ايران: الحرب مقابل الحرب والتهديد مقابل التهديد

تعكس كثافة التصريحات المتواترة من طهران وعلى لسان عدد من المسؤلين عن وجود مخطط إقليمي واسع تتزعمه اسرائيل لاستهداف ايران اولا و قوى “المقاومة في العراق وسوريا ولبنان ،تمهيدا لاستدراج إيران لهذه المواجهة بهدف تدمير قدراتها وركائز وجودها الاقليمي.
الكثير من المخاوف والتبعات التي تتحسب لها طهران برزت نتيجة لاحتمالية اتساع رقعة الهجمات الإسرائيلية عليها ، في محاولة واضحة لتجريدها من أحد اهم اوراقها الإستراتيجية في المنطقة .
يرجح أن توقيت التصريح الإيراني ، يعكس احتمالية حدوث مثل هكذا سيناريو قد جاء بالتزامن مع خشية طهران من تداعيات تصاعد العمليات ضدها ،وكان اخرها ما جرى بالامس من تسميم عالمين نووين إيرانيين سبقه تصفية ثلاثة من ضباط الحرس الثوري ، وتحسب ايران من اية ردة فعل قد تقوم بها ضد تل ابيب مباشرة ،واتخاذه ذريعة لتبرير توجيه ضربه عسكريه لها ،وهءا يبرر اقتصار الرد على قيامها بعمليات عبثية مستهدفة اربيل .
هذه التطورات وغيرها باتت تشكل تحديا استراتيجيا خطيرا للعديد من ركائز رؤيتها لأمنها القومي في حال كان التوقع الايراني في محله من خلال اختلال توازن القوى الاقليمية لغير صالح ايران ،حيث من المرجح أن إيران باتت تخشى ارتفاع التنسيق الاسرائيلي مع دول المنطقة لاسيما مع بعض الدول الخليجية ، ضاعفه تخطيط واشنطن لتوحيد مظلة الدفاع الجوي ما بين دول المنطقة وإسرائيل واعتباره مقدمة لسيناريو استراتيجي غايته مواجهة ايران، مما سيشكل مزيدا من المخاطر العسكرية والامنية عليها ،الى جانب تعزيز قدرات إسرائيل بشكل جوهري لمواجهة النفوذ الايراني في العراق و سوريا ولبنان،عبر تعزيز هذا التعاون الاقليمي وبشكل لم يسبق له مثيل .
باتت ايران تتحدث وعبر تسريبات اعلامية عن وجود معلومات استخبارية إيرانية عن مخطط امريكي اسرائيلي عبر تعزيز التعاون مع بعض دول المنطقة ؛لاسيما السعودية و الامارات والبحرين ،والتي باتت تعتبرها طهران ضمنا منخرطة في مخطط تخريبي واسع مع إسرائيل مستهدفا ايران ، و أحد ركائزها للمساعدة على توسيع نطاق عملياتها التخريبية والاستخبارية والعسكرية ونوعيتها لاضعاف ايران ومقومات وجودها الداخلي و الاقليمي .
تعتقد طهران ان عليها توجيه رسالة ردع واضحة لدول الخليج هذه ؛عنوانها التهديد مقابل التهديد والتخريب مقابل التخريب ،بناء على الزعم بوجود معطيات تشير الى وجود تعاون إسرائيلي مع هذه الدول في مجال الاستخبارات، والدعم اللوجستي والمساعدة في تغطية التمويل المالي لمثل هكذا عمليات تخريبية تجري على قدم وساق داخل ايران ، الى جانب افتراض وجود تعاون مع حلفاء هذه الدول على الأرض لمساعدة الجانب الإسرائيلي لتحقيق اهدافه التخريبية .
المحتمل ان تتخذ إيران خطوات تصعيدية تخريبية ضد بعض الدول الخليجية ،وربما لن يوازي الفعل الإسرائيلي من خلال اعادة توجيه وكلائها للتصعيد جوا وبحرا ؛ لاسيما عبر توجيه الحوثي مجددا للانتقام من التعاون الخليجي مع اسرائيل ، اضافة الى تشجيع وكلائها وخلاياها استهداف المصالح الخليجية، وقد تقوم بشن هجمات سيبرانية ضد مؤسسات دول الخليج وقطاعاتها الحيوية الداخلية ،وربما قد تصل الى استهداف سياح إسرائيلين في دولة الإمارات العربية المتحدة.

يرجح ان تستغل ايران بشكل استباقي الترويج لذلك اعلاميا، لمحاولة رفع جاهزية وكلائها ومحاولة تعزيز قوتهم ورسم استراتيجية واضحة للتعامل مع أية مستجدات .
تزعم ايران ان هناك حوار مستفيض مع بعض الدول الخليجية التي طبعت علاقاتها مع تل ابيب ، لكن هذا الحوار قد مني بالفشل نتيجة عدم التزام هذه الدول بما تعهدت به ، ما يعني ان هناك خطوات تصعيدية قادمة على وقع زيادة وتيرة التخريب الاسرائيلي داخل العمق الايراني،لمحاولة دفع هذه الدول لعدم التعاون مع إسرائيل .

مقالات ذات صلة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى