حكومة الأغلبية وديمقراطية العتاكة

ايهم السامرائي

عام جديد والنجاح والصحة والتقدم إن شاء الله لجميع العراقيين وبكل أطيافهم الدينية والمذهبية والقومية، عام يتحقق به كل أهداف ثوار الغربية وتشرين المباركة وحكومة اغلبية، قوية تمثل الشعب وتعمل على خدمته. رئيس حكومة ورئيس برلمان ورئيس جمهورية أشراف، مخلصين، يحبون وطنهم ويعملون على رفع شأنه وتحقيق أمال شعبة. نتمنى من الله العزيز الملك المهيمن عزّه وجل في هذا العام الجديد أن يخلّصنا من رجال الدين الأشرار وأولادهم من أحزاب الدين السياسي واسيادهم القابعين خارج الوطن، أمين يارب العالمين.
الولايات المتحدة في عهد الرئيس ترامب أو بايدن تتحمل الكثير من المسؤولية لإعادة العراق القوي الناجح الفاعل في المنطقة لانها هي نفسها وبقوتها الجبارة مع كل حلفائها الغربيين والعرب قاموا بتدميرها وتفتيتها من أجل مصالحهم بين عامي ٢٠٠٣ و ٢٠١٠ التي كان العالم كله يدين بالولاء للقطب الامريكي الواحد لا غير. بعد عام ٢٠١٠ المارد الصيني والدب الروسي بدأوا بالظهور للساحة وبقوة صناعية واقتصادية عملاقة، مع تدهور العالم الغربي اقتصادياً وصناعياً وتراجعه عن العالم وخاصةً عن جنوب آسياً والشمال الاوربي وهذا كان ثقلاً فوق ثقل على القطب الامريكي الذي تراجع وبشكل متسارع بحيث أصبح هناك الآن ثلاثة اقطاب عملاقة كبيرة، أمريكا والصين والروس وأقطاب أخرى ثانوية ولكنها غير قليلة وفي تصاعد مثل الألمان والفرنسيين والأتراك واليابانيين والسعودين والاسرائيليين والهنود والكوريين وغيرهم، يبتعدون عنها ويتسابقون معها ويزاحمونها في السيطرة على العالم. امريكا في موقف لا يحسد عليه، وعليها اليوم أكثر من أي وقت مضى أن تقوم وبسرعة على فتح مناطق تنفيس (اشغال وإضعاف العدو) في العالم، والعراق الآن يجب ان يكون واحدة من مناطق الاشغال او الأهم، وعليها ان لا تفوّت هذه الفرصة مطلقاً. العراق يجب أن يكون خارج نطاق إيران الحليف الصيني بالمطلق، ويجب العمل على تصفية عملائها داخله بالعمل مع القوى الوطنية العراقية الحالية وخاصةً مع بقايا التي كانوا عدوا لها في عام ٢٠٠٣، وعليها ان تتحرك اليوم واي تأخر هو فقدان فرصتها الذهبية التي ممكن ان لا تعود. امريكا تعرف أن العراق نقطة تلاقي الارض كلها وعليها أن تشكر نفسها ألف مرة انها احتلت بلداً مثل العراق خطأً او صحاً، وعليها أن لا تهديه لأعدائها لو كان هناك عقلاً متنوراً واستراتيجية ذكية في واشنطن.
حكومة أغلبية حقيقية يقودها الكاظمي ومنبثقة من الفائزين بدون تأثيرات خارجية معنها بداية لديمقراطية حقيقية ما عداها فهو دمار وتقسيم للبلد المقسم أساساً الى أديان وقوميات ومذاهب وعملاء وجواسيس لبلدان أخرى. حكومة أغلبية معناها نجاح للديمقراطية بعد مرور اكثر من ١٨ سنة من حكومات التزوير الانتخابي والفساد المالي والإجرام والقتل بحق الشعب، حكومة تعمل ببرنامج واضح وبمراقبة حقيقية من قبل المعارضة التي ترغب باسقاطها في حالة استغلالها للحكم وإجرامها بحقة. حكومة أغلبية تنبثق من رحم الفساد الموجود في كل مراكز الدولة ومؤسساتها ومن انتخابات الأنزه نسبياً ونوعياً من سابقاتها رغم كل أخطائها وعدم المشاركة فيها لأكثر من ٨٠٪؜ من الشعب.
حكومة الأغلبية يجب عليها ان تنهض بقطاع الخدمات والصناعة والزراعة بالإضافة للأمن الوطني الحقيقي وعليها ان تعيد الحياة لمؤسسات الدولة وبشكلها الاحترافي وتعمل على حل مشاكل الخدمات وبعام واحد من بداية حكمها، وتجمع وتصادر السلاح السائب بالقانون وبالقوة وتوحّد القوى الوطنية غير المرتبطة باعداء الوطن وتنهض بمستوى المعيشة للمواطن العراقي وتوزيع ثروة البلاد بالحق والعدل بين مواطنيها وتنهض بالتعليم لمستويات عالمية وتجعل صحة المواطن اوليتها، وتعمل على شعار المواطن العراقي اولاً وثانيا وأخيراً والأجانب معمّمين او افندية شرقيين أو غربيين يعودون لأوطانهم اذا لم يقدموا خدمات لا يستطيع العراقي ان يقدمها اليوم. معناها باختصار حكومة مثل اي حكومة مال أوادم، يحكمها أولادها الشرفاء وليس أولاد الشوارع والساقطات.
على الكاظمي والحلبوسي والبرزاني والصدر والخنجر مسؤولية تاريخية، نجاحهم بها انقاذ للعراق وشعبه ولهم أيضاً، فشلهم بالامتحان انتهاء معظمهم من العمل السياسي مع الملاحقة القانونية الذي لا يعرف إلا الله باي إتجاه تذهب. الوطن لا يتحمل اكثر فشلاً وظلماً وكفراً بكل قيم الارض والسماء، مجموعة مجرمة وجاهلة فاقدة لكل مقايس الثقافة والمهنية والشرف والوطنية والاخلاق والحضارة، ولا تستحق ان تقود قطيع صغير من الخراف، وضعت بغفلة من الزمن في إدارة العراق الكبير العظيم وساعدها “الجهل الامريكي” وخيانة وتفتت ورعونة وجهل و”مزعطة” المعارضة العراقية المتعاملة معها حينذاك، وخبث ومكر ملالي إيران وحقدها ولئمها وعملائها الخونة العراقين في المعارضة العراقية او القادمة من إيران، وأنانية وجهل اخواننا العرب البعيدين والقريبين منا لما يجري في العراق بعد عام ٢٠٠٣، كل هذا وما جرى بعدها من استمرار الامريكان والايرانيين بإضعاف القوى الوطنية ومعادتهم وتصفية قيادتهم، أدى لما نحن عليه اليوم، كدولة فاشلة بكل المقاييس الدوليه المعروفة وقوانين الامم المتحدة.
الحراك العراقي، المظلة الوطنية لكل الحركات المؤمنة بعراق الحضارة والتقدم مستعد ان يتعاون مع كل من يعمل بهذا الاتجاه وطنيين أصلاء أو حتى من يريد أن يعود لخانة الوطن من الذين عملوا مع أعدائه أو خانوه (العفوا لمن يحمل في قلبه العراق اولاً واخيراً، والعفوا لمن يعترف بأخطائه من أجل الوطن) في المحافل الدولية وفي واشنطن خاصةً والله دائماً معنا.

مقالات ذات صلة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى