فيما يعكس خطوة تصعيدية تهدف ايران من ورائها الترويج لتطوير قدراتها واستراتيجتها الهجومية في المنطقة وبهدف توجيه رسائل تهديد متعددة ؛ أكد قائد سلاح الجو بالحرس الثوري الإيراني، أمير علي حاجي زاده، على نجاح ايران في “تعزيز” القدرات الصاروخية لدى نظام بلاده، مشيرا إلى أن طهران “قادرة على إطلاق 60 طائرة مسيرة في الوقت نفسه” وأن ايران مهتمة باستراتيجية بناء المدن الصاروخية وتطوير عمليات حفر الانفاق على مدار الساعة ، وأضاف حاجي زاده في تصريحاته خلال مراسم إزاحة الستار عن مقرين تحت الأرض “للصواريخ والطائرات المسيرة”، أنه بسبب المدى البعيد لهذه الطائرات المسيرة، فإن الحرس الثوري الإسلامي ليست لديه “حدود لأهدافه” في استخدامها.
كما ادعى حاجي زاده أن القوة الصاروخية وإطلاق النار المتزامن للقوات المسلحة الإيرانية ارتفعا إلى “7 أضعاف” وأن وقت الاستعداد لإطلاق النار تم تقليصه بشكل كبير أيضا.
يشار إلى أن هذ هي المرة الأولى التي يكشف فيها سلاح الجو التابع للحرس الثوري الإيراني عن مقر للطائرات المسيرة. فيما اشارت وسائل اعلام ايرانية تابعة لاستخبارات الحرس الثوري الإيراني أن القاعدتين تم إنشاؤهما تحت الأرض على شكل أنفاق في قلب الجبال الإيرانية المرتفعة وتضم القاعدتان منظومات صواريخ أرض- أرض بمعدات متطورة، بالإضافة إلى طائرات مسيرة هجومية، قادرة على اختراق رادارات ودفاعات العدو.
هذه التصريحات تزامنت مع زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطالقة الذرية، رفائيل غروسي، إلى طهران، في إطار الجهود المبذولة لإحياء الاتفاق النووي، وإجراء مباحثات حول الأنشطة النووية الإيرانية.
يمكن القول ان هذه التصريحات تمثل محاولة جديدة لاستعراض قدرات الحرس الثوري ،وارسال رسائل تهديد محتملة وردعية تهدف الى الترويج من خلالها لزيادة قدرات ايران وفعاليتها على الرد ضد اعدائها في المنطقة ، والتلويح ربما باستراتيجية الاغراق الصاروخي عبر كثافة قصف الخصم من مناطق وبأساليب مختلفة في وقت واحد خاصة بعد التخوف الايراني من تداعيات اقامة علاقات اسرائيلية مع بعض الدول الخليجية ، وزيادة وتيرة عمليات التخريب والاستهداف الاسرائيلي ضدها ،اضافة الى التقدير الايراني بضرورة تفعيل استراتيجية التصعيد ربما ليس من خلال من خلال وكلائها فحسب بل عبر استعراض قدراتها الذاتية ، الى جانب تعزيز تطوير تقنيات التخفي ومباغتة الخصم بشكل افضل.
