ايران تحذر من استهدافها عبر العراق

رجحت وسائل اعلامية محسوبة على الحرس الثوري الايراني من أن يكون هناك تهديد عراقي ردًا على قصف أربيل، مشددة على ضرورة الرد الإيراني بجدية وبشكل اوسع نطاقا مما سبق .
ورأت أن مسؤولي إقليم كردستان العراق لا يأخذون الأوامر من بغداد، بل من البيت الأبيض، وتل ابيب ، معتبرة ان السلطات الإقليمية الكردية باتت تستضيف غرف عمليات ومحطات امنية تم رصدها ، مكونة من الموساد ووكالة المخابرات المركزية والبنتاغون، محذرة العراق من أي تهديد وتسلل من الأراضي العراقية قد يسمح بها سواء لطائرات مسيرة او ضربات صاروخية او خلايا تخريبية ضد إيران، حيث سيتم الرد عليها بالعناية والجدية اللازمتين. وأضافت : إنه في سيناريو واقعي وليس من منظور مثالي وغير واقعي، يمكن القول إن هجومًا صاروخيًا على مراكز تدريب الموساد في أربيل لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يوقف النفوذ الإسرائيلي والاستخباري الامريكي في إقليم كردستان ضد المصالح الوطنية والأمن الإيراني.
رؤية الحرس الثوري باتت الان تختلف في حساباتها ، حيث تخلّت إيران بشكل كامل عن سياسة “الصبر الاستراتيجي” التي
كانت تقوم على ضرورة احتواء الولايات المتحدة وإسرائيل وتحمل تبعات تحركاتهما العدوانية مؤقتا في ساحات الصراع والنزاع الموزعة في الشرق الأوسط خصوصاً في العراق وسوريا ومنطقة الخليج لحين قدوم إدارة ديمقراطية أميركية تستطيع طهران الوصول إلى اتفاق معها ، مما كلف الامن القومي الايراني تبعات خطيرة ؛وبناء عليه فقد تجاهلت إيران معظم الضربات التي تعرضت لها في سوريا، ولكنها استمرت في بناء قدرات حلفائها والبنى العسكرية لها ؛ مذكرة ان التغيّر الجذري الذي حصل في معادلة الردع الإيرانية جاءت مع الهجوم المتعمد على السفينة الإسرائيلية “ميرسر ستريت” في أواخر تموز/يوليو 2021.، حيث تم استخدمت إيران في هذا الهجوم طائرات مسيرة وصواريخ بالستية.
حاليا باتت ايران تواجه خطر إقليم كردستان العراق ، والذي يجري توظيفه كمنطلق لهجمات عسكرية سرية عسكرية واستخبارية وتخريبية في العمق الإيراني ،كما يعتبر الإقليم نقطة ارتكاز محورية لتنسيق عمليات التجسس على البنية الأمنية والعسكرية والنووية الإيرانية، باعتراف الإسرائيليين انفسهم وحديثهم عبر اعلامهم عن عملية نفذتها ست طائرات إسرائيلية مسيّرة انطلقت من إقليم كردستان في الـ 14 من شباط/ فبراير الماضي، استهدفت هذه الطائرات معسكراً لتصنيع الطائرات المسيرة في مدينة كرمنشاه غرب إيران. وتشير نفس تل ابيب إلى تعرض مئات الطائرات الإيرانية إلى أضرار جسيمة للغاية. هذه الرواية تم تأكيدها عبر الحرس الثوري الإيراني الجنرال رمضان شريف ادلى بها لوكالة تسنيم المحسوبة حيث اشار فيها الى عمليات تخريب اسرائيلي ممنهج ضد ايران .
مع وصول الامور الى تصريحات وتبجح في العلن باتت طهران تتحدث اليوم عن تحول استراتيجي مفاده إرساء قواعد الردع الفعّال لمنع دول الجوار من استضافة القوات الإسرائيلية على أراضيها؛ لاسيما في العراق وافغانستان واذربيجان .
تحاول طهران-كما تقول – عبر حرسها الثوري ارسال رسائل أرادت إيصالها عبر تبني هذا الهجمات المنسقة على اقليم كردستان بشكل صريح ومعلن ، ابرزها ؛التأكيد مجددًا لواشنطن ودول المنطقة بأن البرنامج الصاروخي والفضائي وبرامج الطائرات المسيرة الإيرانية غير خاضع للتفاوض بأي شكل من الأشكال لا في الوقت الحالي ولا في المستقبل ، على اعتبارها القوة الرادعة إذا ما تخلت طهران عن طموحاتها النووية، اضافة الى ان سياسة حافة الهاوية عبر التصعيد العسكري ضد كردستان قدم خدم الدبلوماسية الايرانية ، وهو ما اتضح من خلال انعكاس هذه الهجمات بشكل إيجابي على محادثات فيينا التي يظهر أنها في طريقها إلى النهاية، عبر توقيع اتفاق ربما قد يكون مؤقتا .

اضافة الى ارسال رسالة تحذير شديدة اللهجة ، وبشكل واضح الى حكومة الكاظمي، ومن خلفه اميركا وإسرائيل بأنّ إيران لن تقبل بتواجد امريكي و إسرائيل بالقرب من حدودها، مع وجود معلومات استخبارية لدى طهران تتحدث عن زيادة هذا الدور من خلال تنسيق اكبر مع السعودية والامارات والبحرين عبر اقليم كردستان في المستقبل القريب خاصة بعد قمة النقب التي جمعت بينهم لتنسيق السياسات العدوانية ضد ايران .

مقالات ذات صلة

من المؤكد ان ايران وحرسها الثوري تحاول ارسال رسائل واضحة للخصوم والمنافسين في العراق بأن إيران وإن خسر حلفائها في الانتخابات البرلمانية العراقية ، إلا أنها لا تزال ما زالت تمتلك مفاتيح السلم والحرب عبر تواجدها في تلك الساحة ، وأنها قادرة في اية لحظة على خلط الاوراق ،وادخال الدولة العراقية في اتون الصراع والجحيم مجددا .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى