
الاتفاق الايراني الامريكي النووي الثاني على الابواب حسب ما صرحت به الناطقة باسم البيت الابيض جين ساكي هذا الاسبوع وقالت ان الاتفاق قريب جداً وان الطرفين أتفقوا على معظم القضايا الاساسيه بينهما، ويبدوا ان امريكا سترفع الحرس اللا ثوري الارهابي من قائمة الارهاب مقابل تجميد التخصيب. امريكا بايدن تتعامل هنا بمعيارين مختلفتين عندما تتكلم مع العرب حول نفس المواضيع وبين ايران او امثالها من غير العرب. دمرت اسرائيل المفاعل النووي العراقي في حزيران ٨١ رغم سلميته وحصول العراق على موافقة وكالة الطاقة الذرية الدولية عليه، وبضمنه موافقة العراق على التفتيش المستمر من قبل الوكالة، واكتفت امريكا في حينها بالادانة للعملية الاسرائيلية بدون اي عقوبة دولية لها لعملها الغير شرعي او المبرر.
في حين بعد مرور ٤٠ سنة من بدء المشروع النووي الايراني، أمريكا لا تزال تتراقص حول موضوع مفاعلات ايران النووية والتخصيب العالي فيهم، وعدم موافقة الوكالة الدولية إجازة ايران لمفاعلاتها، مع رفض ايران المستمر للوكالة بالتفتيش الدوري لهم. ٤٠ سنة مرت على ايران وهي تبني وتطور مفاعلها الواحد بعد الاخر وحكومات امريكا وبريطانيا والغرب فقط يهددون ويقاطعون اقتصادياً وبنفس الوقت لا يسمحون مطلقاً لاسرائيل ان تقصف هذه المفاعل كما فعلت مع العراق.
اقتصادياً يتركون العراق ان يكون الرئة القوية والمهمة جداً لها للتنفيس عن الحصار ( التبادل التجاري من جانب ايران للعراق وحدة يبلغ ٤٠ مليار دولار سنوياً ) ما عدى العلاقات المسموحة لها مع الامارات والصين وروسيا وووو….. . هذا ليس حصار بل تبرير تستخدمه امريكا لتخدير العرب واسرائيل واعداء ايران في المنطقة حتى تصبح ايران نوويه قريباً. امريكا عندما حاصرت عراق صدام حسين لمدة ١٣ سنة في نهاية القرن الماضي كانت حازمة بحيث ادى حصارها لمقتل اكثر من ٥٠٠ الف طفل باعتراف اولبرايت وزيرة الخارجية الامريكية في وقتها والتي عندما سئلت بررته وبكل برود وقباحة “ان العقوبات تستحق قتل هذا العدد”. الادارة الامريكية عليها ان تفهم ان عرب ١٩٩٠ ليس عرب ٢٠٢٢ واذا لم تقف مع اصدقائها منهم الذين وقفوا معها ال ٩٠ سنة الماضية فأنهم سيتجهون الى اعدائها دفاعاً عن مصالحهم الوطنية ومصالح شعوبهم.
محاولة اغتيال الدكتور ضرغام ماجد في بابل وقبله قتل واستشهاد وبدم بارد امثال الهاشمي وثوار تشرين الذين تجاوزوا الالف وقبله ايضاً استهداف الكاظمي نفسه، رئيس الوزراء في عقر داره في المنطقة الخضراء كل ذلك بسبب ضعف الحكومة المركزية في بغداد وعدم الرد على هذه الجرائم بقوة وحزم. اهلنا الابطال في بابل اثبتوا مرة اخرى بخروجهم الذي تجاوز عشرات الالاف خلال الاسبوع الماضي احتجاجاً على جريمة الاغتيال الفاشلة واحتجاجاً واستنكاراً لتجاهل حكومة بغداد لها، وكأن ارواح المواطنيين العراقيين لا يعنيها الا اذا كان ايرانيا ملاوياً وسخاً وذو ريحة نتنة لتقوم الحكومة بواجبها بإرسال ضابط برتبة عالية لغسل اقدام هذا الملاوي الوسخ زيادة بالاهانة لشعب العراق وجيشه الابي.
