انتقاد ايراني لمشاركة الكاظمي وتوقع انفجار الوضع الداخلي العراقي

استمراراً لتداعيات وتبعات اعلاني نتائج اعلاني القدس وجده ، وما بين مسعى ايراني لتوظيف مجريات هذه التطورات عراقيا ،لتاجيج غضب الكتلة السياسية الشيعية العراقية الموالية لايران ؛ حيث حاول الاعلام الايراني تناوله تطور الاحداث بشيء من التحليل، معتبرة ان مشاركة رئيس الوزراء العراقي في قمة جدة وهجوم معارضيه في الداخل على هذه المشاركة سيكون له تداعيات دراماتيكية كبيرة ، معتبرة ان هناك على ما يبدو اتفاق مبدئي على توفير حاجة العراق للغاز من الدول الخليجية، وذكرت أن تحقيق هذه الغاية يعد مكسبا وإنجازا لرئيس الوزراء العراقي في ظاهره ؛ حيث كان العراق سابقا معتمدا على إيران في توفير حاجاته من الغاز، مدعية ان الكاظمي بدا مدعوما من الولايات المتحدة الأميركية لتحقيق هذا الهدف .
ونوهت إلى معارضة التيارات الشيعية وبالذات في الإطار التنسيقي اولا من مشاركة الكاظمي بمؤتمر جده السعودية والذي هو امتداد لمقررات اعلان القدس ، موضحة أن نوري المالكي وقيس الخزعلي يتصدران هذه المعارضة، ومحذرة في الوقت نفسه من ان اي اتفاق عراقي مع دول الخليج لامدادها بالغاز سيكون ضد مصالح ايران ، وسيكون له تداعيات استراتيجية خطيرة على العلاقات الايرانية العراقية في حال اقراره ، وهو ما تشكك به .

إلى ذلك ركز الاعلام الايراني الى التجمع الكبير لأنصار التيار الصدري، يوم الجمعة الماضي 15 يوليو (تموز)، موضحا أن هذا الاستعراض من قبل التيار الصدري يدل على أن مقتدى الصدر وبعد انسحابه من العملية السياسية يتجه إلى التجمعات والحضور في الشارع، بغرض توظيفه في اية لحظة لاهداف سياسية داخلية وخارجية ،ونوه الاعلام الايراني إلى خطبة مقتدى الصدر التي قُرئت في التجمع الكبير لأنصاره ببغداد ، مشيرا إلى كلام الصدر حول ضرورة رضوخ الجماعات السياسية والعسكرية (الحشد الشعبي) إلى الدستور، واثر ذلك على العملية السياسية والوضع الداخلي العراقي ،كما لفت الاعلام الايراني إلى ما قيل عن تجمعات أنصار الصدر ،حيث ذكر الصدريون أن قرابة مليوني عراقي قد شارك في صلاة الجمعة ،لكن الاعلام الايراني كذّب هذه الرواية، وذكر أن أقصى ما يمكن أن يصل إليه عدد أنصار الصدر في التجمع لم يتجاوز 450 ألف شخص، وأضاف الاعلام الايراني أن التيار الصدري يعمل يوما بعد يوم على تصعيد الأوضاع في الشارع العراقي، وليس من المستبعد أن يؤدي هذا التصعيد والخلافات الشيعية- الشيعية إلى مواجهات في الشوارع، موضحا أن مقتدى الصدر كان قد ركب موجة الاحتجاجات في عام 2019، وأسقط حكومة عادل عبد المهدي الناجحة نسبيا -حسب تعبير الاعلام الايراني- مشددة على ان ما جرى لن يخدم تحقيق أمن واستقرار العراق، وحفظ سيادته ووحدته، والاستمرار في عملية التحرر من المحتلين وبناء عراق جديد استناداً لمطالب العراقيين، محاولا توجيه رسالة مضمونها اهمية مواجهة الفتنة والتآمر الأمريكي – الصهيوني والسعودي التي يتم ممارستها ضد الشعب العراقي وضرب وحدته ،مطالبين العراقيين بالتحرك لمواجهة هذا المخطط الشيطاني وبأيوسيلة ممكنه .
يرجح استمرار رسائل التأجيج من المؤسسات والنخب الايرانية ؛ خاصة السياسية والامنية والمرجعيات الشيعية والعسكرية، وفي مقدمتها الحرس باعتبارهم أهم الكيانات ارتباطا بالسياسة العراقية ومرجعيتها الشيعية، اذ من المؤكد سعي ايران لاستغلال ما يجري في العراق حاليا كأداة ضغط سياسية على الحكومة العراقية ؛ وتوظيف هذه الورقة خدمة للمفاوضات النووية، ومحاولة التخويف بورقة تصاعد الغضب في الشارع العراقي
، والترويج بوجود خلافات بين الحكومة العراقية برئاسة الكاظمي وسياسته الداخلية والخارجية ومكونات الشعب العراقي ،وهذا ربما قد تستغله طهران كذريعة لتصعيد الضغوط على الحكومة العراقية اولا وواشنطن ودول المنظومة الخليجية ،ولمواجهة مقررات جده واعلان القدس مع ادراكها العميق ان التيار الصدري لايمكن ان يخرج بأي حال من الأحوال عن الخط الذي رسمه له الولي الفقيه وحرسه الثوري .

مقالات ذات صلة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى