من هو توماس روبرت مالتوس.. مالتوس باحث اقتصادي سياسي إنكليزي اهتم بالدراسات السكانية واشتهر بنظرياته الخاصة بالتكاثر السكاني في العصر الحديث.
ولد مالتوس في ١٤/٢/١٧٦٦ وتوفي في ٢٣/١٢/١٨٣٤. وهو ليس أول من بحث في نظرية نمو السكان فابن خلدون بحث في ذلك، منذ القرن الرابع عشر.
تمكن مالتوس أن يفرض نظريته على علم الاقتصاد عندما تحدث عن العلاقة الوطيدة بين تطور عديد السكان وتطور كمية الانتاج الزراعي. وفي ضوء ذلك تشكل علم خاص يرتبط ارتباطاً وثيقاً بعلم الاقتصاد وهو علم السكان.
وتركزت آراؤه حول حتمية النقص في المواد الغذائية بالنسبة لزيادة السكان.
إذ عد أن عديد السكان يتزايد كل خمسة وعشرين سنة على وفق متوالية هندسية بينما الإنتاج الزراعي على وفق متوالية حسابية عددية مما سيؤدي حتما إلى نقص الغذاء أمام عديد السكان.
وعلى هذا الأساس سنكون أمام كارثة حقيقية تتمثل بأن النمو السكاني سيتجاوز الإنتاج الزراعي.
مما يؤدي إلى عدم وجود غذاء كاف لكل البشر.
بمعنى أن قوة التكاثر السكاني تتفوق على قوة إنتاج الأرض لسد حاجة البشر من الغذاء.
وأمام هذه المعادلة وأمام الأفكار التشاؤمية، التي جاء بها مالتوس تمكن من تقديم بعض الحلول لمعالجة هذه المعضلة السكانية.
دعا مالتوس إلى التقشف في استهلاك الطعام وتحديد حجم السكان بحجم الغذاء. اي يتم تحديد حجم السكان حسب توفر الغذاء وفي ضوء ذلك يتم تحقيق التوازن المطلوب. كما أكد تحديد النسل فضلا عما تقدمه الطبيعة من كوارث تؤدي إلى موت البشر. أو ما يقدمه الإنسان من نشر الأمراض والأوبئة وممارسة الأعمال الشاقة كالحروب والمجاعات.. الخ.
هذه الفعاليات اللاإنسانية واللاأخلاقية والمجنونة يدعمها ويؤيدها بنظريته التشاؤمية والكارثية.
وهنا يتبادر إلى الأذهان السؤال الآتي: هل يوجد على الأرض خبز للجميع؟ للإجابة عن هذا السؤال يتطلب تفهم النظرة الفكرية العميقة، والعلمية الدقيقة من أجل تحديد الإجابة الصحيحة عنه.
فالفكر الاشتراكي يؤيد وجود خبز على الأرض للجميع إذا تم توزيعه، بنحو عادل، بعيداً عن الاستغلال وان تكون ملكية وسائل إنتاجه بيد المجتمع على عكس المنظومة الرأسمالية، التي تبنت النظرية المالتوسية اللاإنسانية، منذ ظهورها وإلى يومنا هذا، وأقرت بعدم وجود غذاء كاف على الأرض يكفي الجميع.وبدأت المنظومة الرأسمالية تتصرف، منذ نشأتها وإلى يومنا هذا على وفق هذا المنهج المنحرف اللاأنساني.
وإمعانا في تبني هذا النهج فقد شنت أمريكا، منذ نشأتها سلسلة كبيرة جداً من الحروب بدءاً من الحرب الأهلية الامريكية في العام ١٨٦١ حتى يومنا هذا. فهي تعتاش على الحروب وتمثل الحروب جزءاً أساساً من سياستها وإنعاش اقتصادها، فعلى سبيل المثال لا الحصر، الحرب العالمية الأولى والثانية واستخدام السلاح النووي في هيروشيما ونكازاكي والحرب الفيتنامية والكورية والحرب الأفغانية والحرب على العراق ومئات الحروب الأخرى لا مجال لذكرها.
وذلك كله يؤكد لنا تنفيذ ما جاءت به النظرية المالثوسية.
إن انتشار البطالة مع ارتفاع الأسعار وانخفاض الدخول وتدني الخدمات الصحية في العالم أدى إلى تفاقم عديد الوفيات بسبب الجوع والمرض وعدم توفر مستلزمات الحياة الضرورية للسكان.
ذلك كله يؤدي إلى ارتفاع معدل الوفيات في العالم.
أن ظاهرة انتشار الأمراض والفيروسات الغريبة، التي يقال إنها من صناعة البشر، اي التي تعد في المختبرات السرية وآخرها فايروس كورونا.
ذلك كله يجعلنا نتأكد اكثر فأكثر من تبني المنظومة الرأسمالية والقوى الخفية النظرية المالثوسية. وما يؤكد ذلك هو عدم اكتراث الأنظمة الرأسمالية بتوفير ما هو مطلوب لتحسين الوضع الصحي والاجتماعي والاقتصادي في عموم العالم كي يتم خلق حالة التوازن بين تطور عديد السكان والإنتاج الزراعي.
وما التصريحات الأخيرة للولايات المتحدة الأمريكية بأنها لن يسمحوا ان يصل عديد سكان العالم إلى عشرة مليارات نسمة. وتصريح كوندوليزا رايس بأن ستة ملايين عراقي عديد سكان كاف على العراق. وتصريح رئيس وزراء بريطانيا أن (علينا ان نودع احبتنا)، ويقصد الأب والأم والجد والجدة، اي كبار السن، للتخلص منهم، من اجل تحقيق التوازن بين عديد السكان والإنتاج الزراعي.
إن جائحة كورونا كشفت لنا زيف هذه المنظومة، التي لا هم لها سوى تعظيم مواردها المالية وتحقيق التراكم من خلال تحقيق الأرباح فهي منظومة تقدم الاقتصاد على الإنسان. بدليل انها لن تسمع إلى نصائح العلماء والمختصين بعدم فتح الاقتصاد إلا بشروط صارمة ومحدودة. ومع ذلك سيفتحون الاقتصاد ويعيدون الحياة إلى طبيعتها ولا يهمهم موت الملايين من البشر. نعم نحن نعي أهمية الاقتصاد ودوره في تحريك الحياة ولكن في الوقت نفسه نعي أهمية الإنسان ودوره في الحياة كونه صانعاً لكل شيء.
فبدلا من معالجة الفجوة بين عديد السكان والإنتاج الزراعي التي حددها مالتوس وتبنته المنظومة الرأسمالية واستخدامها أساليب في تقليل عديد السكان، من خلال تحديد النسل واستخدام سياسة الطفل الواحد وتشجيع حالات الإجهاض وعدم زيادة الأجور وعدم معاداة فكر الشذوذ الجنسي وكذلك تشجيع العلاقات الجنسية خارج الزواج وغيرها من الأساليب اللاأنسانية مثل قتل الملايين من البشر باختلاق الحروب وان يعيش البشر في ظروف بيئية غير صالحة للحياة.
كان يجدر التفكير والعمل بعكس ما جاء بنظرية مالتوس، من خلال زيادة الإنتاج الزراعي وبما يتناسب وزيادة عديد السكان.
مستغلين التطور العلمي والتقني وخلق تنمية زراعية مستدامة واستغلال الأراضي الزراعية المتوفرة، بنحو كبير جداً، على كوكبنا وتهيئة جميع المستلزمات الخاصة بتطوير الزراعة ودعمها مادياً وبشرياً.
وسيكون هنالك خبز على الأرض للجميع.
468