حرب ٢٠٠٣ والتي قادتها امريكا و ٣٠ دولة حليفة معها ولاسباب واهية وغير صحيحة بالاضافة لعدم شرعيتها لكون مجلس الامن لم يشرعها اي لم يوافق عليها، جلبت الدمار للعراق والمنطقة وامريكا نفسها. العراق دمر مع باقي دول المنطقة وحالته تسير من سيء الى اسوء واستبيح من قبل مليشيات منفلته تابعة لدولة اخرى، وحكومة تعين من الخارج والحصة الكبرى فيها لايران تتبعها امريكا والاخرين بعدهم. حكام العراق الحاليين مرضى بالجوع الملازم لهم منذ طفولتهم وهم مستمرين فيه ويتصرفون كجائع لا يمكن اشباعه مهما أكل، مريض بالتسول، حاقد لا يمكن ان ينسى الامه، لا يقدر ان يعفوا او يسامح، ومريض للنخاع بالا وطنية وحب العمالة لغير وطنه وشعبه.
امريكا الخاسر الثاني من هذه الحرب بحيث كتبت مجلة التايم الامريكية الواسعة الانتشار بمناسبة مرور ٢٠ سنة على سقوط بغداد واحتلال العراق ” كلفت الحرب الولايات المتحدة الترليونات وأدت إلى زعزعة استقرار الشرق الأوسط ؛ واستفادت في النهاية إيران من خلال الاستيلاء على الكثير من المؤسسات السياسية والعسكرية في بغداد ودمشق وأضعفت موقع أمريكا الجيوستراتيجي وأضرت بمصداقيتها. وإضافة ان ما تعلمناه من هذه الحرب هو أما: ما كان يجب أن تحدث الحرب أبدا أو بمجرد أن بدأت الحرب ما كان ينبغي التخلي عنها دون ترك العراق مستقر” واعترفت هذه المجلة الناطقة بلسان المؤسسين الامريكان ان غزو العراق عام ٢٠٠٣ حماقة استراتيجية وأحد أسوأ قرارات السياسة الخارجية بتاريخ الولايات المتحدة الذي نتج عنه تغيير النظام في العراق والذي بدوره تم تدمير الوضع الذي خدم واشنطن، والذي ساعد الموقع الاستراتيجي للعراق الأمن الإقليمي من خلال تركيز انتباه إيران ومواردها على الجار العراقي ؛ بالإضافة إلى هذا الضرر الجيوسياسي فإن الغزو الاستباقي بدون تفويض مجلس الأمن أهدر مكانة واشنطن الدولية”.
واعترفت التايم ان ” قصر النظر الاستراتيجي الأمريكي الذي مكن حكومة المالكي من قتل السنة وحرمانهم من حقوقهم وعزل الأكراد ماليا، مما مهد الطريق لصعود داعش وعودة القوات الأمريكية ؛ فما زلنا في العراق وما زلنا بدون اتفاقية وضع القوات التي تم استخدامها للغطاء السياسي لإنهاء وجودنا العسكري في ٢٠١١”.
ودعت المجلة واشنطن على فرض تكاليف اقتصادية باهضة على العراق لوقف تحويلات الأوراق النقدية الأمريكية المستمرة لسبب غير مفهوم على الرغم من غسلها من قبل إيران وإزالة الإعفاءات من العقوبات حتى يتمكن العراق من تحرير نفسه من الاعتماد المصطنع على الطاقة الإيرانية.
