تفجرت الأحوال فجأة داخل العراق، بعدما كشف سياسيون ومصادر عدة عن خطة قطرية – إيرانية لاغتيال السيد مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري، لموقفه الوطني الرافض لتوزير شخصيات محسوبة على الخارج في وزارتي الداخلية والدفاع.
وإصراره على تعيين مستقلين في هاتين الوزارتين.
ورفضه بكل قوة تعيين أي احد له ولاءات للخارج، وهو الموقف الوطني العراقي الذي أجج مشاعر أجهزة قطر وإيران عليه وبدأت تخطط لاغتياله.
وكشفت مصادر مطلعة، عن إصرار إيراني قطري على توزير كل من سليم الجبوري في وزارة الدفاع وفالح الفياض في وزارة الداخلية.
من جانبه هاجم السيد مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري، الكتل السياسية بسبب الخلافات حول وزارتي الدفاع والداخلية، مؤكدًا أنه لن يرضى إلا بوزيرين مستقلين لهاتين الوزارتين.
الجبوري والفياض
واحتدمت الخلافات في العراق حول الوزارات الأمنية، فيما أجل مجلس النواب جلسة كانت مقرَّرة لاستكمال التصويت على الوزراء المتبقين الى الاسبوع القادم.
وكشفت مصادر عدة عن مساعٍ إيرانية وقطرية لتوزير كلّ من سليم الجبوري في وزارة الدفاع، وفالح الفياض في وزارة الداخلية.
وقال الصدر في تغريدة له، على “تويتر”: ياقومي مالي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني الى المحاصصة والفساد، ويا قومي مالي أدعوكم إلى عزّة وكرامة الوطن وتدعونني إلى بيع البلاد، ويا قومي ما أردت إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله وبالشعب، ويا قومي إن ماكنة المحاصصة والرافضين لـ(المجرب لا يجرب) صاروا متحدين فيما بينهم لإعادة الوجوه الكالحة والفاسدة.
وأضاف الصدر: لن أرضى بوزير دفاع أو داخلية غير مستقل، وهو ما سيحفظ العراق واستقلاله وعزته، ويجعل القرار العراقي مستقلًا ومن داخل الحدود لا خارجها.
وتأتي تصريحات الصدر بعد الكشف عن اتفاق على منح سليم الجبوري القيادي السابق في الحزب الإسلامي العراقي المقرب من الإخوان المسلمين، وزارة الدفاع في البلاد بدعم مالي من قطر، وفالح الفياض المقرب من ايران وزارة الداخلية.
ونفى الصدر أن يكون هو “سببًا في تأخير إتمام تشكيل الحكومة، بل إنني سبب في تأخير مخططاتهم، داعيًا إلى “عدم السماع لهم أو الإصغاء.
واقترح الصدر، على رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، “الإسراع في طرح كابينته الوزارية المتبقية عدا وزيري (الداخلية والدفاع)، وفتح باب الترشيح لهما من قبل القادة العظماء الذين حرَّروا الأراضي المغتصبة من أيادي داعش، دون تدخل أي كتلة أو حزب أو جهة مطلقًا، لافتًا إلى أن جيراننا أصدقاؤنا لا أسيادنا في إشارة ضمنية إلى قطر وإيران وتدخلهما المباشر في اختيار الوزارات الأمنية.
وقال مصدر مطلع، إنّ “الخلاف حول وزارة الدفاع والداخلية بلغ مستويات عليا، إذ وصل عدد المرشحين إلى نحو 28، وذلك بعد الاتفاق بشكل مبدئي على منح الحقيبة للقيادي السني سليم الجبوري!
إغتيال
من جانبه أطلق السياسي البارز، ورئيس حزب الأمة، مثال الألوسي، تحذيرات من مغبة حراك إيراني – قطري، لاغتيال رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر؛ بسبب وقوفه ضد مرشحي وزارة الدفاع والداخلية.
وقال إن “مقتدى الصدر يتصدى بكل قوة إلى المشروع الإيراني – القطري؛ للسيطرة على وزارتي الدفاع والداخلية في العراق، من خلال الدفع بمرشحين موالين لهم، حيث يسعون بكل قوة لتنفيذ أجنداتهم الخاصة مستقبلًا في العراق”.
مضيفا أن “تصدي الصدر لن يستمر كثيرًا، فهناك حراك إيراني – قطري لاغتياله، وهذا الأمر غير مستبعد عليهم، فهم يسعون بكل وسيلة وطريقة لفرض نفوذهم في العراق.
وشدد الألوسي، على ضرورة أن تقوم الحكومة العراقية، وجميع الأطراف السياسية وغيرها، بتوفير كامل الحماية لمقتدى الصدر.
وقال خبراء، إن تحركات قطر وإيران تهدف إلى دب الفوضى في العراق. ولو حدث ذلك لاشتعل العراق تمامًا ودخل في آتون حرب أهلية مريرة وهو ما تريده الدولتان الان لتنفيذ مخططاتهما.
مؤكدين أن اغتيال الصدر سيكون باب جهنم على العراق كله لو حدث. ولن تنطفأ نيرانه الان.