الحكومة نفسها بوزير داخليتها البدراوي العميل التابع للحرس اللا ثوري الايراني ووزير دفاعها العاجز ان يحرك جندي واحد من موقعه الا بموافقة الحشد الايراني، تجاهلوا الهجوم الصاروخي على اربيل الحاضنة، اربيل الخير لكل العراقيين الوطنيين الابطال ومن كل العراق.
أعلان الكاظمي انه شكل لجنة تقصي الحقائق لمعرفة اسباب الضربة ومن أين قدمت لهوا تأيد للضربة الايرانية. والله اصبحنا مضحكة ومهزلة المهازل وكيف لا ورئيس وزرائنا اطرش ولا يسمع ما اعلنته وفي الساعات الاولى محطات تلفزيون ايران الرسمية بقصفها مواقع في اربيل مع تهديد بالاستمرار بالضرب والتأديب للقيادات الوطنية (حسب قولها)، والرئيس يشكل لجنة تقصي؟ والسؤال هنا تقصي على اي شيء، اذا الجاني اعترف والاعتراف سيد الادلة. العراق في محنة والجيش وما تبقى من وطنيين فيه والشعب عليهم مسؤولية كبرى لاعلان حكومة طوارئ تقود البلاد واعادة الامن والاستقرار وجمع السلاح الغير شرعي وحل المليشيات وتقوية المؤسسات العسكرية والامنية للتمكن من اعاده السيادة والوحدة للوطن.
الجرائم الكبرى بحق الوطن من فساد وسرقة المال العام وتدمير البنى التحتية الوطنية لصالح اقتصاد ايران ومصالحها والقصف الصاروخي على مدن العراق بدون رد ومحاولة او قتل المئات من وطني العراق بدون ان يقدم مجرم واحد للعدالة وطغيان المعممين على مراكز القرار وتجاوزهم كل الخطوط الحمراء الذي تضعها اي دولة مستقلة لحماية ارضها وشعبها لا يحتمل ولا يمكن السكوت عليه بعد اليوم . معممين تافهين وسياسي الدين السياسي الاكثر تفاهةً شاركوا جميعاً بتدمير الوطن وتقسيم الشعب.
اذا الحلبوسي لم يتحرك كقائد ورجل أنباري محترم ويأخذ المبادرة من نائبه حاكم (الي شاف وما شاف) والذي جن جنونه وبدء يتصرف وكأنه السلطات الثلاثة، مستغلاً سلطة الصدر، الشخص المتواضع والبعيد عن مظاهر السلطة، وبدء ينهش بكل من حوله ولا من يحاسبه في دولة الواق واق واللا دستور. الحلبوسي عليه ان يحسم الامر بانتخاب ممثل مسعود البرزاني كرئيس للجمهورية وانتخاب رئيساً للوزراء الكاظمي او من يمثل الصدر وبخلال الثلاث اسابيع القادمة والا الخاسرين سيفوزون على الفائزين بحل البرلمان واعادة الانتخابات والفوز بها شاء الحلبوسي والصدر او لم يشاءون. السرعة الان اصبحت مهمة “والسكر ولعب القمار والعربدة في كل ليلة” ممكن تأخيرها على الاقل من قبل قيادتنا اللا وطنية الى حين أكمال العمل المطلوب دستورياً.
القوى الوطنية يجب ان ترتقي للمجابهة الشرسة والمدمرة للوطن والانسان. نحتاج لرد وطني شجاع وقوي تتوحد فيه القوى الوطنية بتشكيل جبهتهم وقيادتهم في خلال الاربعة اشهر القادمة. الحراك العراقي سيوظف كل جهوده
على دعوة هذه القيادة لواشنطن ومقابلة الصقور المهمين من السنت والكونجرس لنحصل منهم على الاعتراف بهم بتمثيل الشعب العراقي في امريكا وكل المحافل الدولية. وسنعمل جاهدين على لقاء الادارة معهم ايضاً والاعتراف بهم كبديل حقيقي وطني لعتاكة وجواسيس بغداد. بعد ١٩ عاماً من الاحتلال الايراني للعراق علينا ان نتحرك ككل ونترك الانا والقومية والقبيلة والعشيرة والدين والمذهب وننتقل الى رحاب الوطن وقيمه الغالية. علينا العمل ومن الله القوة والنجاح وتذكروا دائماً ان الله معنا.