رغم قصر اليد… لكنها كريمة؟

أحمد صبري

لايختلف اثنان على ان الاردن كان وما زال في طليعة الدول التي اصبحت ملاذا آمنا لمئات الاف العراقيين الباحثين عن الامن المفقود في بلادهم.

ومنذ فرض الحصار على العراق بعد تداعيات اجتياح الكويت عام 1990 وما تلاه من حروب واحتلال للعراق عام 2003 مرورا بالعنف الطائفي, وجد العراقيون في الاردن نافذتهم على العالم بعد ان سد الحصار افقهم على العالم الخارجي واصبح الاردن بلد العراقيين الثاني بفعل التسهيلات التي قدمتها القيادة الاردنية لاستقبالهم وتسهيل اجراءات دخولهم للمملكة بأيسر السبل, فيما فتح ابناء الشعب الاردني قلوبهم قبل بيوتهم لاخوتهم العراقيين الى حد تقاسمهم رغيف الخبز ومتطلبات العيش الكريم.

وموقف الاردن ملكا وحكومة وشعبا تجاه العراقيين الباحثين عن الامن والامان كان وما زال موضع تقدير واعتزاز العراقيين لهذه الوقفة القومية والانسانية التي خففت من معاناتهم وادخلت الى قلوبهم الامان.

لقد تأقلم العراقيون في الاردن مع الحياة والمجتمع واصبحوا جزءا منها واضافوا الى معالم عمان نكهة وطعما عراقيا في مشهد يجسد توأمة بغداد وعمان

ولم يشعر العراقيون بالغربة في بلد وفر لهم كل مستلزمات الحياة والامن والاستقرار الى حد مساواتهم مع اشقائهم الاردنيين بالحقوق والواجبات

فالعراقيون في الاردن جاءوا على ثلاث موجات, الاولى تعود الى سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي, وهؤلاء ليسوا بالاعداد الكبيرة, اما الموجة الثانية, فقد كانت اكبر وابتدأت مع حقبة الحصار على العراق في تسعينيات القرن الماضي, وأكبر الموجات كانت بعد الغزو الامريكي للعراق عام ,2003 حيث ازدادت الفوضى وضعفت الخدمات وعمليات القتل على الهوية

وعندما نتحدث عن دور الاردن ومكانته في محيطه العربي والاقليمي كحاضنة لموجات اللاجئين فاننا نشير الى انه تحمل وزر وتبعات وأرتدادات الازمات التي شهدتها منطقتنا العربية منذ نكبة فلسطين عام 1948 وحتى الان جعلته ملاذا آمنا للمتضررين من تلك الاحداث ولم يبخل أبناء الاردن وقيادتهم الرشيدة من واجب تقديم العون والرعاية للملايين من اشقائهم العرب الذين تضرروا من الاحداث التي مرت على بلدانهم ووجدوا في الاردن المكان الامن رغم المصاعب الاقتصاديه التي يمر بها.

.ولم يقتصر هذا الموقف على العراقيين وأنما شمل السوريين والليبيين واليمنيين بفعل الاحداث التي مرت على بلدانهم.

وعندما نتحدث عن تحمل الاردن تبعات الاحداث الكارثيه التي مرت وتمر على منطقتنا التي يدفع فواتيرها بأباء شعبه الاصيل فأننا نذكر بالمصاعب الاقتصادية التي يمر بها الاردن التي تستدعي من اشقائه وقفة قومية لرد الدين والجميل لهذا البلد الذي قدم الملاذ الامن لفاقديه من العرب في ذروة العنف والحروب والازمات وتحمل عبء وقفته التي حملته اثقالا لايمكن ان يتحملها وحده.

وأول من يرد الدين للأردن هو العراق الذي كان يتنفس الصعداء من رئة الاردن على مدى العقود الماضية ونافذته على العالم بعد الحروب والحصار والعنف الطائفي

ومع ضيق اليد فقد كان الاردن كريما مع ضيوفه حيث تقاسم ابناءه رغيف الخبز مع من قصده طلبا للامن

احمد صبري

a_ahmed213@yahoo.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى