ايران تفشل مجددا في اطلاق صاروخ فضائي: المغزى والدلالات

أعلنت وزارة الدفاع الإيرانية، إطلاق صاروخ متطور ، كان من المقرر أن يحمل أقماراً صناعية إيرانية إلى الفضاء، في وقت اعربت طهران عن تطلعها لإطلاق 7 أقمار صناعية فضائية على الأقل، خلال العام الحالي.
ويأتي هذا الإعلان بعد يوم من اتفاق طهران ومسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، خلال زيارته لإيران، على استئناف المفاوضات النووية خلال الأيام المقبلة بين طهران وواشنطن في دولة قطر .
هذا وقد أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الإيرانية أحمد حسيني إنجاز الإطلاق الثاني لصاروخ “ذو الجناح” لأهداف بحثية مخططة لها من قبل. وأضاف، وفق وكالة” تسنيم” التابعة للحرس الثوري أنّ هذا الصاروخ الحامل للأقمار الصناعية يعمل في ثلاث مراحل “وهو يتمتع بميزات فنية تمكنه من التنافس مع الصواريخ الحاملة للأقمار الصناعية الاخرى في الدول المتقدمة .
واضاف المتحدث العسكري الإيراني أنّ المرحلتين الأولى والثانية لصاروخ “ذو الجناح” تعملان بالوقود الصلب، أما مرحلته الثالثة فتعمل بالوقود السائل، مشيرا الى أنّ المرحلة الثالثة لتطوير هذا الصاروخ، قد بدأت بالاستفادة من المعطيات الناتجة عن الإطلاق البحثي الثاني له.
لابد من الاشارة هنا الى ايران قد فشلت في اطلاق صاروخ الى الفضاء في شهر مارس من هذا العام ،حيث
كشفت صور الأقمار الصناعية عن فشل إيران في إطلاق صاروخ آخر زعم انه كان  يحمل أقماراً صناعية في الأيام الأخيرة، في الوقت الذي تواجه فيه طهران مفاوضات اللحظة الأخيرة مع الولايات المتحدة ، لإنقاذ اتفاقها النووي عبر مفاوضات الدوحة التي اعلن عن فشلها امس .
وتُظهر صور الأقمار تم تسريبها الى وسائل الاعلام الى وجود علامات على حريق عند منصة الإطلاق في ميناء الإمام الخميني الفضائي في مقاطعة سمنان الريفية الإيرانية الاي اطلق عبرها الصاروخ الفضائي في شهر مارس من هذا العام ، ويبدو أن منصة صاروخية مثبتة محترقة ومتضررة، وتحيط بها السيارات. وربما جزء من جسر الرافعة الذي يستند عليها محترق هو أيضا.
وحسب الخبراء فأنه وفي العادة لا تؤدي عمليات الإطلاق الناجحة عادةً إلى إتلاف جسور الصواريخ، لأنه يتم إنزالها قبل الإقلاع.، وكثيرا ما تتباهى إيران أيضًا بعمليات الإطلاق التي تصل إلى الفضاء على اعلامها؛ لاسيما الذي تديره الحرس الثوري الذي يشرف على البرنامج الصاروخي والفضائي الايراني ، لكن لديها تاريخ حافل من عدم الاعتراف بالمحاولات الفاشلة لاعتبارات عديدة .
المرجح إن التجارب الصاروخية الفضائية قد منيت بالفشل لاسباب كثيرة من ضمنها تعرض مركبة إطلاق القمر الصناعي للانفجار ربما بسبب عمل تخريبي ،خاصة مع تصاعد وتيرة العمليات الاستخبارية الاسرائيلية ، حيث تزامن ذلك مع اعتقالةت طالت شخصيات عسكرية وامنية ايرانية من ضمنها نخب مشرفة على البرنامج الصاروخي الايراني مثل العميد علي نصيري .

وعلى مدى السنوات الماضية كانت هناك خمس عمليات إطلاق فاشلة على التوالي لبرنامج إيران الفضائي، وفي المحاولة الفاشلة عام 2019 قالت السلطات في ذلك الوقت، إن حريقًا منفصلًا في ميناء الإمام الخميني الفضائي في فبراير 2019 أسفر عن مقتل ثلاثة باحثين.
وأثارت الإخفاقات المتتالية الشكوك حول زيارة وتيرة التخريب الخارجي في برنامج إيران الصاروخي.
لاشك بأن استمرار طهران في إطلاق مثل هذه الأقمار الصناعية يمثل تحديا لقرار مجلس الأمن رقم 2231التابع للأمم المتحدة،والذي دعا إيران إلى عدم القيام بأي نشاط يتعلق بالصواريخ الباليستية القادرة على حمل أسلحة نووية، حيث من المؤكد ان اطلاق ايران لمثل هذه الصاروخ يشكل غطاء لاختبار قدراتها على صعيد الصواريخ البالستية بعيدة المدى .

مقالات ذات صلة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى