تقول ايران انه على الرغم من أنها ليست المرة الأولى التي يعتزل فيها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر العمل السياسي، ويوجه بإغلاق المؤسسات التابعة له، فإن هذه المرة كسابقتها لا تبدو قطعية ونهائية ،وهذا ما عرضت له الصحافة الايرانية التابعة للحرس الثوري الايراني التي دخلت بقوة على ما يجري من تطورات دراماتيكية مهمة ، وبدأت بتناول الدوافع والمالأت ورسم السيناريوهات ، حيث وصفت الوضع القائم الآن في العراق بـ”الخطير”، و سيكون له تداعيات سلبية مفصلية لا يحمد عقباها ، معتبرة أن الصدر قد مهد في وقت سابق للانسحاب من العمل السياسي، ولكن ليس بهذه الصيغة الغير واضحة وغير المفهومة الدوافع والاسباب ، حيث سبق لزعيم التيار الصدري أن أعلن انسحابه من العمل السياسي في العراق وإغلاق جميع مكاتبه السياسية ،وحل تياره وإلغاء ارتباطه بالكتلة التي تمثله في مجلس النواب، وذلك منتصف فبراير/شباط 2014، مهددا من يتكلم بخلاف ذلك بـ”المساءلة الشرعية والقانونية”، من دون أن يتضح إذا ما كان هذا القرار مؤقتا أو نهائيا في حينها، لكنه ما لبث ان عاد، وهذه المرة ستكون كسابقتها على حد زعم الاعلام الايراني .
الرؤية الايرانية وصفت مايقوم به الصدر بالخطوة التكتيكية للمشاركة بشكل أكبر في القضايا السياسية العراقية والانخراط بها ، معتبرة أنه بينما كانت الجماعات السياسية العراقية تحاول إنهاء المأزق السياسي الذي دام قرابة عام في البلاد من خلال تشكيل حكومة على الفور، قام الصدر بإطالة أمد الازمة وتعقيدها عبر تعويق عملية اختيار رئيس الوزراء بسلوكه المتقلب خصوصا في الأسابيع الأخيرة.
وأضافت: “ها هو الآن قد صدم كل العراقيين في لعبته “الصبيانية” الأخيرة المتمثله في اعتزاله السياسة بهدف اثارة مشاعرهم ، والتلاعب بعواطفهم ”، و أنّ ما قام به ليس المقصود منه عدم إفساح المجال للقوى الأجنبية لاستغلال ما يحدث وإحداث حرب أهلية في العراق كما يدعي ، بل سيعقد الازمة ، وسيسهل من التدخل في الشأن العراقي ، فالصدر بخطواته لا ينوي باي حال من الاحوال منع حصول فتنة جديدة في العراق، لأنّ الولايات المتحدة واطراف اقليمية تريد إيجاد فتنة في البيت الشيعي في العراق، على حد قول الاعلام الايراني، مشيرًة إلى أنّ الصدر لا يزال يسعى لاستغلال الأجواء السياسية في العراق للعودة إلى السلطة باي ثمن ولو كان على حساب مسلسل دماء العراقيين ، على الرغم من الشكوك بأن قرار الاعتزال لن يكون جديًا هذه المرة ولا في المرات القادمة .
كذلك ركزت الصحافة الايرانيةعلى موضوع المرجعية مستذكرة بأنّ آية الله محمد باقر الصدر (والد مقتدى الصدر) كان قد دعا بوضوح قبل استشهاده لتقليد آية العظمى السيد كاظم الحائري من بعده، لافتاً إلى أنّ الحائري اليوم أعلن بوضوح إنّ آية الله خامنئي هو أفضل شخص ومرجع أعلم في إدارة شؤون الأمة الإسلامية، ويجب طاعته، معتبرة ردة فعل الصدر على ذلك لم يكن متوقعا على الإطلاق، ولن يكون مقبولا على الاطلاق ، وهذا يشير الى ان الصدر يحاول دائما الوصول إلى السلطة من خلال سلّم الدين وعباءته ، وهو بذلك يعكس مدى ارتباكه، عبر محاولة تهميش توصيات آية الله الحائري بإعلان استقالته، ومحاولته الحثيثة إحداث أزمة جديدة وغير مبرره ،معتبرة ان العراق يسير باتجاه الحرب الداخلية نتيجة تصرفات الصدر غير المسئولة ، متوقعة غروب نجم الصدر وافوله الى الابد نتيجة لذلك .