كل الذين اشتركوا في غزو العراق بدؤا يدافعوا عن خطئهم بكتابة كتب لا تغني ولا تشبع لانهم كلهم يبررون الخطأ الاسترتيجي الذي دمر الاقتصاد الامريكي الذي اضعف العراق التي كانت نقطة التوازن في المنطقة قبل ٢٠٠٣ حيث كان يضع العراق، إيران في مكانها الطبيعي حيث لا تستطيع تهديد الدول الاخرى الحليفة لامريكا، ويضع اسرائيل أيضاً في موقف الحيطة والحذر والذي يقلل بدوره من تدخلاتها المستمرة والدائمة في دول الجوار عسكرياً. العراق كان الصديق العدوا لكل دول المنطقة والذي يجعلهم جميعاً حذرين منه وبالتالي مصالح امريكا الامنية والتجارية تخدم بعلم العراق او لا. ولهذا كان الاخرين يحتاجون امريكا ان تبقى صديق وحليف لهم ولا يخرجوا من اطارها للدفاع عنهم ضد العراق. حرب ٢٠٠٣ كان الخاسر الاكبر فيها امريكا ثم العراق، وسيجعل أمريكا تخسر اكثر بعد ان اصبح الماردين الروسي والصيني يتحدونها اقتصادياً وعسكرياً بعد ان اكتشفوا ضعفها خاصةً بعد ترك العراق المفاجئ والمغزى في ٢٠١١ وخسارة اغنى منطقة بالعالم … منطقة الشرق الاوسط الغنية جداً.
سانت ليغو ومسؤولية امريكا بمنع هذه الطغمة الفاسدة التي جائت بدعم منها من أعادة استخدامه. امريكا والديمقراطية العريقة والناجحة في اوربا يستخدمون جميعاً ” الفوز لمن يحصل على اعلى الاصوات وبشكل فردي، لا اضافات من اصوات الفائزين الاضافية الى الخاسرين من المجموعة “. الانتخابات في كل العالم وامريكا بالذات، انتخابات حزبية فردية اولاً ومن يحصل اعلى الاصوات يكون ممثلاً لحزبه في تلك المنطقة المحددة مسبقاً ثم تجري انتخابات عامة ينزل بها من يشاء والحاصل على اعلى الاصوات يكون الفائز فقط. لماذا هذا الاستمرار بخداع الشعب لتبقوا بالسلطة. الفوز يجب ان يعتمد على اصوات الفرد فقط وليس على اصوات المجموعة ….. أوقفوها واقفوا سانت ليغو سيئة الصيت.
وخروج الشعب البطل بمظاهرات في معظم المحافظات وبغداد لاستنكار التصويت عليها وطرد ٨٠ نائبا معارضاً بالقوة سيثمر ان شاء الله بسقوط البرلمان والعملية السياسية المبنية على الف والدوران وخداع الشعب والعمالة للاجنبي. سانت ليغو هو ما تريده ايران حماية لجواسيسها في العراق وعلى الشعب الاستمرار بالانتفاضة الشعبية الكبيرة حتى اسقاط النظام، وهذا ما يجب ان يفعله الشعب وهذا ما تريده منكم الاجيال القادمة. الثورة على الحاكم الفاسد واجب انساني واجتماعي وديني اذا كنتم تعقلون، فألى الامام والله معكم دائماً.
الحركة الوطنية وتنظيم نفسها تحت حراك موحد اصبح واجب واختيار تاريخي لينقذوا الوطن والشعب. وحدتكم اساس في تقدمكم اذا كان في الانتخابات ضمن هذا النظام او بالثورة لاسقاطه. تكلمنا كثيراً ودعونا أحدنا الاخر كثيراً ولكن دون جدوى ودون تحرك فعلي، وعليه نحن في الحراك العراقي وبتواضع ندعوا الجميع ان يعملوا معنا وتحت مظلتنا او اي مظلة اخرى وطنية، والتحضير لمؤتمر توحيدي يشارك به الجميع بدون استثناء تجري به انتخابات حرة داخلية لاختيار القيادة الوطنية لهذا الحراك. نجاحنا بهذه المهمة هي اجتيازنا لنصف الطريق للوصول لاهدافنا الوطنية. واشنطن واوربا وحتى روسيا والصين سيقفون معنا اذا اتحدنا واثبتنا ان احرار العراق الليبراليين الوطنيين هم ال ٨٠٪ من الشعب وليس الاسلاميين المخادعين والفاسدين باسم الدين. توكلوا على الله ولا تنسوا انه دائماً معنا….مع الحق وليس مع جهلة الدين وسارقه.
د. أيهم السامرائي
الحراك العراقي