
زيارة السوداني الى نيويورك ورغم تطبيل المرتزقة حوله من نجاحها الباهر كانت فاشلة بامتياز بحيث لا العراق استفاد منها ولا هو برز فيها كشخصية دولية تحكم دولة اسمها العراق. اللقائين التوأمين بينه وبين وزيري الخارجية والخزانة الامريكيين كانا تأكيد من امريكا لجديتهم في تنفيذ ما طلب منه في قضيتي انهاء المليشيات وعدم قبولهم بالقوات المسلحة والامنية وغسل الاموال الذي لحد لحظة اللقاء مع وزير الخزانة لم يدرك عتاكة العراق حجم الاصرار الدولي على التزام العراق بالاتفاقيات الدولية.
الامريكان والغرب بالذات محتارين من الغباء والبلاهة التي يتمتع بها سياسي الخضراء وفي حيرة في كيفية التعامل معهم. السفيرة تمثل الخارجية ومساعدة وزير الخزانة تمثل المالية (الخزانة) وكلاهما يتكلمون مع العتاكة عبر التلفون او وجهاً لوجه محملين برسائل واضحة وحتى الشخص البسيط في شوارع بغداد يعرفها وهي وكما نشرت مراراً: نظف قواتك الامنية من الطابور الخامس وحل المليشيات وحصر السلاح بيد الدولة والسيطرة الكاملة على الدولار ومنع تسربه الى ايران “الحبيبة على قلب خونة بغداد” والا نحن سنستمر بحصار الدولار وتصفية قيادة المليشيات ( المرتزقة الايرانيين).
لقاء السوداني مع الوزيرين الامريكان فقط للصور التذكارية وألا الحاجة لهم معدومة، حتى يقال ان وزير الخزانة من دخوله الاجتماع حتى خروجه لم يتكلم اكثر من جملة واحدة وهي نتمنى التزامكم بما تعهدوا به مع مساعدتنا السيدة روزنبرغ التي قامت بزيارتكم في بغداد مؤخراً.
طبعاً انا هنا ورغم هجومي الواضح على زيارة السوداني وتحميله فشل الزيارة، ولكن حقيقة الامر هي ان الدائرة المحيطة به والمختصة بهكذا برامج له يتحملون هذا الفشل اكثر منه لانهم اما جهلة وعتاكة او يشتغلون عملاء لاعضاء اخرين من الاطار اعداء للسوداني او بشكل مباشر يعملون للحبيبة الجارة الشرقية ايران الملالي وتريد تسقيطه لاحساسهم انه يعود في بعض الاوقات لبعثيته الوطنية. الدائرة المحيطة يعرفون جيداً انه قادم الى نيويورك من فترة طويلة جداً لحضور مؤتمر الرؤوساء في نيويورك وكان عليهم التواصل مع العراقيين الامريكان لان سفارتهم في واشنطن ونيويورك ملتهين في خدمة مصالح الجارة ايران اكثر من العراق. كان عليهم ان يتخطوا حدود الحقد ويتصلوا حتى باعدائهم السياسين لتحقيق لقائات مهمة ومجدية وذات فعالية للعراق. هنا احب ان اذكر قصة حقيقية وللتاريخ وكل شخوصها احياء: وصل الى واشنطن سليم الجبوري رئيس البرلمان في عام ٢٠١٤ وكانت السفارة قد عجزت عن تحقيق الزيارة له مع السنت والبرلمان وكان في حينه يرافقه السيد هيثم شغاتي مستشاره في حينه والتي تربطني به معرفة، وهيثم انسان عملي فاقنع الجبوري ونوري المالكي الذي كان قد ترك المنصب لتوه للعبادي ان يتصلوا بي رغم كوني عدوا سياسي لهم ورغم اتهامي أنا للمالكي بأقناعي للذهاب للنزاهة والدفاع عن نفسي وعند وصولي تم احتجازي والمالكي لم يقف معي رغم ارسالي لهم. انا اعتبر عدو سياسي وناقد قوي لنحراف نظام ما بعد ٢٠٠٣ من حكومة ليبرالية علمانية شاملة الى نظام ديني جاهل مريض حاقد وتابع لايران الملالي. المهم السيد شغاتي قام بالاتصال معي في الصباح من واشنطن واخبرني بالحيرة الذي هم فيها حيث لا يوجد من يريد مقابلتهم ولا السفارة قادرة ان تحرك اي جهة لاستقبالهم وطلب النجدة مني اذا