فتح الحراك الشعبي المتواصل منذ اسبوع الباب امام مشهد مغاير لمسار الاحتجاجات الشعبية الماضية التي شهدها العراق قد يفضي الى واقع جديد ربما يقلب قواعد اللعبة السياسية ويطيح بالاسس التي قامت عليها العملية السياسية منذ احتلال العراق وحتى الان
اوازاء هذه التحديات والمخاطر التي يعيشها العراق ، هل حان وقت التغيير وبأي وسيلة يتحقق؟
ونزيد هل إن الحراك الشعبي والمدعوم من القوى المناهضة للعملية السياسية وقوى مجتمع مدني قادرة على تحقيق شروط التغيير المطلوب؟
ونضيف هل أن الحراك الشعبي الذي بدأت ملامحه تتضح باسقاط النظام السياسي رغم السعي لحرفه عن اهدافه الحقيقية هل سيفتح الطريق أمام التغيير المطلوب ؟
وهل ما يجري بالإقليم وحال الاستقطاب الطائفي بالمنطقة يسرع من عملية التغيير المطلوبة؟ وماهي أدوات التغيير الذي ننشده ؟ وهل هذه الأدوات موجودة؟
وحتى لانستغرق بالتفاصيل فان واحدة من أدوات التغيير اعادة النظر بالاسس التي قامت عليها العملية السياسية وبتقديرنا ان شروط هذا الخيار ناضجة بفعل الحراك الشعبي وفشل الحكومات التي أنتجها الاحتلال وسارت على نهج مشروعه الطائفي والتقسيمي واضعفت العراق وأهدرت ثروته ولم تحقق للعراقيين الأمان المفقود وتجربة السنوات الماضية خير دليل على ذلك ،وهذا الخيار بتقديرنا مرهون بتحقيق اصطفاف وطني عابر للطائفية والعرق
إن الحراك الشعبي والقوى المناهضة للعملية السياسية استطاعت أن تحدد شروط العمل و مشروع الخلاص وشروط انقاذ العراق عبر تحشيد الشارع وتصاعد الحراك ورفض التنازل عن المطالب المشروعة عبر قرارات استرضائية لاتستطيع موازنة العراق تحمل تكاليفها وهي التي تعاني من عجز يتجاوز العشرين مليار دولار
إن الإخفاق الحكومي السياسي والاقتصادي والخدمي والأمني وتغول حيتان الفساد على المال العام وتبديد ثروات العراق هو الذي يساعد الساعين لخيار التغيير المطلوب رغم انه يصطدم باذرع السلطة واحزابها وميليشياتها وبالعامل الخارجي الا ان شروط التغيير باتت ناضجة وباينة للعيان والبيئة التي تحتضن حركة الاحتجاجات الشعبية هي من تساعد في تنامي قوة الحراك الشعبي وديمومته