تاريخ الحركة السياسية في البصرة

الجزء الثاني

اما الحركة القومية في البصرة فكان يطلق على كوادرها تسمية القوميين لانه لم يظهر بعد فرز في التسميات في تلك المرحلة فقد كانت متداخلة ما بين البعثيين والقوى القومية، حيث تأسس حزب البعث في البصرة عام ١٩٥٤ من قبل هاشم عبد الرزاق السامرائي الذي كان مدرس في العمارة وقام بنقل التنظيم الى البصرة وايضاً من مؤسسين التنظيم في البصرة شوكت بلايا ( مسيحي ) ووداد الناهي الذي كان مدرس في ثانوية الفيصل وطه الرشيد من الزبير وفتحي حسين، وايضاً من الكوادر الاوائل راضي الركابي واحسان السامرائي ويحيى المناصير وفاروق العمر والدكتور كامل الدوري وموفق جاسم شوقي وعبد اللطيف الحميدان وفاروق بركات ومن الكادر النسائي منال النعمة وسعدية الفرحان وبثينة السواد .. وبعد ثورة ١٤ تموز ١٩٥٨ تولى تنظيمات البصرة فتحي حسين وراضي الركابي وجاسب الامارة واحسان السامرائي وطه الرشيد وجبران خليل وفاروق العمر .. اما القوميين منهم الذين انشقوا من البعث ( جماعة فؤاد الركابي ) .. وجماعة القوميين العرب وممثليهم في البصرة المحامي نوري الوافي وعبد الاله الغالي وكريم جابر وجودت القزويني – الا ان تسمية القوميين كانت تطلق على الجميع بسبب تأثير الثورة المصرية بقيادة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر التي بلغ صداها ليس فقط على صعيد البصرة وانما على صعيد العراق والوطن العربي لذلك أمتد الشعور القومي العروبي في مواجهة المد الشيوعي بعد اتهام عبد الكريم قاسم الانفراد في السلطة واصبحت الثورة الفتية لا تخلو من العنف والصدام وغالباً ما كانت تنعكس تلك الصدامات على البصرة خصوصاً خلال فترات الانتخابات النقابية او الطلابية وكانت أشهر معركة حصلت بين الطرفين في انتخابات نقابة المعلمين في عام ١٩٥٩ والتي جرت في متوسطة النضال للبنين الواقعة على نهر نظران في منطقة البصرة القديمة وقد اشتدت الاشتباكات بحيث لم تتمكن الشرطة من فضها الأ بعد تدخل آمر الانضباط العسكري واستمر هذا الحال في تلك المرحلة التي اتسمت مابين الكر والفر لحين حصول ثورة ٨ شباط ١٩٦٣ بغض النظر عن التسميات سواء ثورة او انقلاب لان تلك التسميات أمر مرتبط بالانتماء السياسي والفكري للاشخاص الذين عاصروا تلك المراحل التي مرت في العراق، والمهم في ذلك التاريخ تم ازاحت حكم الزعيم عبدالكريم قاسم واستئثار البعثين في السلطة، وبالرغم مما حدث لا احد ينكر عفة الزعيم ونزاهته .. ويذكر محسن الشيخ راضي القيادي البعثي في مذكراته بأن البعثيين بعد ٨ / شباط ١٩٦٣ قد نالوا من الشيوعيين قسوة وشراسة من قبل الحرس القومي لم ينالوا مثلها في عهد النظام الملكي كرد فعل انتقامي على ممارسات التنكيل والبطش التي قام بها عناصر من المقاومة الشعبية، بينما يختلف الحال في البصرة في تلك المرحلة التي كانت الاحداث اقل حدة مما كان يحصل في بغداد حيث كانت قيادة تنظيم البعث في البصرة بعد ٨ شباط ١٩٦٣ تتألف من شعبان جاسم الذي حصل في داره اول مؤتمر قطري للحزب والذي قرر تحويل تنظيم المنطقة الجنوبية الى البصرة وايضاً كان من القياديين في التنظيم راضي الركابي واحسان السامرائي وعبد الواحد تركي وفتحي حسين الذي اصبح امراً للحرس القومي الذي قام باعتقال كوادر الحزب الشيوعي وايضاً رموز الحركة القومية الناصرية في ذلك الوقت، وكان من البعثيين البارزين في البصرة في تلك المرحلة مهدي آصف وموفق جاسم شوقي وجهاد العمر .. وبقي الوضع مضطرباً لحين حركة الثامن عشر من تشرين عام ١٩٦٤ التي قادها المشير عبد السلام عارف ومجموعة من العسكريين البعثيين في ازاحة الحرس القومي ثم ازاحة حكم البعث من السلطة واصبح الحكم بيد القوى القومية الناصرية المتعددة الاطراف والمتشعبة الاسماء والطموحات واستمرت بينهم الحوارات من اجل انبثاق تنظيم موحد يشمل كل القوى الناصرية على غرار تجربة الاتحاد الاشتراكي العربي في مصر فقد اعتمد المشير عارف في ١٤ تموز ١٩٦٤ على صبحي عبد الحميد في تشكيل الاتحاد الاشتراكي كتنظيم قومي موحد تنصهر فيه الحركات القومية ذات الاهداف المشتركة والتي تعمل من اجل تحقيق الوحدة مع الجمهورية العربية المتحدة وقد حلت اربعة تنظيمات قومية نفسها وانضمت الى الاتحاد وهي حركة القومين العرب، والحزب العربي الاشتراكي، وحركة الوحدويين الاشتراكيين، والوحدويون الاشتراكيون الديمقراطيون، وقد القت تلك التطورات بظلالها على البصرة حيث تم اتخاذ بهو البلدية في العشار مقراً للاتحاد الاشتراكي وكان من المقرر ان يكون يوسف الشنقيطي رئيسا للاتحاد الذي كان من رواد الحركة القومية في ذلك الوقت .. ولكن لم يتحقق النجاح لفكرة تنظيم الاتحاد الاشتراكي في صهر القوى القومية في بودقة الاتحاد بسبب الخلافات التي دبت بين الضباط القوميين وعبد السلام عارف والتي ادت استقالة خمسة وزراء من الحكومة منهم صبحي عبد الحميد وعبد الكريم فرحان وزير الثقافة والإرشاد وأديب الجادر وزير الصناعة وعبد الستار علي الحسين وزير العدل وفؤاد الركابي وزير الشؤون البلدية وعزيز الحافظ وزير الاقتصاد .. ونتيجة فشل تأسيس الاتحاد الاشتراكي تشكلت الحركة العربية الاشتراكية وتم اختيار صبحي عبد الحميد أميناً عاما لها وقد تولى قيادتها في البصرة هادي محمد جواد الذي التحق فيما بعد بالتنظيمات الفلسطينية الفدائية في بيروت بعد نكسة حزيران وحل مكانه سلطان التميمي وكذلك من ابرز قيادات الحركة مهدي آصف وكاظم الشيخ والخط الثاني لؤي الرحماني وجاسم المعروف وعصام الشريدة وعبد الجبار السواد وعدد من طلاب جامعة البصرة ومنهم قاسم عبد السادة ومعن الشاوي ورشيد العجيل الذي اتهم بتعاونه مع مديرية امن البصرة والذي برر ذلك بأن المديرية تابعة للنظام وانه كان يرفدها بنشاط القوى المعادية وبالرغم من ذلك فصل من التنظيم بسبب سلوكه الفردي بدون علم الحركة .. 
يتبع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى