تفجر الصراع بين “آيات الله ” : قراءة في الإعلام الإيراني

بدأت معركة كلامية –  غير مسبوقة -حامية الوطيس  في منتصف  أغسطس الحالي في إيران ضد رئيس “مجمع تشخيص  مصلحة النظام الإيراني ، رجل الدين الإيراني آية الله صادق لاريجاني ، رجل النظام القوي وأحد أبرز المرشحين لخلافة خامنئي ،  حيث عنونت أحد الصحف الإيرانية : من أين لك القصور؟ في اتهام موجه إلى  رجل الدين لاريجاني .

هذه الاتهامات برزت على لسان  رجل الدين أية الله  محمد يزدي، أمين عام جمعية مدرسي حوزة قم العلمية-   والتي جاءت في أعقاب الانتقادات الموجهة لرئيس السلطة القضائية الإيراني  السابق- على رسالة صادق لاريجاني إلى مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي ،  والتي هدد على إثرها بمغادرة إيران .

وفي التفصيلات ، وفقا للتقارير المنشورة في وسائل الاعلام الإيرانية ، حيث تم تداول تصريحات لآية الله يزدي  واتهاماته  لآية الله لاريجاني ، والتي تم نقلها إلى الاعلام ، و جاءت خلال لقائه مسئولي ومساعدي مركز بسیج أساتذة حوزة قم العلمية، في الوقت الذي رشحت  هناك تسريبات  عن معلومات تفيد برسالة  قام صادق لاريجاني  بارسالها  إلى مرشد الجمهورية الإسلامية للتوسط من أجل أكبر طبري  –  الذي شغل منصب المساعد التنفيذي لمكتب رئيس السلطة القضائية في عهد صادق لاريجاني ، حيث تم اعتقاله مؤخراً بتهم فساد  كبرى – ما جعلت لاريجاني يرسل رسالته  والتي هدد فيها “بالهجرة إلى النجف الأشرف”  إذا لم يتم اطلاق سراح مساعده السابق .

السجال بين الشيخين  انتشر كالنار في الهشيم في أغلب الصحف و المواقع الاخبارية  الإيراني ة ، سحابة الأسبوع الماضي وهذا الأسبوع ، وبات حديث الساعة .

الأمر لم يقف عند تبادل الاتهامات  بالفساد المالي ، بل تجاوزت  بين الاثنينن لاتهام كل طرف إلى الآخر بالتدليس والخداع والكذب والأمية ، ووصلت إلى حد الجهل الديني ونشر الخزعبلات والانحرافات بين الشعب الإيراني  .

ما يجري أحدث حالة بين الذهول ، ما جعل آية الله مكارم شيرازي يدخل  على الخط  في محاولة بائسة للتهدئة ، لكن دون جدوى ، في الوقت الذي يقف فيه  المرشد خامنئي  على الحياد ، لازال يقف متفرجاً .

 في حين حاولت الصحف الإيرانية  الدخول على خط الوساطة للتهدئة مطالبة بوقف الجدال وتبادل الاتهامات بين ايات الله ، لأن ذلك سيكون له نتائج وخيمة على الدولة والنظام الثوري الإيراني ، مطالبة بنزع فتيل التوتر فوراً ، في حين تعمدت  بعض الصحف  تصعيد الأمور بعد  أن عنونت  على صدر صفحاتها صورة لاريجاني  ويزدي وجها لوجه، مع عناوين مثيرة، فكان عنوانها: “رد الشيخ على  الشيخ  ، مطالبة   بضرورة كشف  الأمور ، ورد الحجة بالحجة لاقناع الناس  ، بعد هذه التصريحات من أحد أعمدة النظام الإيراني ، في حين طالبت الصحافة  الأصولية المقربة للحرس الثوري،آيات الله  بالتوقف ، و نشر بعضها  مقالا موسعا على صدر صفحاتها جاء تحت عنوان أين  موقع المواطن من صراعكما؟”، جاء فيه: “السادة لا يعرفون البديهيات، وعن طريق خطبهم ورسائلهم يقدمون للعدو الكلمات ليصنع منها الجمل  ويصنع المؤامرات كما يريد”. وخاطبت “الصحيفة ” المقربة من الحرس الثوري، لاريجاني ويزدي بالاسم، وكتبت: “لو لم تكونا رئيسين لمدة عشرة أعوام في السلطة القضائية، وأعضاء حاليين في مجلس صيانة الدستور، لما اهتمت الناس بجدالكما ، و اتهمت الشيخين بمحاولة السير بالنظام نحو  الهاوية،  وأنه ينبغي عليها أن يشخصا المصلحة، وأن لا يفرحا العدو أكثر  من ذلك  ، متكهنة أنه سيكون لهذا السجال تأثيراً خطيراً على النظام الثوري الإيراني ، وعلى الرعايا الشيعة في الخارج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى