في مؤشر واضح لوجود مخطط “سيبراني” مواز لعملیات التخريب والاغتيالات في ایران بغرض استهداف البنی التحتية للضغط علی النظام الايراني و تعطيل أجزاء حساسة من مشاریعها الخدمية و الامنية والعسکریة خلال الفترة المقبلة؛
اعلنت طهران تعرضها لحرب سيبرانية منظمة شاملة و واسعة النطاق ،حيث اشارت تسريبات اعلامية ومعلومات تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي الايراني الى اختراق واسع لمنظومة بلدية العاصمة طهران الالكترونية التي تشمل مئات الآلاف من كامیرات المراقبة التي ترصد العاصمة وطرقها ومؤسساتها الحيوية، اضافة الى مراکز المعلومات والبيانات الخاصة بالمواطنين والموظفين.
الهجمات تسببت بإزالة معلومات كبيرة عن اجهزة الحواسيب الرسمية ، ما دفع ادارة البلدية لإصدار أوامر عاجله بعدم تشغیل الحواسیب تمهيدا لمعرفة الاسباب ومواجهتها .
السلطات البلدية اتهمت “الموساد بالوقوف خلف هذه العمليات ، التي تهدف الی تعطیل البنی التحتیة كاملة في طهران، حيث وصفت هذه الهجمات بالأكبر ، وقامت بمقارنتها بهجوم “ستاكسنت” قبل سنوات ضد المنشآت النووية الايرانية .
حسب المعلومات الاي تم تداولها ، فإن المثير في الهجوم انه تم استخدام طرق ووسائل جديدة ومبتكرة للاختراق ، إضافة الی قدرة المخترقین علی إزالة معلومات محددة، ما یعزز فرضیة وقوف أجهزة أمنية خارجية محترفة خلف ذلك ، متهمين الموساد الاسرائيلي بأنه وراء العملية .
يمكن القول ان البنى التحتية في ايران لازالت لغاية اللحظة تتعرض بشكل ممنهج إلى حرب سيبرانية منظمة ، في ظل تداول معلومات عبر مواقع التواصل تفيد بانقطاع أنظمة عدد من القطاعات الحساسة الايرانية كاختراق انظمة مطار الخمیني الدولي، ما أدى الی تعطل قسم جوازات السفر بالكامل لعدة ساعات. ورغم أن المصادر الرسمية نفت الخبر بعد یوم من نشره، لكن مقاطع فیدیو التي تم تداولها عبر الانترنت اظهرت انتظار المسافرین وتكدسهم بالمطار لفتره طويلة فی صفوف جوازات السفر، اضافة الى تاجيل عدد من الرحلات الجوية ،بینما لم یعلن مسؤولو المطار السبب وراء ذلك .
تشير المعلومات المتواترة من الداخل الايراني لحالة التخبط أو ربما الانتظار لمعرفة حقيقة ما جرى ، لكن الملفت هو اعلان هوية منفذي الهجوم، بعد تحميل المسؤلية لجهاز الموساد ، مع احتمالية فرضية وجود عملاء داخل هذه المؤسسات ممن سهلوا شن مثل هكذا عمليات .
وفيما رفض أي طرف خارجي التعليق ؛فإن إسرائيل ربما تكون المتهم الرئيسي بالهجوم لاسباب عديدة ، إذ يشير صمتها إلى احتمالية شن اسرائيل للهجوم ربما كردة فعل ربما على هجوم إيراني سيبراني محتمل وغير معلن ضدها .
يمكن القول انه و في حالة صحة رواية الاستهداف السيبراني الإسرائيلي ، يتوقع أن يؤدي ذلك إلى شن هجوم سيبراني إيراني مضاد ضد إسرائيل ومصالحها ،اضافة الى انه لا يمكن استبعاد أن تربط طهران بين هذا التصعيد السيبراني، وإقامة العلاقات مع بعض الدول الخليجية واسرائيل، خصوصا في ظل استمرار سلسلة التهديدات الايرانية لتحميل الخصوم الاقليميين في المنطقة مسؤلية ما تتعرض له .
615