تتصف شخصيات الناس، بصفات مختلفة، تكون جزءاً رئيساً من تكوينهم الشخصي والنفسي والاجتماعي.
فعندما تسيطر على شخصية الإنسان سمات معينة، بنحو مبالغ فيه، أي أكثر من الاعتيادي، فسيحدث الاضطراب بالشخصية، وللاضطراب بالشخصية أسباب عديدة، منها ذاتية تتعلق بشخص الإنسان نفسه، أو بسبب محيطه، وفِي أي بيئة نشأ، فإذا نشأ في بيئة مليئة بالحرمان والجوع والفقر والكراهية، سينعكس ذلك كله على تكوينه الشخصي ويؤثر على سلوكه، وعلى الأكثر يكون هذا السلوك مشوشاً مضطرباً تتحكم فيه الانفعالات والتصرفات اللامنطقية. ويؤدي ذلك أيضاً إلى انفصام في الشخصية.
والشخصية السادية، تعني الشخصية، التي تتلذذ وتتمتع بإيلام الآخرين وإيذائهم سواء كان هذا الفعل لفظياً، أم جسدياً.
فالشخص السادي هو الشخص المتسلط عديم الرحمة، عديم التسامح، الذي يسعى بالوسائل جميعها إلى تحقير الآخرين وإذلالهم وإهانتهم ويجرح كرامتهم، ولا يشعر بالذنب.
وهو شخص هزيل الشخصية ضعيفها. ويتصف بعدم الثقة بنفسه وبمن حوله. ويتعصب لرأيه
وفكره ومذهبه، ويعاقب من ينتقده. وهو شخصية معقدة ومريض ومضطرب نفسياً تسوقه دوافع قهرية لا سيطرة له عليها.
والشخصية السادية عديد أنواع منها، السادي المتفجر، الذي هو شخصية عنيفة، بنحو لا يمكننا توقع ردود أفعاله، وعلى الأكثر تتكون هذه الشخصية نتيجة اليأس والإحباط من الحياة. والسادي الإجرامي المستبد، وهو أخطر أنواع السادية، كونه يلجأ إلى أساليب ممنهجة لتعذيب الآخرين.
وهناك السادي المسيطر، وهو الشخص، الذي يتبوأ مناصب إدارية في الجيش أو أي منصب سلطوي، كمشرفي السجون وغيرهم. فيمارسون ساديتهم ضمن القوانين والأنظمة السائدة بتعذيب الآخرين.
وهنالك السادي الضعيف ويكون تصرفه جباناً.
إن الخطر الكبير يكمن في أناس وشخصيات يتصفون بجميع هذه المواصفات
آنفة الذكر، عندما يتسلمون السلطة، كما حدث في العراق، حين تولى حكم البلاد، منذ سنة ٢٠٠٣ وحتى هذا اليوم أناس (ساديون) من نوع خاص لا مثيل لهم، عبر التأريخ فهم يتلذذون بقتل الشعب وإذلاله وتجويعه وتحطيم تراثه وقيمه الاجتماعية وإفقاره، متفننين في قتل الشعب، وتعذيب شرفاء البلد، مانعين عن الشعب أبسط وسائل العيش كالماء والكهرباء والغذاء والدواء، شاعرين باللذة عندما يفعلون ذلك، فهم يعدون ذلك نوعاً من التسلية والمتعة، خصوصاً إذا رأوا بأعينهم المعاناة النفسية والجسدية للغير. وهؤلاء يأخذهم الهوس بالعنف،
باستخدام الأدوات الحادة والأسلحة واستخدام أساليب التعذيب المختلفة، والتي تحط من كرامة الإنسان.
من أنواع السادية أيضاً، السادية الجنسية، والماسوشيه.
أما مستوطنو المنطقة الخضراء ومليشياتهم وعصاباتهم فيمكن أن نطلق عليهم وصف السادية المليشياوية، التي تتلذذ بقتل الشعوب وتدمير حضاراتها، فقد رأيناهم كيف يرقصون على جثث قتلاهم، ويمثلون بالجثث. شاهدناهم كيف يحرقون الزرع، ويجتثون الوطنيين من أبناء شعبنا، ويقطعون أرزاق الناس، ويلوثون المياه ويقطعونها عن الشعب، وكيف يسرقون قوت الشعب وثرواته حتى يجوع الشعب ويموت، ويمنعون الدواء
ويدمرون المدارس والمستشفيات
والطرق والجسور، وينتهكون المحرمات، ويخربون مدناً بكاملها
ويهدمونها فوق رؤوس أهاليها وهم أحياء، يفعلون ذلك كله وهم
يرقصون فرحاً والتهاجاً. وهذا كله فعلوه بشعب العراق. إرضاءً لنزواتهم القذرة، فهم مرضى وحمقى.
مثل هذه السادية غير مطروقة، وقد شهدناها في لبنان واليمن وسوريا. إنها سادية لم يتطرق إليها الباحثون من المفكر ساد وبعده فرويد إلى آخر عالم حي في زماننا هذا.
إنها سادية ضد الشعوب.
886