سياسيون أميركيون يعلقون على تصريحات ترمب بشأن مهمة قواته في العراق

قال مسؤولون أميركيون أن تعليقات الرئيس ترمب حول مراقبة إيران من العراق كانت غامضة ومشوشة بالنسبة لمسؤولي البنتاغون الذين لم يتأكدوا فيما اذا كانت تعني تغييراً في مهمة القوات الاميركية في العراق فيكا أكدت الخارجية الأميركية أن مهمة الولايات المتحدة في العراق لم تتغير .

وأضاف مسؤول في الخارجية الأميركية بحسب ما نقلته شبكة CNN “قواتنا تتواجد هناك على وفق علاقة مع الحكومة العراقية بدعوة من الحكومة العراقية وفقاً لبنود وأحكام تتضمنها اتفاقية إطار العمل الستراتيجي المشترك، انها تتواجد هناك لتحقيق هزيمة دائمية بتنظيم داعش، وهذا الشيء لم يتغير، “مشيرا الى أن الاتفاقية مستندة إلى احترام سيادة البلدين المتبادلة”.

مقالات ذات صلة

وقال المسؤول انه رغم ذلك فإن “ضمان إلحاق هزيمة دائمة بتنظيم داعش يتطلب التركيز على استقرار عراقي واستقرار إقليمي.”

من جانب آخر ذكر الجنرال المتقاعد مارك هيرتلنغ، الذي قاد قوات في العراق سابقا قال في حديث  لـ CNN  إن ما تحدث به ترمب لم يكن مفهوماً بالنسبة له.

 وأضاف هيرتلنغ، “لست متاكدا من انه يمكن مراقبة إيران من داخل العراق، إن جيش الولايات المتحدة موجود في العراق لتقديم الدعم لحكومته في حربها ضد تنظيم داعش وليس لمراقبة دول أخرى في المنطقة. وكذلك لابد من توافر معدات في الوقت الحاضر لجمع معلومات استخبارية على مستوى ستراتيجي.”

وشدد نائب وزير الخارجية السابق توني بلنكن، على ان تصريحات ترمب ربما تكون الأسوأ في سعي أميركا للحصول على دعم العراقيين لإبقاء نوع من التواجد العسكري في العراق.

وأضاف بلنكن قائلا “آخر شيء يفكر به العراقيون هو أن يكونوا نوعاً من ساحة معركة بالوكالة مع إيران، أو منطلقاً لشن هجوم على إيران هذا ما سيؤدي فقط الى شحن السياسيين العراقيين ليقولوا: نحن لا نريد للاميركان أن يبقوا في العراق.”

وأفاد زميل معهد واشنطن لدراسات الشرق الاوسط، أليكس فاتانكا، بأن تعليقات ترمب وضعت العراقيين في موقف حرج، مضيفا “ليس من المنطق ان تطلب من بلدين متجاورين في الشرق الاوسط أن لا تكون علاقات بينهما، انه أشبه بأن تأتي دولة من الشرق الاوسط وتقول للولايات المتحدة لا تقيمي علاقات مع كندا”، مشيرا الى أن هذه التصريحات لا تعبر عن ستراتيجية كبرى تجريها الولايات المتحدة في منطقة الشرق الاوسط. ويجب ان يكون هناك توضيح دبلوماسي لملابسات ما كان يقصده ترامب لتلافي حدوث ردود أفعال سياسية إقليمية خطيرة.

يذكر أن مقترح الرئيس الاميركي دونالد ترمب بشأن استخدام قاعدة أميركية في العراق كوسيلة لمراقبة إيران أثار حفيظة نواب عراقيين وكتل برلمانية  ويبدو انه تسبب أيضا ببعض الفوضى والحيرة بين مسؤولين ومحللين في البنتاغون بحسب تريحات صدرت منهم عقب تصريحات ترمب.

وقال ترمب في مقابلة أجرتها معه محطة تلفزيون CBS الاميركية بثت مساء الاحد “أحد الاسباب التي تدعوني الى الاحتفاظ بهذه القاعدة هو أنني أريد أن أستخدمها قليلا لمراقبة إيران، لأن إيران هي المشكلة الحقيقية”، مشيرا الى انه لاينوي استخدام القاعدة الاميركية لضرب إيران بل لمراقبتها فقط.

وأضاف ترامب بقوله “كل ما أريد فعله هو ان أكون قادراً على المراقبة. لدينا قاعدة عسكرية مذهلة وكلفت الكثير في بنائها في العراق. مكانها ممتاز للاطلاع على أجزاء مختلفة من منطقة الشرق الاوسط المضطربة، مما يجعلنا نبقى بها بدلا من الانسحاب. هناك شيء لايفهمه الكثير من الناس. نحن سنحافظ على مراقبة ومتابعة دائمية، وإذا كانت هناك اي مشكلة، إذا كان هناك تحرك من أي طرف لصناعة أسلحة نووية أو شيء من هذا القبيل فسنكون على دراية به قبل أن يقدموا عليه.” وكانت تصريحات ترامب قد جوبهت برفض قوي من قبل قادة سياسيين عراقيين حاليين وسابقين.

وعلق الرئيس العراقي برهم صالح على تصريحات ترمب بأن أميركا لم تطلب الموافقة، فيما دعا رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي إلى التراجع من التصريحات الأميركية الأخيرة وشدد على أن العراق لا يمكن أن يكون منطلقا للهجوم على الجوار، وينتظر البرلمان انتهاء العطلة التشريعية للبت في مقترح قانون مقدم من كتل شيعية يدعو لاخراج القوات الأميركية من العراق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى