الحرس الثوري يتمرد على خامنئي

يبدو واضحا ان التصريحات التي ادلى بها خامنئي قبل حوالي شهر وكان مفادها ان (لاحرب ولاتفاوض) قد باتت الان في مهب الريح بسبب تمادي الحرس الثوري الايراني وتعدد اعتداءاته ، بما يفسر انه قد بات خارج ارادة مرشدهم الاعلى ورغبته بعدم تصعيد الموقف في المنطقة منعا لوقوع مواجهة عسكرية مع واشنطن ..

وهنا برزت بقوة جدلية (اما المواجهة .. او الحوار) التي وضعت على الطاولة امام خامنئي ، ومن هنا ايضا جاءت مقولته (لاحرب .. ولاتفاوض) في محاولة منه لمسك العصا من الوسط دون ان يغلب موقف طرف على اخر ، اي بمعنى انه قال للمتشددين لانريد الحرب وفي نفس الوقت قال للمعتدلين اننا لا نتفاوض وهو بذلك اراد ان لايتبنى موقفا يميل لاي من الطرفين ، بقدر ما اراد ان يكون هو القائد وهو من يقرر وكلمته هي العليا  !

ففي اكثر من مقال تحدثنا سابقا عن صراع خفي يدور داخل المؤسسة الايرانية بين المتشددين الذين يمثلهم الحرس الثوري وبين جناح الاعتدال (الرئيس ووزير الخارجية ) الذين لايريدون تصعيد الموقف ويؤمنون بالحوار مع الامريكان والغرب لحل الازمة الحالية .

وتشير بعض المعلومات المتسربة الى ان الحرس الثوري الايراني قد اصدر التعليمات الى وكلاء واتباع له في المنطقة ـ بدون الرجوع الى خامنئي وبدون علمه ـ  تقضي بتنفيذ هجمات على السفن والناقلات البحرية واهداف اخرى ، وهو ماشهدناه في تفجيرات السفن التجارية في ميناء الفجيرة الاماراتي ومن ثم ماتعرضت له ناقلتي النفط  في بحر عمان قبل اسبوع ، وبطبيعة الحال نالت السعودية قسطا من هذه الاعتداءات منها قيام طائرات مسيرة انطلقت من الاراضي العراقية واستهدفت محطات ضخ نفطية وكذلك الصواريخ التي تم اطلاقها على مطار ابها ..

ويتضح ان تصورات بعض الصقور في قيادات الحرس الثوري تبالغ في تقديرات قدرته بتحقيق هزيمة للامريكان في هذه المواجهة ، وذلك مايعني ان اسقاط الطائرة الامريكية وهي خارج الاجواء الايرانية هو تصعيد جديد تم تنفيذه من قبل الحرس الثوري الذي صرح قائده (حسين سلامي) بعدها بانها طائرة تجسس .

اما الان وبعد عصيان الحرس الثوري وقيامه بتنفيذ سلسلة من العمليات مباشرة او عبر وكلاءه في المنطقة ، فأن ذلك يؤكد ان الامور قد فلتت من يد خامنئي وليس امامه الا ان ينصاع لرغبة المتشددين حتى ولو اعلاميا لكي تظهر ايران بأنها موحدة ومتكاتفة تحت عباءة المرشد وفي ظل قيادته ، لمنع صورة التصارع والاختلاف من الظهور .

فهل بلعت ايران طعم الطائرة الامريكية المسيرة الذي قدمته واشنطن للحرس الثوري ؟

ان غدا لناظره قريب ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى