
الاتفاق النووي الايراني الامريكي في خبر كان والتحضيرات لضربة قاصمة لمفاعلات ايران هي المرشحة الاكثر في الايام او الاسابيع القادمة. هناك فجوة كبيرة بين ايران وامريكا والغرب في كيفية التعامل مع كل القضايا المطروحة من نووية الى ارهاب الى تتدخل في شؤون الدول الاخرى الى مصداقية الحاكمين واخلاقياتهم التي اصبح التعامل معها مستحيل. جزء أو مجموعة من ادارة بايدن يدفعون بإتجاه توقيع الاتفاقية بحجة تجنيب امريكا حرباً مكلفة جديدة وهم نفسهم الذي دفعوا بايدن للخروج المغزي الغير مشروط من افغانستان والذي كلف امريكا عشرات المليارات من الدولارات، وهي نفسها التي عملت مع اوباما سابقاً وشجعته على الانسحاب المستعجل والغير موفق من العراق في ٢٠١١، بحجة انها تدعم التوجه الى انعاش الداخل الامريكي بدل الاهتمام بالخارج، وهؤلاء فاتهم ان امريكا تنتعش اقتصادياً عندما تكون جزء مهم وفاعل في العالم.
الان الجزء او المجموعة الثانية (الاقوى) في ادارة بايدن والذي تدفع باتجاه المجابة مع إيران والدفاع عن مصالح امريكا مهما كلف الامر، بدء ينتصر ويسيطر على القرار في واشنطن، وهذا حقاً ما سيحدث مع الدعم من الجمهوريين القادمين للسيطرة المؤكدة على الكونجرس والسنت في نوفمبر القادم. حتى ان إيران الملالي لديها نفس الاحساس على ان الضربة قادمة لا محاله، عندما صرح وزير دفاعها قبل أيام انه قد أكمل تجهيز دفاعات جوية الى ٥١ مدينة إيرانية استعداداً لأي هجوم خارجي.
المهم الاتفاقية لا يمكن توقيعها او حتى تمريرها في السنت اذا رغب بايدن او لم يرغب والطريق للمجابهة مفتوح والاسابيع المقبلة ستؤكد ذلك.
نتيجة المجابهة بين الصدريين العراقيين والإطاريين الايرانيين في الاسبوع الماضي وسقوط اكثر من ١٠٠ قتيل على الاقل من الجانبيين ومئات اخرى من الجرحى والانسحاب الصدري المفاجئ بسبب المرجع الطائفي، المريض عقلياً، المتفرس، والمتملق لخامنئي كاظم الحائري، الذي طلب من الصدر الانسحاب السريع وبشكل تمثيلي يؤكد ان معظم المعممين خلقوا ناقصين عقلاً ودين ولا يصلحون لرعي حتى نعجة واحدة.
السيد الصدر عليه ان يعرف ان القوة التي منحها الله له لها حدود وان اتباعه لهم صبر محدود وان قصة الحسين رضي الله عنه احسن مثل له، وكيف اهل الكوفة “المقدسة” في حينها تركوه وتخلوا عنه لجيش يزيد المشابه لحشد المالكي اليوم.
على السيد الصدر وكما قلنا مراراً دعم ثوار الغربية وتشرين كما يدعم الصدريين، ثم فرض قائد كبير من الجيش الحالي كألساعدي او العبيدي او يار الله او الحيالي او عناد او الغانمي كقائد عام للجيش والقوى الامنية لحل المليشيات كلها بضمنها سرايا السلام وجمع السلاح بيد حكومة الطوارئ او الانقاذ التي يقودها (كرئيس وزراء) مدني نظيف ونزيه ووطني ( يستحسن ان يكون من أهل بغداد الاوائل شايف ومتعلم وشبعان وابن حلال- تعب الشعب من العتاكة). يعطى كلاهما صلاحيات شبه مطلقة لثمانية عشر شهراً لاعادة ترتيب الداخل امنياً وضبط الحدود واخراج كل الاجانب غير المخولين بالبقاء وتطبيق القانون بالعدل على الجميع واطلاق الاستثمارات الانتاجية(خارجية وداخلية) وتشجيعها وايجاد عمل لمئات الالوف من العاطلين واعادة تشغيل الخدمات الاساسية وتوحيد البلاد بعلم واحد ونشيد وطني واحد ودستور واحد.
من المضحك المبكي ان سياسي الصدفة ( قيادات احزاب الدين السياسي) وبعد مقتل وجرح المئات وتدمير المباني، بدء الجميع يرسلون برسائل لخصومهم السياسيين المتدينين ولاتباعهم ولشعب العراق على ان ما حصل حصل واننا سوف لن نعمل معاً ولكن “لا تنسى ان حب الحسين يجمعنا” وبسبب ذلك ممكن ان نعمل شيء للعراق ونقسم الكعكة بيننا وبين اولادنا وبناتنا واخواننا وطز والف طز بالشعب المسكين. لا اعرف كيف التعامل مع هذه العقلية الساذجة المسكينة الجاهلة المتخلفة، عليكم يا أوباش ومغتصبي بغداد ان تعلموا ان حب الحسين يجمع كل المسلمين، ومن لا يحب حفيد رسول الله سنة او شيعة او حتى المسيحين العراقيين؟ وما علاقة حب الحسين بموضوع الخيانة للوطن والعمالة للاجنبي والبطالة وعدم الامن والسلاح المنفلت والخدمات المفقودة والفساد التي تقودونه انتم واولادكم؟ هل وصلتم الى درجة من الانعزالية عن الشعب حتى تعتقدوا انكم تستطيعون شراء عقولنا بهذه المقولات بعد عشرين سنة من التجربة المرة بكم؟ عليكم ان تعلموا بسبب حبنا للحسين يجب تصفيتكم جميعاً وبضمنكم المعمم والافندي والغلمان والعاهرات التابعات لكم.
صحيفة واشنطن بوست الامريكية القريبة على الادارة نشرت مقالاً مهماً الاسبوع الماضي أعترفت فيه إلى أن العنف الأخير في العراق هو تعبير عن خلل دائم في بنية الدولة العراقية، وأكدت ان هذا النزاع وعدم الاستقرار والمأساة على قدم المساواة مستمرين خلال العقدين الماضيين والتي سببها المليشيات التابعة لإيران وتدخلها السافر في الشؤون الحكومية العراقية وبتوجيه من طهران الملالي. المعلومات المسربة تقول ان جو بايدان الرئيس الامريكي اجرى اتصالا مع الكاظمي والصدر بعد انسحاب الصدريين واستتباب الامن نسبياً، الاسبوع الماضي وابلغهم ان أمريكا تدعم الشرعية الوطنية والحكومة القوية التي تعمل على نزع سلاح المليشيات وتحجيم الدور الايراني في العراق وتحقيق العدل بين مكونات الشعب.
الحراك العراقي يشدد دائماً لأخوته وأخواته من شعب العراق الأبي على أن وحدة الارض والشعب هي أساس قوتهم ومنعتهم، وعلى العراقيين الوطنيين ان يعلموا ورغم ما ذكرناه أعلاه من دعم مؤقت لاستقرار العراق وامنه من بايدن وغيره ألا ان المؤامرة على العراق مستمرة وان اصحاب القرار الدولي هذه الايام يفكرون بجدية التقسيم للعراق لا سامح الله وهذا ما يناقش الان بحجة عدم الاستقرار والفساد المستمر في عراق اليوم، وهذا خطر كبير على اهلنا في العراق اذا ما تحقق (أحدكم مكمل للاخر) ووحدتكم في بلد غني مثل العراق يكون الاساس ليعيش الجميع في ترف وغنى وقوة وسيادة.
ثلاث دول صغيرة وغير مكملة للاخرى ستنهى الجميع وتكونوا لقمة سائغة لمن يشتهي اكلكم. على قوى تشرين الوطنية ان توسع حركتها لتشمل كل المحافظات الغربية وتتوحد مع ثوار الغربية وليصبح عرب العراق موحدين تحت قيادة موحدة وطنية حازمة وقوية وقادرة. التقسيم هدف من اهداف حرب ٢٠٠٣، وعلى عرب الجنوب والغربية ان ينسوا صراعهم المفتعل المذهبي الحديث جداً ويوحدوا نفسهم بالوطن والقومية وينسوا مصطلحات ما بعد ٢٠٠٣ من الطائفة والاغلبية والمظلومية والمحاصصة لانها قدمت لكم من اجل تفريقكم وتقسيمكم وحان وقت النهوض والانتصار لعراق الاجداد والاباء ولترجع العمائم لحجمها الطبيعي وليرجع الافنديه في حكم البلد الواحد القوي، والذي لا يمكن ان يحقق الا بكم انتم وحدكم، وتذكروا ان “جلدكم لا يحكه الا أضافركم” والله دائماً معنا.