
بعد الزيارة الفاشلة لرئيس الوزراء وبكل المقايس، فاشلة لانه باختصار لم يستطيع ان يقنع الامريكان بمساعدته باعلان حكومة انقاذ على الطراز التونسي على الاقل. انقلاب دستوري يطيح بالبرلمان ورئيس الجمهورية واستخدام الصلاحيات باعلان حالة الطوارئ في البلاد لمدة ثلاثة شهور وحل المليشيات وجمع السلاح المنفلت وطرد ضباط الدمج من كل الاجهزة الامنية وغلق الحدود مع كل جيران العراق وحل مجلس القضاء واحلاله بمحاكم عسكرية مؤقتة واطلاق سراح كل السجناء السياسين وملاحقة كل العصابات الاجرامية في البلاد والقاء القبض عليهم وسحب اجازات البنوك الاهلية كلها وتعطيل الانترنيت ومحطات التلفزة وجرائد الاحزاب كلها، وبمساعدة امريكية كاملة الى ان يعاد ترتيب البلاد من قضاء اولاً الى اجهزة امنية وجيش ثانياً الى مؤسسات مالية ثالثاً الى اعلامية رابعاً وسياسية اخراً. يجب ان نتعلم من تجربة الرئيس التونسي قيس سعيد عندما لم يترك سوى ساعات قليلة على التحركات الشعبية في العاصمة تونس ليجتمع بقيادات عسكرية وأمنية في قصر قرطاج، معلنا عن توليه السلطة التنفيذية، بمساعدة رئيس حكومة يقوم بتعيينه، بالإضافة إلى تجميد اختصاصات البرلمان لمدة شهر مبدئيا. وقرر إعفاء رئيس الحكومة هشام المشيشي، من مهامه، وقرر أيضا رفع الحصانة عن كل أعضاء البرلمان، وأن يتولى النيابة العمومية والجيش بنفسه. هكذا يجب ان يتحرك المخلصون اليوم للتغير قبل ان يحتل ويسرق ويدمر العراق بالكامل، عملية قانونية لان العراق فقد شرعيته كدولة وجيرانه واعدائه الايرانيين ينهشون به ويحاولوا بلعه، والدستور يعطي الشرعية لاخذ القرارات الكبرى في حالة الطوارئ ونحن في حالة طوارئ وانهيار وضياع للانسان والارض.
ايران في ثورة كبرى وسقوط متسارع وعلى ثوار العراق دعم ثوار الاحواز واصفهان وطهران وغيرها من المدن والاقاليم لانهم وللاسبوع الثاني يمزقون ويحرقون صور اللا فقيه خامنئي ويبدو ان الامور هناك تخرج عن السيطرة الكاملة. شعب الاحواز العربي بدء ثورته عندما حول مجرى نهر الكارون من مجراه الطبيعي بالمرور بالاحواز وانتهاء بشط العرب داخل الاراضي العراقية الى الداخل الايراني، وكل المؤشرات تقول ان الثورة هذه المرة ستنتصر لانها تنتقل داخل ايران كالهشيم في النار.
ايران ايضاً ومرة اخرى تستفز العالم باستخدام طائرات الدرون لقصف سفينة اسرائيلية تجارية مدنية في بحر العرب والتي على اثرها أعلن وزير الخارجية الامريكية ان امريكا ستنظم إلى حلفائها وشركائها بالرد على الهجوم الذي استهدف هذه السفينة. واضاف انه وبعد مراجعة المعلومات المتاحة، انهم واثقون من أن إيران هي من نفذه هذا الهجوم الذي أسفر عن مقتل شخصين بريئين وذلك باستخدام متفجرات أحادية الاتجاه، وهي قوة مميتة تستخدمها إيران في مختلف أنحاء المنطقة بشكل متزايد. وانهى كلامه بتهديد واضح عندما قال ” نحن نعمل مع شركائنا لدراسة خطواتنا التالية ونتشاور مع الحكومات من المنطقة وخارجها بشأن الرد المناسب والذي سيكون وشيكا”. والبنتاغون ايضاً اكدت ذلك بقولها “ان تقييمنا للاعتداء بشان ناقلة النفط مختلف هذه المرة والخيارات كلها مطروحة”. الكل في واشنطن مهيئ لضربة قاسية ضد ملالي ايران تعطيهم درساً باحترام الاخرين.
الشهيد نوري مطر من البصرة الذي قتل تحت التعذيب الحكومي للتحقيق معه بجريمة لم يقترفها، لان حكومة البصرة اعترفت ان نوري مطر قتل اثناء التعذيب بالاشتباه مع شخص اخر (ثاني جريمة مشابه في اسبوع واحد). قتل وحرم من اهله ومن حياته ومن مستقبله ولم يتحرك وزير الداخلية المحترم “كلش” بالتحقيق الفعلي واعلان النتائج وتعويض عائلة المسكين على اقل تقدير ومحاسبة المجرم الذي بلغ عليه ظلماً بالاعدام في احدى ساحات البصرة العامة ليكون عبرة لكلاب الاحزاب الموجودين بالاجهزة الامنية. لم يتحرك رئيس الوزراء وكأن الذي قتل هو من دولة واق واق وليس العراق، ولم يتحرك رئيس الجمهورية الذي يكلف الدولة ٢٠ مليون دولار شهريا بدون ان يعمل اي شيء، ولا رئيس البرلمان الملتهي هذه الايام بحملته الانتخابية المملؤة بالسب والشتم على خصومه، ولم يتحرك من يمثله في مجلس النواب او غيره. صحيح انها دولة زعران فقدوا قيمة انسانيتهم حتى اصبحت حظيرة خنزير أطهر من أطهرهم.
مؤتمرات كثيرة ولقائات كثيرة تعلن هذه الايام للمعارضة الوطنية العراقية، قسماً منها واضحة كالشمس في عز النهار انها جزء من النظام وبدعم حكومي او بدعم من احزاب السلطة وقسماً اخر من وطني العراق الغير قادرين على العمل مع الباقين الا اذا اعترف الاخر بهم كقائد له رغم انه لا يحمل من صفات القيادة بشيء وقسماً اخر يعمل مع الحركة الوطنية ولكنه ينتظر من النظام فتح قنوات الاتصال به.
لكي تنجح المعارضة العراقية عليها ان تتحد وتلتزم بنظام داخلي يوحدها وينظم اعمالها ويحدد اصول اللقائات او الاشتباكات لاعضائها مع رموز النظام الحالي او مع النظام ككل. المعارضة الوطنية يجب ان تتفق جميعها على ان النظام الحالي يجب اقتلاعه من الجذور واعلان نظام وطني ديمقراطي جديد اساسه العدل والحرية وسيادة البلاد. ما عدى ذلك فان الاتحاد سيتم بعد نجاح الاحسن يتبعه اصطفاف الاخرين معه لانه الاقوى والاحسن والاجدر بالقيادة. ندعوا جميع وطني العراق لمؤتمرنا المنعقد في ٢٤ /٨ والذي بعون الله ووحدة وطنيه سيكون مثالا يحتذى به والله دائماً معنا.