تخوف ايران من تطور الازمة السياسية في باكستان

تاكيدا لأن ضمان مصالحها في باكستان يعد اكثر اهمية من الناحية الاستراتيجية في هذا التوقيت المهم والحيوي خشية من توظيف اية تطورات الأزمة السياسية الداخلية في باكستان للتأثير على الامن القومي الايراني ، بالإضافة إلى تأثر ذلك بنزاعات القوى السياسية الداخلية الباكستانية ، مضاف لها أيضًا تداعيات الازمة الاقتصادية في باكستان على مدى السنوات الثلاث الماضية بسبب كورونا ووقف بعض المساعدات الخارجية، الى جانب ظروف غير مسبوقة تعيشها الدولة هناك وانعكاساتها على الدولة الايرانية ؛ كتشديد القبضة المخابراتية والذي بات يشكل الخطاب السياسي في الدولة، مع محاولة رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان ترسيخ عملية بقائه في السلطة، ومتابعة سياساته الجديدة الهادفة للموازنة بين المطالب المحلية، ومحاولة توفير أرضية للنمو الاقتصادي ، مع محاولة الانفتاح بشكل اكبر لعلاقات اكثر تطورا مع روسيا والصين وهو ما لن تقبل به الدول الغربية واميركا ، وستسعيان بشكل دؤوب للاطاحة بحكومته مهما كلف الامر ..، كل هذه المعطيات وغيرها تؤثر بشكل او باخر على مقياس متعدد الدرجات على امن ايران ومصالحها الحيوية وعلاقتها مع الدولة الباكستانية .
ترى طهران إن عضوية باكستان في منظمة شنغهاي للتعاون، ورابطة الدول المستقلة التي تشير إلى أهمية إسلام آباد لبريطانيا، والعضوية في منظمة المؤتمر الإسلامي، تمنح باكستان ورقة قوية لدور الوسيط السياسي الذي يمكن ان تلعبه ؛ لاسيما بين إيران والسعودية ؛ خاصة
يعد التأثير على أفغانستان واستخدامها كعمق استراتيجي ربما لمزيد من التعاون مع الهند ، الذي يعتبر مثالاً على دور إسلام آباد في هذه المنطقة، نظرًا للقدرة الاقتصادية وتزايد حجم السكان ومتطلبات السياسة الخارجية الباكستانية، التي تشهد تصميمًا جديدًا ،فإن دور باكستان في المنطقة والاقليم يزداد أهمية.
ترى طهران أن باكستان في عهد رئيس وزرائها الحالي أصبحت لاعبًا هامًا في السياسة العالمية، ودفع الدور الباكستاني الجديد عمران خان ومؤيديه إلى البحث عن فرص جديدة مع الشرق والاستفادة من الغرب، وحث معارضي عمران خان للوقوف ضد التهديدات والمخاطر المزعومة التي تشكلها تصرفات الحكومة الجديدة ، اضافة الى تنامي المشاكل داخليًا وإقليميًا، من هنا باتت باكستان حاليا تمر بمرحلة ولادة سياسية جديدة ، حيث يمكن لإيران أن تتخذ خطوات أكثر فاعلية في صياغة مقارباتها تجاه باكستان. وعليه، باتت طهران تسعى إلى تعزيز التعاون السياسي والثقافي والاقتصادي.
إقليميًا.
المؤكد أن توترات اليوم في باكستان، والتي أدت إلى حل البرلمان و محاولة إقالة رئيس الوزراء وتوقع انتخابات مبكرة، تخلق ظروفًا وتحديات خطيرة لإيران، وهي ظروف باتت تنتبه فيها السياسة الخارجية والأمنية لطهران على تداعيات ذلك على مصالحها العليا، وانعكاس ذلك على مسار التطورات الداخلية لديها.
المرجح ان ايران باتت تتحسب استخباريا وعسكريا لجهة تعزيز أمن الحدود الجنوبية الشرقية لمنع ما اصطلحت على تسميته بالخشية من تجدد دور الحركات الانفصالية هناك، ومحاولة منعها من العبث بالامن الاستراتيجي لايران ، وتوظيفها كرأس حربة لتهديد امن ايران مجددا ، اضافة الى اهمية سعي طهران لدعم الشيعة الباكستانيين بشكل اكبر على وقع ما يجري في باكستان بشكل كامل ، وبأليات جديدة كأقلية وبشكل دائم، مضافا لها محاولة ضمان أمن ميناء “تشابهار” الهام والإستراتيجي بالنسبة لايران خاصة في هذا التوقيت بالذات ، واعتبار هذه الاستراتيجيات مبدئيا كرد فعل مناسبة ،لموازنة التهديدات المحتملة في هذه المنطقة الجغرافية المثقلة بمصادر التوتر بالنسبة لايران .

مقالات ذات صلة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى