بغداد على جسر الجادرية

خرجت
بغداد في الليل
تتفقد بيتها واولادها
وقفت على جسر الجادرية
فناداها دجلة
كيف الحال يا بغداد
كما تراني قلقة من الاخبار
مدرعات في الشوارع
واعتصامات قرب الخضراء
وطيارات مسيرة في سمائي
كل هذا من اجل الكراسي
يا ليتهم اهتموا بالبناء والعمران
كما اهتموا بانفسهم واحزابهم

انظر الى عواصم العرب
كيف حالها الان
ناطحات السحاب
وشوارع مبلطة
وحدائق وبحيرات
ومستشفيات ومدارس تفتح النفس
وقانون ونظام ودولة وحماية الناس

مقالات ذات صلة

بالامس اتصلت صديقتي دبي
وطلبت مني المجيء اليها
لديها حفل كبير
وكل عواصم العرب مدعوين
اعتذرت منها
اجابها دجلة لماذا اعتذرتي
لم اجد في دولابي سوى ملابس سوداء
فكيف اذهب والحزن يغطي جسدي
وسوف ارى القاهرة ودمشق والرياض ومراكش
يرتدون اجمل الثياب
ماذا اقول لهم
انا فقيرة وكل الخيرات عندي
اخجل ان اقول
اولادي سرقوني
ويتقاتلون من اجل المغانم
فلهذا اعتذرت لصديقتي دبي
وقلت لها مبارك لكِ البناء والابناء والحكام
عسى ان نلتقي عندما
تصحى ضمائر اولادي
وارتدي ثياب ملونة
فانا اعشق اللون الرمادي
ويعجبني ان البس كعب عالي
هل تعرف يادجلة
منذ سنين لم اسمع ناظم الغزالي
كلما افتح التلفاز
اقرأ خبر عاجل
انفجار واستشهاد خمسين عراقي
حتى اني نسيت الفرح
واصبح الحزن رفيقي

تركت بغداد دجلة حزين
واتجهت نحو الكرادة
فرأت سيطرة عسكرية
طلبوا هويتها
قالت انا بغداد
درة العواصم
وهذه مدينتي
وهويتي عمرها ١٢٥٣ سنة
اجابها العسكري
انه القانون يا سيدتي
لا نسمح لكِ بالمرور
لأنكِ لا تحملين مستمسك رسمي
قالت للعسكري
صدقت دمشق
عندما التقينا قبل مئة عام
قرب الفرات
سياتي زمان
نصبح نحن الغرباء
ويطلبون منا تأييد من المختار
بأننا لم نعكر الامن
وسيرتنا حسنة ونمدح السلطان

عادت بغداد
فناداها دجلة
ها يا بغداد
لماذا لم تذهبين الى الكرادة
قالت له
يقولون اني غريبة
ويجب ان ادخل بفيزة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى