لم يرعوي نظام بغداد الفاشي من إرتكاب الجرائم بإستمرار بحق شعب العراق الصابر، عن قصد وإصرار وتخطيط مسبق لتنفيذ جرائمه، بل إعتاد عليها كسياسة ممنهجة ثابتة، وما حدث في محافظة ذي قار الصامدة في أحد مستشفياتها ما هو إلا عملاً اجرامياً تستنكره وترفضه الشرائع الطبيعية والإنسانية.. ومما لايعقل أو لايصدق بأن مستشفى لا يتوفر فيها إجراءات لحماية المرضى أو مساعدتهم عندما يتعرضون إلى مشكلة ليس فقط في مجال الطب وإنما لمشكلة إنسانية، إنطلاقاً من أن الإنسان هو أساس كل مجتمع، وكما في انظمة العالم تعمل على توفير الأمان والاستقرار ورعاية شعوبها.
إن ما جرى من احتراق عشرات المرض الراقدين في مستشفى ( الحسين) في محافظة ذي قار ومفارقتهم الحياة، ما هو إلا عملاً لغاية تستهدف الثوار وعوائلهم في هذه المحافظة المجاهدة التي ما زال شبابها يقارعون نظام القتلة في بغداد ، نظاما فاشلا مستبدا تحكمه مليشيات مسلحة منفلته لا تقيم للإنسان كرامة ولآ لقانون أو عدالة أو مساوات.
فهل يعقل أو يصدق إغلاق باب المستشفى وهي في حالة حريق والتهاب النار في ردها تها والراقدين فيها، وعدم وجود منافذ إحتياطية للخروج أو وسائل لانقاذهم، تمكنهم من النجات بانفسهم، أو على الأقل توفير اسطوانات لاطفاء الحريق، وهي من أبسط مستلزمات المعالجة.
فالعراقيون أمام هذا
أ لمسلسل المستمر في جرائم الحرائق المعتمدة، لابد للمنظمات الحقوقية والإنسانية ليس في العراق فحسب وإنما في العالم كله ان توجه انظارها لهذه الحالات وان تجري تحقيق ومسألة إنطلاقاً من حقوق الإنسان والحفاظ على حياته وكما أعلنت عنها الأمم المتحدة، وإلا فإن شعب العراق سيتعرض إلى مآسي أكثر وخطراً أكبر إذ لم تجد حلا ً لهذه الكوارث ومسببيها في العراق.

452