تعيش البشرية اليوم وسط حزمة كبيرة من الاكاذيب ، والخداع ، والمراوغة ، والتمويه ، بحيث أصبحنا نشعر أن الدنيا ممتلئة بالكذب .. وكل شيء من حولنا عبارة عن كذب ، ومن كثرة الاكاذيب والافراط بها صار الكذب يشبه الحقيقة.
فالكذب هو القول المخالف لحقيقة الامر الواقع ، ويكون إما بتزييف الحقائق جزئيا أو كليا ، وهو خلاف الصدق ، (وهو الأخبار بما يخالف الضمير) .. وكم يقول الفيلسوف فردريك نيتشة ( ما من أحد يرتكب الكذب ، إلا اذا تكلم ضد ضميره )…
ويستخدم الكذب على البشر من أجل الحصول على منفعة اقتصادية او اجتماعية او سياسية ،
فالصهيونية العالمية تمكنت من الهيمنة على العالم كله وأصبحت تتحكم في مقدراته ، مستخدمة بذلك كل ماهو متاح لديها من وسائل مالية واعلامية ومعلوماتية وعسكرية. ومن اخطر تلك الوسائل الإعلامية منها ، المسموعة والمرئية والمقروءة
وشبكات الإنترنيت التي بدأت تغزو
كل بيت في العالم. ومن خلال الهيمنة على رأس المال ووسائل الاعلام ، تمكنت الصهيونية العالمية من التأثير على الرأي العام العالمي من خلال استخدام أساليب متنوعة من الكذب والخداع والتضليل ، ومن خلال ذلك استطاعت هذه القوى الغاشمة من خلط الأوراق على الجميع وشوهت الحقائق وخلطت الأوراق والالوان بحيث اصبح من الصعب فرز ما هو حق وما هو باطل ، وما هو مزيف وما هو حقيقي ، حتى وصل الامر بِنَا ، أنه من الصعب التمييز بين أللون الأبيض من أللون الأسود ، وهذا إذا علمنا أن مستوى الوعي الجمعي في الكون متفاوت بحكم عوامل عديدة سياسية واجتماعية واقتصادية ، مما وفر الارضيّة الخصبة لتمرير أكاذيب وتضليل العالم .. وكل ذلك من أجل تحقيق الأهداف الصهيونية المتمثّلة بالهيمنة على العالم.إن الصهيونية العالمية كانت ومنذ زمن بعيد قد خططت وبشكل لا لَبْس فيه للهيمنة على العالم ، من خلال الهيمنة على رأس المال والإعلام وانظمة المعلوماتية في العام ، وأنفقت مليارات الدولارات
من اجل تحقيق ذلك ، واعتمدت بسياساتها الميكافيلية ، كل ما هو متاح لديها من قدرات مادية وبشرية لتحقيق اهدافها ، ومن اهم هذه الوسائل زرع الفتن والكذب واستخدام التضليل والتمويه والخداع والمراوغة للوصول الى ما تربو اليه.
وما جاء في بروتوكولات حكماء صهيون يؤكد ما ذهبنا اليه حيث يقول الدكتور أوسكار ليفي ( نحن اليهود لسنا شيئا ، إلا مفسدي العالم ومدمريه ومحركي الفتن فيه وجلاديه ) . هكذا هم يقولون ، وأمريكا تنفذ مطالبهم ، إذن هم مفسدو العالم وجلاديه ويزرعون الفتن بين الشعوب والامم ويقتلون ، ويذبحون كما يشاؤون ويدمرون اقتصاديات البلدان ويحتلون البلدان .. ويكذبون على الجميع ، ولا يبالون لكلمة الحق ولا يعترفون بالحقيقة ، ويستخدمون وسائل الاعلام لتشويه سمعة القادة الكبار الذين يقفون بالضد من سياساتهم ، كما فعلوا مع مصدق عام ١٩٥٢ في ايران. جمال عبد الناصر ، وجيفارا ، وسلفادور الليندي ، وكاسترو ، والشهيد البطل صدام حسين .. وغيرهم .. مستخدمين جميع الوسائل المتاحة لتشويه سمعة القادة الذين يقفون بالضد منهم … والخطير في الامر ان منهجية التضليل والكذب وتأثيرها
على قلب المفاهيم والقيم لدى الرأي العام العالمي والمحلي لهذه الدول .. واختراق منظومة المفاهيم والقيم الثورية المعادية للمنظومة الصهيونية والرأسمالية الإمبريالية .. ويتم ذلك وفق منهجية معدة بأحكام ، والتي منها فلسفة غوبلز بالإعلام التي مفادها
( اكذب .. اكذب .. حتى يصدقك الناس ) . مستغلين بذلك ما يملكونه من سيطرة شبه تامة على وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، لتبرير أعمالهم الشريرة والخبيثة وبث السموم والاكاذيب والتضليل حتى يصلالامر بشعوب هذه الدول ان تشكك بقادتها الوطنيين وبمعتقداتها وعاداتها وتقاليدها ووقوعها بتناقضات لا حصر لها حتى التناقض مع ذاتها. وتصل في بعض الأحيان ان تكفر هذه الشعوب بكل شيء من حولها حتى بدياناتها المخلدة… ان مثل هذه السياسات الخطيرة وإللااخلاقية تُمارس ضد شعوب العالم الثالث وحتى في أوربا وبقية دول العالم..