امكن، اجابتي ساعمل ما استطيع وهذه للعراق لان الجبوري يمثل العراق اليوم في واشنطن واهانته اهانة لنا جميعاً. على اثرها تحركت واتصلت بأصدقائي سنتور كولمن من مينسوتا وبمكين من اريزونا وكراهام من جنوب كارولينا وفي خلال ساعتين تم اللقاء بهم في السنت وبعدها تفضل كراهام والمرحوم مكين لاصطحابه الى الكونجرس واللقاء مع السيدة بيلوسي رئيسة الكونجرس في حينها والتي بدورها رافقتهم لمبنى الكونجرس وجمعت اعضائه واذا بجمع كبير يلتقي به ويتحاور معه عن ما سيقوم به خلال الاربع سنوات القادمة مع وجود داعش في ثلث العراق في ذلك الوقت. هذا يسمى ذكاء من احد مستشاريه ليفكر خارج محيطه لانقاذ مسؤوله من فشل وخيبة امل سياسية كبيرة خارجية وداخلية. وهنا للتاريخ اذكر ان المالكي اتصل بي وشكرني على ما عملته ولكنه لم يعرض اي مساعدة لحل مشكلتي المزورة مع القضاء لان الامر ليس بيده كما يبدوا بل الامر في قم الحاكم الفعلي للعراق. لو اتصل بي مستشاري السوداني لعملت نفس الشيء وحققنا له لقائات مهمة مع شخصيات اكثر اهمية وممكن نائبة الرئيس او الرئيس اذا صحته تسمح. نحن في الحراك العراقي نعمل من اجل العراق وسيادته وقوته ومنعته ولا نتصرف كاطفال نتصارع على الحلوى بل نعمل لحماية الوطن اولاً من الغرباء ونصونه بكل ما نملك من قوة وبعدها الاجدر والاذكى والمخلص فينا له الحق بالجزء الذي يستحقه في ادارة الوطن. الصراع من اجل ادارة الوطن مشرع عبر التاريخ والانتصار دائماً مع الحق والقانون.
انسحاب مليشيات ايران المتوقع قريباً من المناطق الغربية معناه دخول قوات اخرى بديلة والمفروض ان تكون قوات متنوعة امريكية بريطانية ودول اخرى حليفة ولكن المؤشرات تقول ان إيران وتحت هذا الضغط الامريكي الهائل ستدخل داعش من حدودها ضد سكان المناطق الغربية وذلك لخلط الاوراق وجعل القوات الامريكية في حالة من الفوضى وردود الافعال. ابلغنا الادارة الامريكية بنية ايران وشرحنا لهم ان لا وجود لداعش في مناطقنا الغربية بل ان معسكراتهم واهلهم وحبايبهم في حماية ولي الا فقيه المجرم خامنئي وعليهم الحذر من هذا الشيطان المخرب والمفرق لدولنا ولاهلنا باسم الدين البريء منه ومن امثاله، لانه عازم على ادخالهم في مناطقنا، وفي نفس الوقت الحذر الحذر لاهلنا في المناطق الغربية من هذه الشلة الضالة التابعة لخامنئي وتدعي انها ضد مذهبه. حاربوهم اذا دخلوا ولا ترحموا منهم احد واذا دخلت معهم كلاب الحشد فالقتال اصبح واجب وطني للدفاع عن كل شبر ضد اعدائنا من داعش وحشد وحرس لا ثوري ايراني.
المشاركة في احتجاجات ١ / ١٠ / ٢٠٢٣ والذي دعت اليها كل القوى الوطنية هي لاسقاط هذا النظام المتهرئ وتحقيق العدالة والسيادة للوطن. وعليه ندعوا الشعب العراقي بكل اطيافه وتوجهاته السياسية الاشتراك في هذه التظاهرات العملاقة لتحقيق الحق وتقديم المجرمين الذي قتلوا وجرحوا عشرات الالاف من ثوار تشرين ٢٠١٩ ومجرمي سبايكر والرزازة والصقلاوية وجرف الصخر للمحاكم لينالوا جزائهم العادل. مشاركتكم مهمة جداً في هذه الايام لان مجلس الامن والدول الكبرى تريد التغير في العراق بعد الفشل الذي حصل فيه خلال العشرين عام الذي مضت ومشاركتكم هو التصويت الشعبي على احقية التغير وتذكروا دائماً انكم انتم الذين تغيرون بعد الله طبعاً وان العالم يساعدكم فتوكلوا عليه وتذكروا ان الله دائماً معنا.