العالم الرقمي كما نعيشه؟

استحوذت ثورة الاتصالات وما احدثته من تغيرات على مديات التفاعل والحوار بين الجمهور التي اخترقت وازاحت الجدران والقيود التي كانت تحول دون الاتصال المباشر بين مستخدميها وهذا الاختراق الرقمي استحوث على اهتمام الباحثين والمهتمين بمسارالعلاقة الرقمية الجديدة التي حولت العالم الى قرية صغيرة قربت المسافات بين الناس من دون رقيب ولا حتى أي حاجز يحول دون تحقيق الاتصال المباشر

وتسخر مكتبات العالم بمئات الكتب والبحوث التي تحاول قراءة المشهد الإعلامي الجديد الذي بدأ يتشكل بعيد اعن محددات الاعلام التقليدي وانعكاسه على سلوك الانسان وحاجاته سلبا او ايجابا

مقالات ذات صلة

ولعل سلسلة الكتب التي الفها الأستاذ الدكتور عبد الرزاق الدليمي أستاذ الاعلام المعاصر في جامعة البتراء الأردنية تندرج في اطار هذا الاهتمام لاضاءة المشهد الإعلامي الجديد أمام الجمهور

والدليمي حاول من خلال /16/ مؤلفا متخصصا ان يضع القارئ في صورة العالم الرقمي الجديد ومدياته وانعكاسه على سلوك الانسان

وتطلعاته الحياتية

ان المتتبع لسلسلة إصدارات الدليمي يستطيع القول انها حصيلة وعيه السياسي المبكر وتجربته الاكاديمية التي تمتد لاكثر من ثلاثة عقود وظفها في ميادين الاعلام والصحافة والاتصال وتقنياته الجديدة مسلطا الضوء على الدعاية في القرن الحادي والعشرين المصحوبة بالتضليل الإعلامي لتبرير غزو العراق واحتلاله ومايجري في فلسطين من قمع شعبها المطالب بحقوقه المشروعة وهو يواجه الة القمع الإسرائيلية

ويوضح المؤلف في احد كتبه مفهوم العملية الاتصالية الاجتماعية من المنظور السلوكي عبر شبكات الاتصال المركزية وكيفية علاج مشاكل وعوائق الاتصال والحوار

كما يقدم المؤلف في احدث كتبه/ الاعلام وشبكات التواصل الاجتماعي/ تقييما لاستخدام مواقع التواصل ومعرفة جوانب القصور وإمكانية تلافيها بين الجمهور والتواصل الاجتماعي منبها الى مخاطر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مفرط وغير مسؤول من قبل البعض الذي عزاه الى الاستقطاب السياسي والاستقطاب الطائفي ونشر الأكاذيب وإشاعة الفتن والترويج لخطاب الكراهية والإرهاب

وعن مخاطر الاستخدام السياسي في مجتمع الانترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي يوضح المؤلف ان الثورة الرقمية المصاحبة لهذا الاستخدام ستتقاطع مع تطلعات و حاجات الجمهور وتكريس التكنلوجية الجديدة كاداة للتعبير عن أماله في السلم الاجتماعي والعيش المشترك

لقد بات واضحا ان أدوات ووسائل الاعلام الجديد اعادت تشكيل الساحة الإعلامية التي يرى فيها المؤلف انها غيرت قواعد اللعبة مع تبدل أدوار الاعبين واوجدت أرضية قائمة على اتاحة مساحة للتعبير والحوار المتبادل والمشاركة بالراي وساهمت في ايجاد منصات لتشكيل الفضاء الإعلامي الجديد العابر لحارس البوابة كرقيب في وسائل الاعلام التقليدية

ان سلسة كتب المؤلف وتنوعها تعكس ادراكه لحجم المتغيرات على الساحة الإعلامية وقواعد الاشتباك بين منصاتها الامر الذي حاول من خلالها ان يرصد تحولاتها الكبيرة وانعكاسها على مجمل الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية وحتى الأمنية منها ليضعها امام الرأي العام

ان العالم الرقمي بمفهومه الحديث هو ومضة في ظلام التخلف حيث اصبح التواصل في فضاءه شديد التاثير رغم ان نهايات العملية التواصلية تتسع في افق هذا العالم والمنفتحة على جميع الاحتمالات

احمد صبري

a_ahmed213@yahoo.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى