العلمانية في فكر البعث

جندت قوى الشر ، كل امكانياتها المادية والإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي ، لتوجيه سهامها على حزب البعث العربي الاشتراكي والعمل على شيطنته وتشويه فكره النير .. الفكر الذي تمكن أن يقف أمام التحديات الكبيرة التي تواجه امتنا العربية ، ويقف بالضد من جميع الأفكار الهدامة والمستوردة التي لا تنسجم أبدا مع واقع الامة ، ويريدون فرضها علينا.
والماسونية العالمية وأدواتها التي تعتمد عليها في إنجاز مثل هكذا مهمات ، ومن هذه الأدوات ، احزاب الاسلام السياسي ( الشيعية والسنية ) والتي تعمل ليل نهار ، مستغلة الدين لتشويه سمعة البعث عمليا وفكريا.
ولهذه الأسباب ، وجدنا ان نقوم بتوضيح بعض المفاهيم الفكرية التي يتبناها البعث ، ومنذ بداياته ،والتي تم تشويهها وتحريفها من قبل قوى الشر والظلام في حملاتها المتواصلة ، وحتى يطّلع عليها الجيل الجديد من الامة العربية ، كمفهوم (الانقلابية ومعنى الرسالة الخالدة ومفهوم العلمانية … )
إن احزاب الإسلام السياسي اعتبروا العلمانية واينما ترد فهي دعوة الى الإلحاد ، حتى ينصرف الشباب العربي عن فكر البعث ، كوّن فكر البعث يهدد الذين يستغلون الدين لأغراض ومصالح ذاتية وفئوية وحزبية. وهذه الأحزاب ساوت بين مفهوم العلمانية في فكر البعث وبين مفهومها في التفكير الغربي ، وكانت تقصد من وراء ذلك ، تشويه نظرة البعث للعلمانية.
بينما الحقيقة التي لا شك فيها ، عندما نرجع الى المنطلقات النظرية للبعث في بداية التأسيس ، نجد إن علمانية البعث هي مجرد منع استغلال الدين لأغراض سياسية. كما أن حزب البعث أكد منذ البداية على (الرابطة القومية) بدلا من الرابطة الدينية ، كون الرابطة القومية هي الوحيدة التي تكفل الانسجام والانصهار بين المواطنين في بوتقة واحدة ، بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية والمذهبية والطائفية والقبلية والعرقية وغيرها. . وهذا يعني منع رجال الدين من التدخل في السياسة ، لأن رجل الدين عليه أن يلعب دور المرشد الروحي وينقل جوهر الاسلام وروحه الى المجتمع
فالعلمانية عند البعث تعني تعدد الخيارات الدينية من جهة وتوحيد مفاهيم الحقوق والواجبات السياسية من جهة ثانية. فهي بذلك تفصل بين الممارسات والطقوس الدينية والممارسات السياسية… وهي بذلك ترفض معاملة المواطن من خلال أنتمائه لطائفة معينة أو دين معين ، وخير دليل على ذلك هو تجربة البعث الرائدة في العراق ، التي أهتم البعث أبان حكمه في العراق ، بالإسلام وبقية الديانات الاخرى ورعاها ودعمها دون استثناء وعلى احسن وجه ، وتعامل مع الشعب العراقي وبمختلف مكوناته على أساس المواطنة والمساواة أمام القانون.
وكما أكد ذلك الرفيق المرحوم الشهيد أمين عام الحزب عزة ابراهيم الدوري في خطابه يوم السابع من نيسان عام ٢٠١٨ في ذكرى تأسيس الحزب حيث قال
( حزبنا حزب علماني تقدمي نهضوي تحرري مؤمن بالله ، وهو يرفض أقتحام الدين في السياسة رفضا مطلقا لأسباب موضوعية وتأريخية وحضارية ).
هذه هي العلمانية التي يدعوا اليها البعث ، فهي علمانية مؤمنة تماما ، ونحن نرفض الإلحاد من خلال تبنينا للعلمانية. ..
فالعلمانية البعثية هي جسد عروبي بروح إسلامية ، كون الاسلام هو أحد مكونات القومية الاساسية في الامة العربية.إن نظرة البعث الى الاسلام ، بأعتباره روح حية بجسد الامة العربية .. كما حدد البعث هذه العلاقة بين العروبة والإسلام ، واعتبرها بمثابة الروح والجسد لايمكن فصلهما عن الاخر على الاطلاق. فالاسلام هو روحنا وقيمنا العليا وهو ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا ، ( فهو نحن ، ونحن حملته الى يوم الدين ) ، فلا يمكن لنا أن نتصور ، أي أنسان مسلم لا يتكلم اللغة العربية أن يدعي تمثيله للإسلام ، وأن يتبعه المسلمون ..!!! فالمسلم الغير عربي بأمكانه أن يتخلى عن إسلامه دون أن يخسر شيئا ، ولكن المسلم العربي إذا تخلى عن إسلامه بالتأكيد سيفقد روحه ويفقد كل شيء.
فليعلم الجميع ، وبالأخص قوى الظلام والشر ومشوهي الاسلام الحقيقي ، إن البعث يتقاطع أصلا ويرفض الجدلية المادية التي لاتعترف بوجود الدين ، ويتقاطع ايضا مع الفكر الليبرالي الغربي الذي عزل الدين عن أمور الدنيا كلها ، أي الفصل الكامل بين الدين والمجتمع .. إذن هذه هي علمانية البعث التي ندعوا لها ، وليست العلمانية الجدلية المادية الكافرة ، ولا علمانية الغرب الذي عزل الحياة كلها عن الدين !!!
فعلمانيتنا مؤمنة وضد الإلحاد وضد المشعوذين والمتخلفين والدجالين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى