وانا اقف امام الكاميرا في بث حي على الهواء مباشرة لطالما تعرضت في برنامجي التلفزيوني الذي كنت اقدمه الى مواقف صعبة سببها تعليقات محرجة ترد من بعض المتصلين بالبرنامج ، الا ان ابرز المواقف هي تلك التي كان يُشتَمَ ويسًب فيها سياسيون وشخصيات اخرى من بينهم رجل الدين المرجع علي السيستاني .
ولما كانت سياسة البرنامج تقوم على خطاب وطني وسطي يبتعد عن اي تناول طائفي ، كنت ارفض لحظتها من يتعرض للسيستاني او لغيره من الرموز الدينية الذين يتبعهم جمهور ومن اي مذهب كانوا ، ولذلك كنت اطلب من مخرج البرنامج بأيماءة مني ان يأمر بقطع الاتصال لوقف التهجم الذي يمكن ان يجرح عواطف فئة من المشاهدين ويخدش مشاعرهم ..
في الاونة الاخيرة بدأت تتسرب معلومات وتنشر اخبار هنا وهناك مرفقة بالصور تشير الى ان السيستاني منح مبالغ طائلة تم بموجبها بناء مستشفيات ومدارس وابنية اخرى تقدم خدماتها للايرانيين في المدن الايرانية وليس في العراق ، بل ان لاعلاقة لها بالعراقيين اطلاقا .. ومن دون شك فأن صور تلك الابنية الضخمة والمستشفيات تثير الحفيظة الى حد الانزعاج لاسباب عدة اهمها ان المرجع السيستاني لم يأبه او يراعي مشاعر العراقيين الذين يحيطونه بهالة من الاحترام والقدسية فيقوم هو بتقديم خدمات تصل كلفتها الى ملايين الدولارات لاناس غيرهم بينما هم احوج مايكونوا لها وذلك اولا ، اما اذا ماعرفنا ان اصول تلك الاموال مدفوعة من خمس مايملكه العراقيون ومن عرق جبينهم فتلك مصيبة ادهى وامرً !
في هذه اللحظة عرفت وادركت سر الفيديو الذي نقل لنا تلك النقمة والغضب الشعبي الذي طال ممثل السيستاني عبد المهدي الكربلائي حينما ضرب الناس باحذيتهم صورة تجسيدية لشخص الكربلائي ورموها بكل انواع مخلفات القمامة ، وقبل ذلك حينما قوطعت خطبته باصوات الحاضرين التي تعالت احتجاجا عليه ، مما اضطر رجال الامن الى التدخل واخراج اولئك المعترضين عليه من فناء المسجد .
هذه الصور التعبيرية التي واجهت الخطيب الكربلائي لايمكن عدها انها تقصده او تعني شخصه تحديدا فما هو الا ممثل عن المرجع السيستاني ، بقدر مايمكن عدها احتجاجا واضحا موجها لشخص السيستاني ذاته لاسباب كثيرة ابرزها الجوع الذي لايرحم والظلم الذي لم يعد يطاق .. فأذا كانت بقايا من قدسيته مازالت تقف حائلا بين افصاح الناس عن غضبهم عليه ، فليس من الشك القول ان الايام كفيلة بالتمرد على هذا السلطان الديني الذي التزموا بتقليده طيلة سنوات ..