
مجلس الامن باعضائه الخمسة عشر يؤكدون على سلاسة الانتخابات الاخير وتميزها عن جميع التي سبقتها باصلاحات فنية وإجرائية مهمة. وجددوا، دعمهم لحكومة العراق والتزامهم باستقلال العراق وسيادته ووحدته وسلامة أراضيه، ودعمهم لجهود حكومة العراق لتحقيق إصلاحات جادة وتشجيع الحوار السياسي الشامل الذي يهدف إلى تلبية المطالب المشروعة للشعب العراقي بكل مكوناته للتصدي للفساد، وتوفير الخدمات الأساسية والضرورية، وتنويع الاقتصاد، وتوفير فرص العمل، وتحسين الحكم، وتعزيز مؤسسات الدولة لتتمتع بالحيوية والاستجابة. الولايات المتحدة الامريكية سبقة مجلس الامن باسبوع واعطت تصريح مقارب من ناحية الاحساس ان الانتخابات جيدة رغم عزوف الاغلبية الساحقة من الشعب المشاركة بها.
عندما يكون العالم متفق كله على نجاح ونتائج انتخابات يعرفها جيداً انها غير شفافة وغير نظيفة وان الاغلبية الساحقة من الشعب رافض لها وللعملية السياسية الحالية التي جاء بها نفس مجلس الامن قبل ١٨ عاماً، معناه ان العالم اتفق مرة اخرى ان يتدخل ولكن هذه المرة بشكل معاكس عن ٢٠٠٣، الا وهو المساعدة لاعادة وحدة وسيادة ودولة العراق التي بعد تدميرها دمر الشرق الاوسط كله ولم يعد كما هو الى الان. يريد العالم وخاصة امريكا وبريطانيا وروسيا والصين اعادة العراق القوي الليبرالي المدني واستبعاد الدين السياسي واعادة المعممين لحجمهم الطبيعي كما كان قبل ٢٠٠٣. صحيح ان هذه الدول ليس لها عصى سحرية لان هناك عوامل كثيرة سوف لن تسمح لها بالتنفيذ وخاصة المستفيدين من النظام البائس الحالي من دول ومجرمين وعملاء لها في الداخل. سيدفع العالم لهذا النجاح البسيط ان ينموا وسيساعدون على تصفية اعدائه من حركات ومنظمات وعمائم الدين السياسي وبكل اشكاله، وبدعم الشعب على التغير في بناء قيادته الوطنية الليبرالية من جديد لتكون قائدة التغير في الحكومة القادمة والحكومات اللاحقة وبالتالي العودة لحلم بناء شرق اوسط جديد.
كل المعلومات وتحليل ما جاء اعلاه وما يصدر من مراكز القرار الدولي ان العراق مقبل على خطوة جديدة بها قليلاً من التفائل نحوا حكومة اكثر وطنية من سابقاتها بقيادة الكاظمي والحلبوسي الباقين في مناصبهم للفترة القادمة. نقول ان الكاظمي والحلبوسي باقين لانهم من هندس لكل هذه العملية بالاتفاق مع صاحب القرار الدولي واشنطن وحليفتها بريطانيا وبمشاركة فاعلة من السعودية والامارات وقطر على ان يقومون بخطة ممزوجة بالتكنولوجية الحديثة مع دفع الشارع العراقي المعارض بعدم المشاركة بطرق علمية أو شرائية.
نجحوا بأن يستخدموا عواطف الشارع العراقي من عدم المشاركة بالانتخابات مع حث جماهيرهم من صدرين ( ٦٠٠ ألف منتخب) وقبائل عربية من الغربية ( ٧٠٠ ألف منتخب) واكراد اربيل ودهوك( ٣٥٠ ألف منتخب) والمستقلين التشرينين والوطنيين من بغداد والغربية ( ٥٠٠ ألف منتخب) بالمشاركة الفاعلة والقوية، وشراء ذمم اعدائهم من سياسي الشيعة الولائين لايران الملالي ودفعهم لعدم المشاركة، بالاضافة الى التزوير الاضطراري( تغير القراءة الاكترونية بحجة التنظيم والسيطرة
).