مستمدة عمقها الفكري من بروتوكولات حكماء صهيون …
إن سياسة جعل الأمور غير واضحة
وضبابية أمام شعوب العالم ، هي سياسة مقصودة حتى لا تتمكن هذه الشعوب من معرفة الحقيقة ، وتبقى في حيرة من امرها ، ولا تتمكن من التمييز بين الكذب والصدق بين الخداع والتضليل وبين الحقيقة ، كما حدث فعلا بالنسبة لجائحة كورونا
وكيف تم التعامل معها وكيف تم استغلال هذه الجائحة ابشع استغلال ، اقتصاديا وصحيا وسياسيا. وكما حدث ايضا مع العراق ، وكيف تمكنت الماكنة الإعلامية من تسويق الاكاذيب وخداع وتضليل شعوب العالم ، لتبرير غزو واحتلال العراق وتدميره.. كما سوغوا اكبر كذبة من اجل احتلال أفغانستان عندما اتهموها بموضوع تدمير برجي مركز التجارة العالمي ، هذه العملية التي لا يملك اي تنظيم او مجموعة او حتى دول عديدة إمكانية القيام بتنفيذها ، إلا من يمتلك وسائل تقنية عالية المستوى ، والتي تمتلكها كل من امريكا والكيان الصهيوني.
فهؤلاء القوم مستعدون نفسيا ان يدمروا جزء من بنيانهم ولا يبالون بقتل جزء من شعبهم على حساب تحقيق اهدافهم في الهيمنة على العالم.
اما اكبر كذبة تعيشها شعوب العالم على الاطلاق هي الديمقراطية وحقوق الانسان … فلا وجود للديمقراطية الحقيقية ، بل تؤكد جميع الاحداث بوجود دكتاتورية راس المال ، واستمرار استغلال الانسان لاخيه الانسان ، ولا وجود لحقوق الانسان التي تنتهك يوميا في جميع أنحاء العالم ، وباسم الديمقراطية وحقوق الانسان ، تحتل بلدان وتدمر ، وتجوع الشعوب المغلوب على امرها. وأوضح مثال على ذلك ما يحدث اليوم في سوريا ولبنان واليمن ، وعلى وجه الخصوص في العراق المحتل من قبل امريكا وإيران ومن ورائهم الكيان الصهيوني ، من انتهاك صارخ لحقوق الانسان ، بحيث يقتل الانسان العراقي يوميا وبمرأى من القوات الامريكية والمليشيات الإيرانية ، فضلا عن الديمقراطية المزيفة التي جلبتها امريكا معها. ونصبت عملائها على حكم العراق ، وهم عبارة عن حفنة نتنة من الكذابين والنصابين والسراق والمخادعين والمنحطين ، والذين سرقوا البلد ودمروا النسيج العقائدي والاجتماعي للشعب العراقي. ونشروا الموبقات في البلاد ، وأصبح الكذب منتشرا في كل مكان ، وأصبح ظاهرة عامة تُمارس بشكل صريح ومباشر ، وأصبح الكذب في العراق ليس استثناء ، بل أصبحت الحقيقة والصدق هو الاستثناء .. ولكون الطبقة السياسية اعتنقت الكذب دينا لهم ، فيتهمون الصادقين بالإلحاد ، المنحطون يحتاجون الى الكذب ، كونه يمثل احدى شروط بقائهم .. وأصبح في العراق ، في زمن الخداع والكذب ، يكون قول الحقيقة عملا شجاعا ..
وأصبح للكذب في العراق آثارا سلبية على الفرد والمجتمع ، فالفرد عندما يكذب بلا شك يسيء لنفسه من ناحية إيمانه ، حيث ان المؤمن لا يكذب ، ونظرة الناس اليه سلبية وسيفقدون الثقة فيه وسيتجنبون التعامل معه… اما آثاره على المجتمع ستكون فوضوية ، فالمجتمع الذي يكون الكذب فيه عادة وخلق ، مجتمع لا يستطيع النهوض والرقي والتقدم .
لان الكذب يرادف الفوضى وانعدام النظام ، كما يسبب مشاكل اجتماعية كثيرة .. وكما نعيشه اليوم في العراق.. فالكذب لا يخفي الحقيقة بل يؤجل انكشافها … ونحن العرب نقول
( حبل الكذب قصير )

921