“بولتون ضحية إيران”

أعلن  الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب” ، مساء الثلاثاء 10 سبتمبر (أيلول)  وبشكل مفاجيء عن إقالة جون بولتون من منصب “مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض”. وذکر “ترامب” أن سبب الإقالة هو معارضته لآراء “بولتون”، و أکد أن الأشخاص الآخرين في الحكومة لديهم نفس الرأي. وقال “ترامب” : “لقد طلبت منه الليلة الماضية أن يستقيل، وقد تقدم باستقالته، صباح اليوم”.

“جون بولتون” الذي كان معروفًا بأنه أحد أكثر السياسيين الأمريكيين راديكالية ومعارضة لإيران ، شغل منصب مستشار الأمن القومي للرئيس في 9 أبريل 2018 وهو رابع مستشار للأمن القومي ل”ترامب” في السنوات الثلاث الماضية، وبالطبع بقي في هذا المنصب أكثر من الثلاثة الذين كانوا قبله،  وعندما قام  “ترامب” بتعينه  في هذا المنصب،قال العديد من المراقبين السياسيين إن هذه علامة على تشدد سياسة الولايات المتحدة تجاه الحكومة الإيرانية.

مقالات ذات صلة

 “جون” بولتون دائمًا الذي أشار  إلى أن إيران  باعتبارها نظامًا يهدد الأمن والمصالح الأمريكية، حيث  تزامن وجوده في البيت الأبيض مع انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، وبداية فرض عقوبات موسعة  ضد إيران ، ثم ممارسة سياسة الضغط الأقصى عليها من خلال استراتيجية الخنق الاقتصادي ، ما  جعل السياسة الخارجية الأمريكية ضدها  أكثر تشددا من ذي  قبل.

طروحات ” بولتون ” ركزت على أن السياسة الأمريكية الصحيحة تجاه إيران ينبغي أن تركز على ضرورة تعديل السلوك  العدائي الإيراني تمهيداً للإطاحة بنظام الملالي ، وأن  الحل الوحيد هو تغييره،  طروحات ” بولتون ” وجدت صدى واسعاً أثناء خطاباته  أثناء احتفالات منظمة مجاهدي خلق إلى “بولتون” الذي بشر أكثر من مره  بأن النظام الإيراني  ستيسقط قريبًا، وبحسب ما كانت تروج له حكومة الملالي في طهران ، فإن ” بولتون” كان يتلقى ما بين 40 ألف دولار و 80 ألف دولار لكل خطاب في اجتماعاته  مع مجاهدي خلق .

  الصحف  الإيرانية احتفلت  بدورها بعزل “جون بولتون “مستشار  الأمن القومي الأميركي ، وتسابقت في نشر تكهناتها حول أسباب الخلاف بين “ترامب” و”بولتون”، حيث رحبت الصحف الإصلاحية بعزل الأخير من البيت الأبيض باعتباره نقطة تحول في سياسة “ترامب “لصالح إيران، حيث عنونت أحد الصحف الإيرانية على صدر صفحاتها متسائلة: “بولتون “ضحية إيران الاتفاق النووي الذي بات  أكثر تعقيداً ، وأن الإدارة الأميركية باتت أمام طريق مسدود ، نظراً لأن المفاوضات  مع واشنطن غير واردة حتى يتم رفع العقوبات.

وحول توقعات  وسائل الإعلام بأن إقالة “بولتون” ستسهل  من إمكانية إجراء حوار بين  إيران والولايات المتحدة، فقد اعتبرت  سياسة طهران  في هذا المجال واضحة للغاية، وهذه السياسة لا علاقة لها بالتغييرات في الإدارة الأميركية، إذا لم يتم إلغاء العقوبات  الاقتصادية الأميركية، فإنه لن يكون هناك مجال للحوار ، لأن “بولتون”  رحل في نهاية المطاف  ، وإيران ما زالت صامدة   ، حيث غادر الساحة مثلما غادرها جميع من تواطأ ضد إيران، وبهذا تم  إخراج أكبر داعم للحرب والإرهاب الاقتصادي، وأن ذلك بمثابة دليل قاطع على فشل إستراتيجية فرض الضغوط القصوى من قبل أميركا، في مواجهة إيران  حسب  ما صرح به الإعلام الإيراني .

يشار إلى أن جُل المسئولين الإيرانيين ، كانوا في الأشهر الأخيرة يزعمون أن جون “بولتون” هو المسيطر على  قرار البيت الأبيض تجاه  إيران ،  النتيجة أن هناك شبه إجماع  من جانب ساسة إيران الرسمين  على أنه من السابق لأوانه الحكم  على تداعيات هذه الاستقالة  على علاقات واشنطن مع طهران ، وحسب الرؤية الإيرانية الدفع  باتجاه تبني الخيار العسكري ضد إيران قد قل مع رحيل “بولتون” ، وكان “ترامب “نفسه يصرح بذلك أكثر من مره ، لكن ما إذا كانت سياسة أميركا المتشددة ستتغير أم لا، فإن ذلك يعتمد على  عدد من العوامل المختلفة التي تؤثر على السياسة الخارجية الأميركية، في الوقت الذي أكد فيه ” دونالد ترامب” رغبته في مقابلة حسن روحاني ، وتصريحات وزير الخارجية الأميركي اللافته ” مايك بومبيو”، والتي  اعتبر مثل هذا اللقاء ممكناً  على هامش اجتماعات الأمم المتحدة ، بدورها أكدت طهران  أنه  يمكن  التحدث عن   هذا اللقاء والتفاوض عند إلغاء العقوبات الأميركية ، والرجوع إلى الاتفاق النووي ، و التفاوض ضمن مجموعة 5+1 .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى