ايران والغزو الروسي لاوكرانيا

اثار الهجوم الروسي على اوكرانيا الكثير من ردود الفعل الرسمية والشعبية داخل الساحة الايرانية ففي اليوم الأول من الغزو الروسي لأوكرانيا، أيَّد إبراهيم رئيسي في محادثة هاتفية مع فلاديمير بوتين الهجومَ عمليًّا، وقال: إن “توسع الناتو يشكل تهديدًا خطيرًا لاستقرار الدول المستقلة وأمنها في مختلف المناطق”. وأضاف أنه يتمنَّى “أن يكون ما يحدث في مصلحة الشعوب والمنطقة”.
هذا وقد أثارت هذه التصريحات ردود فعل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي الايرانية ؛ حيث وصف المستخدمون الموقف الإيراني مشابهًا لموقف الدول المستعمرة “روسية” التي اسهمت في تقطيع اوصال الدولة الايرانية عبر الناريخ . وأشار بعض المستخدمين -أيضًا- إلى أن تركيا التي ترتبط بعلاقات مميزة سياسية واقتصادية مع إيران هي ايضا عضو في الناتو ، حيث اقام فيها عددا من القواعد الامريكية ؛لاسيما قاعدة انجيرليك والتي تحتفظ فيها واشنطن باكبر ترسانه عسكرية في الشرق الأوسط.
وبالمقابل وصفت وسائل الإعلام الايرانية ،خاصة المحسوبة على الجناح المحافظ والحرس الثوري الايراني ا الهجوم الروسي بأنه “عملية عسكرية نوعية هدفها وقف المؤامرة الغربية ضد روسيا “؛ ردًّا على طلب من زعماء انفصالي “دونباس”. ووصفت وكالة أنباء “تابناك وتسنيم وفارس ” في بعض تقاريرها الهجومَ الروسي بأنه رد فعل على “العدوان الأوكراني الذي يسعى الى رئيسه الى توسع حلف الناتو لمحاصرة روسيا والمنطقة “.
معتبرة ان وصف قيام روسيا لاوكرانيا بأنها كذبة سمجه لانها كانت “إحدى ممتلكات الدولة الروسية”.
وأكد أنه لا يتعيَّن لاحد “إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا”.
بالمقابل تناولت بعض وسائل الاعلام الاصلاحية المسألة الاوكرانية من زاوية الاعتراض على الموقف الرسمي الايراني قائلة : “ان علينا ان نتذكر دائمًا فصل جورجيا وأذربيجان وأرمينيا من إيران من قبل روسيا والدعم السوفيتي لصدَّام حسين في هجومه على إيران وتزويده بترسانه هائلة من السلاح لاسيما الصاروخية التي استخدمت لتدمير المدن والبنية التحتية الايرانية “،مطالبة “بعدم دعم روسيا، وانه ليس هناك ما يضمن أنها لن تهاجم إيران مستقبلا ،كذلك ضرورة استحضار ما ذكره وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف حول دور موسكو ومساعيها لعدم الاتفاق النووي مع الدول الغربية في العام ٢.١٥ ،اضافة الى دورها في سوريا وتوافقها مع إسرائيل حول تحجيم النفوذ الايراني هناك، مذكرة بعدم نسيان المعاملة المهينة التي تعرض لها الرئيس الايراني اثناء زيارة لموسكو مؤخرا من قبل بوتين “.
كما سخرت من المسؤولين الإيرانيين من امتناع أمريكا وأوروبا عن مواجهة روسيا ،معتبرة ان هناك فخا تم نصبه للرئيس “بوتين “هدفه استنزاق قدرات روسيا الاقتصادية والعسكرية على غرار الفخ الذي وضع لصدام حسين لاحتلال الكويت في اغسطس من العام ١٩٩٠م .
بالمقابل عبر عدد من المسؤلين الايرانيين عبر تويتر عن مواقفهم منتقدين الموقف الاوكراني الذي تم فيه الاعتماد على الولايات المتحدة ولم تستطع الدفاع عن حدودها ضد روسبا لأكثر من ست ساعات”.
كما أشار علي شمخاني، سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، إلى انهيار الأسواق المالية بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، وقال: “عدم الاستقرار وانعدام الأمن في النصف الشرقي من الكرة الأرضية سيلحق أضرارًا جسيمة بالمصالح الغربية، ويمكن أن تكون أزمة أوكرانيا درسًا”.
بالمقابل كتب حشمت الله فلاحت بيشة، الرئيس السابق للجنة الأمن القومي بالبرلمان الايراني ، على تويتر: “بوتين وبوش وترامب وهتلر وستالين هم زعماء عصابات و مصاصو دماء لم يسمحوا للبشرية بالعيش في سلام. غزو أوكرانيا هو بداية حرب باردة جديدة في العالم ، وفوضى عالمية وهيمنة حكام أقوياء وقمعيين ، وسيكون لذلك تداعيات خطيرة على الامن الاقليمي والعالمي سياسيا واقتصاديا وعسكريا وامنيا “.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى