العجب العجاب

شوان زنكنة - خبير سياسي

مِن دونِ خلق الله، يَنبري النظامُ الإيراني، وربيبتُه، حكومةُ السوداني الايرانية للعظم، للدفاع عن القرآن!!!.

اقتحامُ سفارةٍ، وطردُ سفيرٍ، وقطعُ علاقاتٍ اقتصاديةٍ، ناهيك عن المظاهرات والتنديد والتهديد، وكل ذلك في بغداد، وفي بغداد فقط. عجيب!!!

كل هذا يحدث، في بغداد، لأن صعلوكا حرق القرآن.. قبح الله وجهه.
كل ذلك يحدث في العراق، من اجل سفيه حرق القران.. ذلك العراق الذي تمّ فيه حرق القرآن، وهدم المساجد، وقتل السكان وتهجيرهم، والتعدّي على الحرمات والكرامات والمقدرات، من قبل أولئك الذين يتصدّرون الخليقةَ في دفاعهم عن القران الذي حرقوه آلاف المرات، وداسوا على المقدسات والكرامات، هم وكلابهم المسعورة.

سفيهٌ استخدمتْه المخابرات السويدية للضغط على تركيا والحصول على موافقتها لدخول السويد إلى الناتو، فاستغلّ النظام الايراني هذا الحدث، ليضغط على السويد لتصفية حسابات أمنية وتجسسية بينهما، فانبرى للدفاع عن القرآن، وتحريك الوكلاء واحراج السويد امام الرأي العام الإسلامي، في حين، هو يمارس أتعس من هذا الفعل اللعين أضعافا مضاعفة، ويوميا.

كان الحدث محصورا بين السويد وتركيا، ثم قَبلتْ تركيا دخولَ السويد للناتو، بعد ان وعدتها بمحاربة الارهاب وعدم تكرار الإساءة للإسلام.. وها هي كرّرت الإساءة، في ظلّ سكوت تركيا، وصخب، وصياح وعويل النظام الايراني، الذي أقحم نفسه في هذه المعمعة، لتحقيق مكاسب أمنية وسياسية، وقد كتبتُ في حينه أن السويد سوف لن تلتزم، ولن تسلّم ارهابيا واحدا لتركيا، وستكرّر فعلتها السفيهة، وها هي قد كرّرت!

سوف يخرج النظام الإيراني من هذه العملية *كرابح وحيد* ، ويخرج الشعب العراقي *كخاسر أساسي* فيها.
أ ليس كل ذلك عَجبا، عُجابا؟!

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى