١١ وأصبحت الساحة خالية لها وقامت بتصفية مئات الألف من العراقيين التي تعتبرهم اعدائها والذي لا يمكن إصلاحهم وعلى طريقة العصور المتخلفة الغابرة وبدون واعز او ضمير او دين.
الولايات المتحدة وبقيادة الحزب الجمهوري بعد ٢٠١٦ قررت اعادة ما فازت به بحرب ٢٠٠٣ مع الرئيس صدام حسين والتي أعطت بها الآلاف من جنودها قتلى وجرحى وأنفقت اكثر من ترليون دولار على ذلك الحرب. عزموا الأمر بإعادة العراق الى المحيط الدولي الأمريكي وليس الإيراني الصيني ومهما كلف الأمر.
الاستعدادات من تحضير الجيوش والعدد واصطفاف الأصدقاء ومعرفة نقاط الضعف للآخر وتحضير الرجال لإدارة الدولة الجديدة، أخذت تقريباً الأربعة سنين الماضية وانتهى الطرفين منها.
وأخيرًا أخذ القرار من قبل الجانب الأمريكي بتصفية عدوه في العراق، وكذلك قررت ايران استغلال ورقة العراق وهي تعلم انها ستخسرها لا محالة، للحصول على اكثر المكاسب الملاوية الإيرانية والتضحية برجالها العتاكة من العملاء العراقيين مع عوائلهم والسيطرة على أموالهم داخل السوق الإيرانية.
الصراع الايراني الامريكي خرج من يد ما تسمى كتلة شيعية ولائها المطلق لإيران وكتلة سنية ضعيفة ولائها متذبذب وأخرى كردية تعمل لمصالحا اولاً. وبدء الأمريكان بالتحرك السريع للسيطرة على القرار السياسي العراقي بدعم مرشح جديد لرئاسة الوزراء السيد عدنان الزرفي، وبالمقابل تصرف الإيرانيين بقوة من خلال عملائهم برفضه وترشيح اخرين خدم لهم ومن أصول ايرانيه ايضاً لاستلام هذا المنصب وبتحدي واضح للرئيس ترامب وادارته من كاسبر وبومبيو.
يعرف الإيرانيين انهم لا يستطيعون تمرير أي غبي من اغبيائهم بعد اليوم وضمن هذه الأجواء الدولية الحساسة. اذاً الايرانيينن يريدون سعراً مهماً لخروجهم من العراق وبالأخص اعادة تفعيل الاتفاقية النووية وهذا ما لم يحصل مطلقاً.
الرئيس ترامب مقبل على اعلان ان الاتفاقية قد انتهت ولا داعي للتفكير بها مرة اخرى وعلى ايران الالتزام بالاتفاقات النووية الدولية وإلا الثمن عالي وكما متوقع. بالإضافة كانت له تغريدات عديدة في الأيام الأخيرة هدد فيها مليشيات ايران بالعراق ووعدهم بضربة ماحقة ساحقة في حالة هجومهم على القواعد الأمريكية بالعراق.
الولايات المتحدة في وضع داخلي لا يحسد عليه، فالكورونا قتلت وإصابة مئات الآلاف ودمرت كل ما بنوه في السوق خلال الربع سنين الماضية وإضيف اكثر من ١٠ ملاين عاطل عن العمل. امريكا عليها ان تنتصر على الوباء وإعادة تقوية اقتصادها، وإعادة الخمس ترليونات الديون التي ترتبت على الخزينة نتيجة ما يجري، وهذا طبعاً يحتاج تعاون الشعب مع حكومته وإيجاد دواء سريع للقضاء على هذا الدواء وهم قريبين جداً للوصول لهدفهم، ويحتاجون الى انتصار من نوع آخر، الا وهو الدخول في حرب او مجموعة حروب من اجل إنعاش الاقتصاد العالمي وإعادة عافية اقتصادهم.
تغير نظام ايران الملالي وعودة العراق لوضعه الطبيعي على راس القائمة في هذه الحروب. سيفرضون عدنان الزرفي بالقوة، فإذا رضخت ايران للأمر الواقع معناها انتهوا بالعراق واذا رفضوا فالحرب جاهزة والأسباب والمبررات موجودة لاسقاط النظام الإجرامي هناك وتحرير العراق.
انها الحرب وطبولها تطرق والذي لا يسمع فقد عمته الدولارات والاستمرار بسرقتها وان اغبياء السلطة سيكونوا حطب لها وعلى الشعب الاستعداد ليوم جديد ليس فيه الكورونا كوباء او كنظام والله دائماً معنا.
تعليق واحد