خطة جيدة وذكية هندسة بشكل جيد بحيث تم اخفاء التزوير الواضح في المرات السابقة الى تزوير نظيف مع اعطاء اسباب مقبولة للغرب، بحيث جعل مجلس الامن كله باختلاف المصالح يوافق على نتائجها رغم قناعته الكاملة على انها غير نظيفة حسب قوانين وضوابط الغرب في الديمقراطية.
المهم نجح الكاظمي/ الصدر ونجح الحلبوسي/الخنجر/ الجبوري/ مشعان واخرين من احزاب صغيرة من السنة ونجح البرزاني في حصد اصوات اكثرية الاكراد ونجح المستقلون التشرينين/ الوطنين وفشل كل مليشيات الحشد الايراني/ المالكي / العامري ومن لف لفهم بالعراق. حقاً اذا ارادت امريكا ان تقوم بتغير حقيقي نحو الديمقراطية الحقيقية فهذا هو يومها، واستطيع ان اجزم ان السنين القادمة اذا ما نجحت الخطة سنضع اللبنة الاولى لعراق ديمقراطي جديد يفوز بالانتخابات القادمة فيه الوطني العراقي النظيف فقط ان شاء الله.
المستقلين الوطنيين(رغم ان قسم منهم له ارتباطات غير واضحة مع عملاء ايران) اذا كانوا حقاً ممثليين عن الشعب فهناك دوراً كبيراً لهم اذا ما انكروا ذاتهم وتحلوا بالذكاء والدهاء السياسي، وتوحدوا واختاروا منهم مرجعية سياسية تقودهم نحو النجاح في اي اتفاق قبل الجلسة الاولى للانتخابات والتصويت اثناء الدورة القادمة. الشعب اوصلكم وليس أيً من دول الجوار او سياسي السلطة، وعليه فانسوا مصالحكم الشخصية وتحركوا نحوا بناء القاعدة الوطنية الحقيقية لعراق ما بعد هذه الدوره ليقول الشعب كلمته الحق في انتخاب من يمثله ويقوده نحو البناء والانتصار والتقدم. الحكمة والعقل ووزن الامور ما تحتاجونه في الفترة القادمة بينكم وبين اعدائكم وانتم لها فكونوا بمستوا المسؤولية التاريخية، لان العراق يحيى ويعيش بكم يا ممثلين الشهداء المليون من العراقيين خلال ال ١٨ سنة الماضية. توكلوا على الله والشعب وستنجحون ان شاء الله كما نجحت كوريا الجنوبية وماليزيا وتركيا وغينيه وغيرها من الديمقراطيات الفتية التي قادتها رجالاً مثلكم.
مساعدة ايران على بناء محطات كهرباء على الحدود العراقية داخل ايران لتوفير الكهرباء في العراق هو الخيانة بعينها لان لا سبب اقتصادي او وطني لها سوى العمالة والتبعية لقادة العراق الجديد. ان العراقيين الشيعة قبل السنة والكرد والمكونات الاخرى يستنكرون كل عمل يقلل من استقلال العراق وحفظ سيادته الوطنية والاقتصادية. كفى تبعية وكفى خنوع وكفى مذلة، انهضوا وكونوا احرار كما ولدتكم امهاتكم ولا تقبلوا ان تستمر عبوديتكم يا انذل خلق الله.
نحن في الحراك الوطني العراقي نستبشر خيراً بالتغيرات الطفيفة والمهمة التي حصلت بالانتخابات الاخيرة ونشد على كل وطني العراق ان يدعموا النتائج الحالية مع الدعوة لانتخابات جديدة بعد عامين من الان واعطاء الفرصة للحكومة الجديدة ان تقدم ما لديها اذا كانت حريصة على خدمة الشعب والامة. حكومة من اعمالها المهمة اجراء انتخابات حقيقية في نهاية العامين مع الدعوة للمشاركة الشعبية الكاملة كما حدث في ٢٠١٠، على ان تعمل هذه الحكومة خلال العامين القادمين على اعادة السيادة الوطنية وحل المليشيات (الحشد) واطلاق سراح كل السجناء السياسين واحلال الجيش والاجهزة الامنية محل الحشد اللا مقدس في كل المناطق الغربية ودعوة الامم المتحدة والاتحاد الاوربي بالاشراف الكامل على انتخابات ٢٠٢٣ الشهر العاشر منه لتكون النتائج فيها هذه المرة الصوت الحقيقي للشعب والممثلين الذين سيبنون عراق الغد ان شاء الله والى امام.